Home»Enseignement»لماذا يرفض رجال التعليم المذكرة 154 ؟

لماذا يرفض رجال التعليم المذكرة 154 ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

       حسنا ما فعلت الأخ الطيب زايد عند  ترجمة المذكرة 154 إلى اللغة الفرنسية ، هذه المذكرة التي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة نظرا لما جاء في محتواها. الكل ندد بهذه المذكرة عبر طرق مختلفة سواء عبر كتابات أو عرائض . وحسب علمي لا أحد أعاد النظر في موقفه السابق أو تراجع  وندم عن فعلته   أو اعتبره عملا متسرعا وغير عقلاني.   أن من يقرأ المذكرة بتأني ويقف عند بعض من ما جاء فيها  يعي جيدا أن الفشل الذي تعيشه مدرستنا لا ينحصر فقط في التدبير الزمني و غيابات المدرسين .أن للفشل أسباب عديدة   عجزت الوزارة عن إيجاد حلول لها (الاكتظاظ- النقص  الحاد في الموارد البشرية – ضعف البنية التحتية في العديد من المؤسسات- عدم ترشيد النفقات-  إتباع سياسة الترقيع والتسويف) . 

المذكرة تنص على حق المتعلمين في التربية والتكوين، أين هو هذا الحق في غياب الموارد البشرية الحقيقية والمؤهلة لهذا الدور.  أين هو هذا الحق عندما يتم تعيين أساتذة الابتدائي للتدريس في الثانوي ألتأهيلي لسد الخصاص  دون تكوين مسبق فقط من أجل تفادي احتجاجات الإباء والأولياء والتخلص منهم بإرجاعهم إلى مؤسساتهم الأصلية  كلما وجد بديل . أين حق المتعلم عندما تحتفظ الوزارة بأطر تربوية تعاني  أمراض مزمنة ومنهم من يغمى عليه داخل القسم  .أين حق التلميذ عندما يصبح المدرس مستشارا بلديا أو جماعيا أو مستشارا بالجهة أو نقابيا  أو رئيس جمعية ويتغيب برخص قد تصل إلى أسبوعين او ثلاثة  ولا يمكن لأي كان الطعن فيها . أين هو حق المتعلم عندما يكون القسم مكتظا. أين حق المتعلم عندما يجد نفسه في مواجهة مقرر صعب  فرض عليه فرضا.  ما ذنب هذا المتعلم الذي أجبر على الانتقال من مستوى إلى مستوى بمعدل يستحي الإنسان العاقل من ذكره لأن نجاح التلميذ يخضع للخريطة المدرسية. والأمثلة حية  في ما آل إليه مستوى التلاميذ الأدبيين بالثانوي ألتأهيلي الذين أصبحوا مجرد تماثيل داخل الفصول حسب شهادات أساتذة جميع المواد وما هؤلاء التلاميذ إلا ضحية أخطاء ارتكبت في حقهم خاصة  من طرف الخريطة المدرسية.

      صحيح أن الأطر التربوية في المؤسسات التعليمية ليست كلها ملائكة ولكن لا يجب التعميم  . التصحيح لا يبدأ من القمة  بل يجب أن يبدأ من  القاعدة – من السنة الأولى ابتدائي ( تبسيط المقررات – تخفيض عدد التلاميذ من الفصل – توفير بنية تحتية في المستوى – اختيار مدرسين أكفاء للمدرسة الابتدائية من المستوى الأول إلى السادس – عقد لقاءات تربوية لدراسة كل العوائق التي قد تعرقل عملية التعلم. التخفيف من جداول حصص الأساتذة  والتلاميذ على السواء– الاهتمام أكثر بالأنشطة الموازية خارج الفصل التي يجب أن تكون إجبارية  وتمنح عنها نقطة كاملة – إعادة النظر في الكم الهائل من المواد والتركيز عن النوعية وليس الكمية. إعادة النظر في بعض المواد وتعويضها بمواد قد تكون أكثر أهمية لدى الأطفال – إقحام مرشدين تربويين   لمساعدة السادة المفتشين  في جميع المستويات- إنشاء خلية خاصة مكونة بالأساتذة والآباء   لتتبع  المتعلمين في مسارهم الدراسي . حل بعض المشاكل التي يعاني منها الأساتذة وتوفير جو تربوي مريح لهم  وخاصة الاستقرار – إقحام   الآباء والأولياء والأمهات واستدعائهم كل ما دعت الضرورة لذلك  لدراسة أي وضعية شاذة  عبر الاجتماع بهم والبحث سويا عن حلول . أن ما آل إليه مستوى  العديد من التلاميذ لا يتحمل مسؤوليته الاستاد فقط بل هناك أطراف عديدة  ساهمت ومازالت تساهم في استمرار هذه الوضعية  وخاصة  الأسرة . جل الأسر غائبة  عن المدرسة  .

      إن المذكرة 154 مثلها كمثل مدونة السير جاءت قبل أوانها . إن طريق المدرسة العمومية  مليئة بانعراجات  يجب إصلاحها ومليئة  بالحفر التي يجب ترميمها قبل الوصول إلى المدرس. إن خمول وتكاسل المدرس في بعض الحالات جاء نتيجة لوضعية مرضية  مزمنة لم يتم معالجتها في حينها ولن تنفع معها العمليات الترميمية البسيطة بل هي في حاجة إلى  عملية جراحية جد معقدة تتطلب  مجهودا جبارا .  رفض المذكرة جاء أيضا من طرف بعض المديرين لأن هؤلاء اقتنعوا من صعوبة تطبيقها  وكانت لهم الشجاعة والجرأة لرفضها . عكس بعض المديرين  الذين رأوا في المذكرة  ورقة إضافية لتقوية  سلطتهم  وبسط نفوذهم  على أعناق بعض  الأطر التربوية  الضعيفة . إن التصحيح بجميع أشكا له لن يكون فعالا وناجعا  عن طريق التهديد والوعيد والجزر أو الاتهامات المجانية .   التفكير في الدواء يقتضي  تشخيص الداء  .كفانا  مضادات حيوية  غير فعالة لأنها لن تزيد جسم هذه المدرسة  المعلول  إلا  تفاقما   .

إن الإصلاحات المتسرعة والمستعجلة   لن تخدم مدرستنا .وتحميل السادة الأساتذة  مسؤولية ما آلت إليه  وضعية مدرستنا  ومطالبته بتعويض ساعات الغياب   المبررة  شيء لا يقبله العقل. كما أشار أحد المعلقين في تعليقه على المذكرة  عبر وجدة سيتي – المشكل لا يكمن في كمية الوقت التي يقضيها المدرس داخل الفصل أو المؤسسة وإنما الوقت الفعلي الذي يخصصه هذا المدرس لعملية التلقين والتحصيل.هل كل مدرس داخل القسم يؤدي واجبه  على أحسن ما يرام؟ كيف نقنعه بالقيام بواجبه اتجاه هؤلاء الأطفال بعيدا عن التهديد بجميع أشكاله ؟ كيف نقنع هذا المدرس أنه  السائق والميكانيكي  في نفس الوقت وعليه إيصال هذه الحافلة المليئة عن آخرها بأطفال أبرياء  الذين هم رجال ونساء الغد إلى بر الأمان. كيف نقنع هذا المدرس من محاسبة نفسه بنفسه دون اللجوء إلى الجزر؟ .كيف نقنعه أن هؤلاء الأطفال والتلاميذ هم أبنائه ومن منا يرغب أو يرضى بالفشل الدراسي لأبنائه؟ أسئلة كثيرة  وكثيرة جدا . المشكل هو مشكل  سلوك وأخلاق  فالسلوك هو الذي يجب أن يتغير. وصدق قول الشاعر عندما قال  « إنما الأمم الأخلاق ما بقيت وان هم ذهبت أخلقهم ذهبوا »

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. استاذ بالثانوي تأهيلي
    14/12/2010 at 19:35

    باسم الله الرحمن الرحيم.
    أولا بقراءتي للمذكرة 154 ، استنتج أنها أتت في البداية لتضرب في العمق الإدارة التربوية الفاشلة ، هذه الأخيرة التي تتحمل المسؤولية الكبرى في فشل التعليم حيث انتشرت الزبونية والمحسوبية وغض الطرف على البعض وضرب عرض الحائط مصلحة التلميذ المسكين .
    لا أظن أن أحدا من رجال التعليم يختلف معي أن في هذا القطاع العزيز علينا قد أصبحت فئة ذات العدد القليل تغطي بمجهودها على فئة ذات عدد كبير وكأننا في نظلم اشتراكي وبالتالي فإن المذكرة 154 تعتبر كثورة في قطاع التعليم حيث تنص وتلح على مبدأ الشفافية في كل شيء في الغياب في الجد والاجتهاد .
    فهل تقبل أيها الأستاذ العزيز أن يتغيب جل أفراد الادارة قبل انتهاء وقت عملهم في جل الثانويات التأهيلية ؟
    فلماذا الادارة التربوية لها علم باستعمال زمن الأستاذ والعكس غير صحيح ؟
    وهل ترفض تعويض حصص تلاميذ تغيب أستاذهم بسبب رخصة مرضية ؟ ما ذنب التلميذ ؟
    خلاصة القول، المذكرة 154 حسب رأيي الشخصي مدلولها أن يتحمل في الأفق كل فاعل تربوي وبدون استثناء مسؤوليته لما يأتي من فشل وما يأتي من نجاح للمنظومة التربوية ، وبتطبيق المذكرة 154 سيكون النجاح لا محالة في ذلك

  2. ممتتبع غيور
    14/12/2010 at 19:36

    المعلم او الاستاذ او المفتش او غيرهم لن يعملو ا بضمير مهني او الله اهديك ولكن بالزجر والزجر ولا شيء غير الزجر لان ثقافة الواجب ماتت والمدرس الذي يعمل الان بجد وصدق نلدر تذكر التعليم ايام السبعينات كان المرفق يتحرك بالزجر واليوم انقلبت الاية التسيب لانعدام العقاب اوماشابه ذلك يجب تحريك المساطر ضد المتلاعبين بالامانة وما اكثرهم وهذا شيء واضح لاحاجة للمذكرة 154 اوغيرها المدرس يرفض كل ماله صلة بالعمل

  3. Prof d'Anglais
    14/12/2010 at 19:37

    Tout à fait d’accord avec toi Mr Mansour,je veux bien signaler et ajouter et poser une question qui « brule » ma tete;on bosse 21h « normale » avec 06 et 07 classes bien pleines « normale ».Ce qui n’est pas normale c’est que nos collegues « Espagnols » à coté de nous bossent 3h avec une seule élève « interdit par les instructions :un homme tout seul avec une fille » pourqoui cette discrimination? c’est malheureux.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *