الفشل الدراسي مقاربة سوسيو تربوية (تتمة)
( تتمة مقال الفشل الدراسي مقاربة سوسيو تربوية )كما وعدت بذلك السادة القراء لجريدتنا الغراء وجدة سيتي .
كما أن دور المعلم وشخصيته يبقى بارزا حسب ظروف ونمط تفكيره ونوعية التربية التي تلقاها هو بدوره . إضافة إلى البرامج والمناهج المختلفة وطول المقررات الدراسية وطرق تقسيطها , واكتظاظ بعض الأقسام والتعليم المشترك وبعض الدروس التي لا تتلاءم و النمو النفسي و العقلي لفئة معينة من التلاميذ.
ومما لاشك فيه أن المحيط البيئي و الاجتماعي يؤثر سلبا بدوره على حياة الطفل لنه جزء منه, فإذا كانت المدرسة صورة مصغرة لحياة المجتمعات , فان المربي او المدرس هو لضمير الذي يتحدث بلسان المجتمع , إذن لا يمكن أن نفصل الطفل عن مجتمعه فهو يؤثر فيه كما يتأثر به , فإذا كانت الظواهر الاجتماعية مختلفة و متعددة منها الصالح و الطالح فلا بد أن تؤثر في شخصية الطفل لأنه اجتماعي بطبعه و يعيش داخل محيط متنوع موجب و سالب , فإذا أثر فيه ما هو سلبي فلا بد أن يتأثر و يفشل في عمله و دراسته و بالتالي فللمجتمع اليد الطولى في التأثير على مجريات الأحداث الدراسية و كذا التربوية للطفل , و من المنظور السوسيولوجي فان الفشل الدراسي لا يخرج عن نطاق الجوانب السالف ذكرها « مجتمعية و أسرية و صحية و تربوية و بيداغوجية » مما يعرقل العميلة التربية و يحول دون تحقيق الأهداف المرجوة منها .
كما أن الانفجار المعرفي و التكنولوجي الذي غزا العالم في الفترة المعاصرة أو ما يصطلح على تسميته « بعصر ما بعد الصناعة » عصر الهندسة و البيولوجية و الإنترنيت « أثر بشكل كبير على المدرسة التقليدية التي تعتمد « العقل و السبورة » و الطرق التقليدية المختلفة في التكوين و التسيير و التدبير التربوي , و مسايرة المستجدات البيداغوجية العلمية المتطورة بعين الانبهار و العجزة تارة و تقليد الآخر في بعض الجوانب الهامشية تارة أخرى و التي غالبا ما تتعرض للفشل , نظرا لأنها دخيلة على محيط لا يتأقلم معها نظرا لعدة خصوصيات محلية , فاستيراد ثقافة و تربية الغير تصطدم بواقع لا يتوفر على أرضية ملائمة تتيح له فرصة النجاح , كل هذه العوامل تؤدي الى نتائج غير مرضية تساهم في عرقلة العملية التربوية في المدرسة المغربية.
……..
كتابي محمد تاوريرت
Aucun commentaire