Home»National»كرونولوجيا الكفاح الوطني من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

كرونولوجيا الكفاح الوطني من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية

2
Shares
PinterestGoogle+

كرونولوجيا الكفاح الوطني من أجل الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية:
من معاهدة فاس إلى المسيرة الخضراء المظفرة(*)

إعداد د. محمد حالي
أولا- الاحتلال والمقاومة

1- معاهدة الحماية: 30- مارس 1912 بمقتضاها حُددت مناطق النفوذ الفرنسية في الوسط ومناطق الاحتلال الإسباني في الشمال والصحراء ونظام طنجة الدولي.

2- مراحل الاحتلال العسكري/ سماها الجنرال ليوطي خطأً ب »التهدئة » :

– استغرق غزو المغرب من 1912إلى 1934 ؛
– استعملت فرنسا 325000 جندي وإسبانيا 100000جندي واستعانت الدولتان ب 400000 جندي من القوات المحلية والإفريقية زيادة على نفوذ بعض القياد الكبار، وبعض شيوخ الزوايا؛

3- المقاومة المسلحة: – قبائل سوس والصحراء التفت حول المقاوم أحمد الهبة وبعد وفاته 1919 استمرت مقاومة قبائل الصحراء إلى 1934 ؛

– قبائل الأطلس الكبير والمتوسط تزعم مقاومتها موحى أوحمو الزياني الذي هزم الفرنسيين في معركة الهري واستشهد سنة 1920 ؛

– في الأطلس الكبير وجبل صاغرو اصطدم الفرنسيون بمقاومة آيت عطا بقيادة عسو أوبسلام مابين 1930-1933؛
– المقاومة الريفية اندلعت قبل الحماية وبعد هزم القوات الإسبانية في معركة أنوال 1921 ودحر القوات الإسبانية نحو الساحل الريفي تدخلت القوات الفرنسية للقضاء على مقاومة محمد بن عبد الكريم الخطابي.

ثانيا- الحركة الوطنية والمطالبة بالإصلاحات
1

– التنظيم الإداري: رغم الحفاظ على الإدارة المغربية فإن السلطات الفعلية كانت بيد الإدارة الاستعمارية:(سلطات الإقامة العامة الفرنسية والمندوبية السامية الإسبانية)؛

2- الاستغلال الاستعماري: عمل المعمرون الأجانب والشركات الاستعمارية على استغلال خيرات البلاد بالسيطرة على أجود الأراضي والاستثمار في الصناعات التحويلية والمنجمية والتجارة والعقار وفي سنة 1952 كانت حوالي 50% من الدخل الوطني بيد الأقلية الأجنبية التي لم تكن نسبتها تتجاوز 5 % من مجموع سكان البلاد.

3- ظهير 16 مايو 1930 كان محاولة استعمارية فاشلة للتفريق بين المغاربة، فساهم بذلك في تعزيز صفوف الحركة الوطنية وتطوير المقاومة السياسية؛

4- أسفر التنسيق بين رجال الحركة الوطنية في الداخل والخارج عن تأسيس « كتلة العمل الوطني » التي بارك السلطان سيدي محمد بن يوسف أعمالها فكانت هذه المباركة السلطانية دافعا قويا لها للمطالبة بإصلاح نظام الحماية من خلال تقديم مذكرة « مطالب الشعب المغربي » (1934) إلى سلطات الحماية التي لم تأبه بها.
ثالثا: ثورة الملك والشعب

1- المطالبة بالاستقلال :
– جاء في كتاب التحدي للملك المغفور له الحسن الثاني ص 53:  »
ولهذا، فإن الذين كانوا يظنون أن من الممكن الوصول إلى الاستقلال عن طريق الإصلاحات أقنعهم والدي بأن يتبنوا استراتيجية وتكتيكا جديدين، وأن يعكسوا المقدمة المنطقية منادين: للوصول إلى الإصلاح لا بد من الاستقلال »انتهى كلام جلالة الملك.

– بعد لقاء الملك محمد الخامس والرئيس روزفلت 1943 بالدار البيضاء وبتنسيق تام مع القصر الملكي تقدم الوطنيون في 11 يناير 1944 بوثيقة المطالبة بالاستقلال إلى الإقامة العامة والمفوضيتين الأمريكية والبريطانية؛

– قابلت سلطات الحماية المطالبة بالاستقلال بالاعتقالات والقمع فتوسعت قاعدة الحركة الوطنية بظهور أحزاب وصحف ونقابات جديدة؛

– جاء خطاب المغفور له جلالة الملك محمد الخامس بطنجة في 10 أبريل 1947 ليقدم التوجيه والدعم الضروريين للحركة الوطنية؛

– عينت سلطات الحماية الفرنسية الجنرال جوان في 1947 مقيما عاما في المغرب وكلفته بتقوية السلطة الاستعمارية فتعاظم مسلسل القمع ودبرت السلطات الاستعمارية مجزرة الدار البيضاء؛

2- نفي الملك سيدي محمد الخامس
– تأكدت فرنسا من الدور الحاسم الذي كان يقوم به الملك محمد الخامس في توجيه ودعم الحركة الوطنية فدبرت مؤامرة عزله عن العرش بإيعاز من المقيم العام الجنرال guillaume وذلك في 20 غشت 1953 ونفيه إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى جزيرة مدغشقر فرفض كافة المغاربة هذا الفعل الشنيع.

3- المقاومة المسلحة:
– أصبح المغاربة بعد هذا يطالبون بعودة الملك الشرعي وباستقلال البلاد؛
– اتخذت المقاومة عدة أشكال كمقاطعة البضائع الفرنسية وتنفيذ العمليات الفدائية في المدن ضد رموز الاستعمار ومعاونيه، واستشهد في هذه الظرفية العديد من المقاومين أمثال علال بن عبد الله والزرقطوني.

– ظهرت المقاومة المسلحة في البوادي ونشأت نوايا لجيش التحرير في الجبال والمغرب الشرقي والأطلس المتوسط ونفذت عملياتها الأولى ضد المصالح الاستعمارية.

4- عودة الملك محمد الخامس وإعلان استقلال المغرب
– في غشت 1955 انطلقت المفاوضات المغربية – الفرنسية التي أفضت إلى عودة الملك محمد الخامس في 16 نونبر 1955 وإلى اعتراف فرنسا باستقلال المغرب في 2 مارس 1956 واعترفت إسبانيا بسيادة المغرب على مناطقه الشمالية في 7 ابريل 1957 وانتهى الوضع الدولي لطنجة باتفاقية 29 أكتوبر1956.

رابعا: جهود استكمال الوحدة الترابية

1- مرحلة 1956- 1974
– قال الملك محمد الخامس في خطابه بمحاميد الغزلان في 25 فبراير 1958: » …سنواصل العمل بكل ما في وسعنا لاسترجاع صحرائنا وكل ما هو ثابت لمملكتنا بحكم التاريخ ورغبات السكان » انتهى كلام جلالته؛

– واصل جيش التحرير جهوده لتحرير المناطق الصحراوية رغم التحالف العسكري الفرنسي والإسباني:
– في أبريل 1958 استرجع المغرب طرفاية
– سيدي إفني في 1969 ؛ وبقيت إسبانيا تحتل الساقية الحمراء ووادي الذهب وسبتة ومليلية وجزر ملوية.

– في سنة 1961 طرح المغرب على الحكومة الجزائرية المؤقتة مشكلة مناطقه الجنوبية الشرقية، وأرجئ البث فيها إلى ما بعد استقلال الجزائر؛

– في 1961 وفي 1963 تحقق على التوالي جلاء القوات الفرنسية ثم الأمريكية عن الأراضي المغربية؛

– تحفظ المغرب إزاء مبدأ احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار المتضمن في ميثاق منظمة الوحدة الإفريقية، وقام بعرض مسألة صحرائه على أنظار الأمم المتحدة.

2- المسيرة الخضراء حلقة في استكمال الوحدة الترابية في الجنوب المغربي
– في سنة 1974 عرض المغرب قضية صحرائه على أنظار محكمة العدل الدولية فأكدت وجود روابط البيعة بين سكانها وملوك المغرب؛ وبالتالي سيادة المغرب عليها.

– أعلن جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء في خطاب مراكش في 16 أكتوبر 1975 وفي 6 نوفمبر 1975 أعطى إشارة انطلاق المسيرة الخضراء؛
– عاد إقليم الساقية الحمراء إلى حظيرة الوطن بموجب اتفاقية مدريد في 14 نوفمبر 1975 ، ثم إقليم وادي الذهب إثر تجديد سكانه بيعتهم لصاحب الجلالة في 14 غشت 1979؛

– لا زال المغرب يواجه أعداء مسيرة استكمال وحدته الترابية ويعمل جاهدا لاسترجاع أراضيه السليبة؛ ويقدم لأجل ذلك مختلف التضحيات وأرواح شهدائه الأبرار؛ بقيادة عاهله المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس.
خاتمة:
من واجبنا ونحن نستحضر هذه الملاحم البطولية أن نترحم على أرواح شهداﺀ التحرير والوحدة الترابية وفي مقدمتهم جلالة الملك محمد الخامس، وجلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وأن ندعو بالتوفيق والسداد لوارث سرهما جلالة الملك سيدي محمد السادس المنصور بالله، وأن نستحضر قول الباري عز وجل في كتابه العزيز الحكيم: ﴿ من المُومنينَ رجالٌ صَدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحْبه ومِنهم من ينتظر وما بَدلوا تبديلاً ليجزي الله الصادقين بصدقهم ويُعذب المنافقينَ إن شاء أو يتوبَ عليهم إن الله كان غفورًا رحيمًا ﴾ صدق الله العظيم (الآية 23 و24 من سورة الأحزاب)؛
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ــــ

(*) النص الأصلي للكلمة التي تشرفت بإلقائها بطلب من السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بإقليم تاوريرت، في افتتاح الحفل الذي نظمه المجلس العلمي المحلي بمناسبة ذكرى عيد الاستقلال المجيد لعام 1431هـ/ 2010م ، وذلك يوم الخميس 18 ذي الحجة 1431هـ الموافق ل 25 نونبر 2010م بمقر مكتبة المجلس العلمي الكائنة قرب مسجد خالد بن الوليد بحي المسيرة بمدينة تاوريرت ابتداء من الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *