Home»National»الحركة النقابية المغربية والدروس المستخلصة منها 2 (تابع )

الحركة النقابية المغربية والدروس المستخلصة منها 2 (تابع )

0
Shares
PinterestGoogle+

الحركة النقابية المغربية والدروس المستخلصة منها 2 (تابع )

تقديم : تحية للجميع
تحية لكل الإخوة الذين ساهموا في إغناء النقاش في الموضوع الأول ، الذي لم أقصد به أهدافا معرفية تاريخية فحسب كما اعتقد البعض بل توخيت منه استنباط مجموعة من الدروس والعبر التي أرى أنها حملت وتحمل بوادر تنير واقع العمل النقابي حاليا ،وتساهم في استنبات بعض الحلول لأزماته وتساعد على فهمه ، وأشكر كلا من الأخ أبو أيمن الحقيقي ، والأخ شاطر الشيخ والأخ سواري لعروسي الذي وضع الأصبع على بعض مكامن الداء في العمل النقابي ، وكل الذين تجاوبوا مع ما طرحت ، وأرحب بالأخت وفاء.
وفي مساهمتي الثانية هذه أطمح إلى إتمام جزء مما بدأت في الموضوع السابق، والتواصل مع كل من مر على هذه السطور خاصة وأن المهتمين بالموضوع في حاجة ماسة إلى تبادل المعلومات، بالإضافة إلى أن أغلب المراجع في هذا المجال تطبع مرة واحدة يتيمة ، ولا تصل إلا لعدد محدود منهم .
الحركة النقابية المغربية والدروس المستخلصة منها (تابع )
تعاني نقاباتنا من عدة مشاكل واختلالات منها ما هو ذاتي ومنها ماهو موضوعي وتتطرق هذه المشاركة إلى بعضها ، والتعريف بها يعتبر خطوة هامة نحو إيجاد حلول لها ومواجهتها وهي كالتالي :

1 ـ عدم استثمار ما وصلت إليه الحركة النقابية من نتائج وعدم تدوينها :
ترى مجموعة من المفكرين ومنهم باحثين في الشأن النقابي مثل الأستاذ جمال هاشم أن التراكم الذي حققته الحركة النقابية بالمغرب والتجارب التي خاضتها قرابة نصف قرن يمكن استثمارها كأرضية خصبة لإنجاز دراسة وقراءة واعية ومتخصصة للظاهرة النقابية ببلادنا وينتقدون سيادة الثقافة الشفوية عندنا وندرة وشح الكتابة الواعية الذي أسهم بنسبة هامة في أزمة النقابي عندنا ، فتدوين التجارب النقابية مهما كانت بسيطة بالنسبة إليهم يمكنه أن يشكل مادة خام للبحث العلمي في الموضوع .

2 ـ : قلة التنظير للعمل النقابي وطغيا ن الهم والممارسة اليومية العملية .
مما لا شك فيه وجود علاقة جدلية بين النظرية والممارسة ولا يختلف اثنان على هذا ، فالنظرية هي التي توجه الممارسة وتحميها من من السقوط في الأخطاء وتحدد ما هو مرحلي واستراتيجي في العمل النقابي والمسالك الآمنة ، وتمكن من الوعي بالأخطار والكبوات وقد لاحظت نفور جزء هام من القواعد التنظيمية للنقابات من النظري رغم كونه جد مهم فبالإضافة إلى ماقلت يعتبرالنظري بمثابة صمام أمان أو العلبة السوداء التي تحدد مواقع الخلل من أجل تداركها ، وقد شكل الغياب النظري تغرة كبيرة في البناء التنظيمي النقابي وفي إمكانية الإحاطة بالمعيقات من أجل تفاديها والإيجابيات من أجل ترسيخها ، فتوجه العمل النقابي نحو اليومي العملي ، وشح الاهتمام بالنظري ساهم بنصيب كبير في تدني العمل النقابي وتأبيد أزماته وإعادة إنتاجها ، ففي أوروبا تتوفر التنظيمات النقابية على خلايا للبحث العلمي ،ومن هذه المنطلقات أعتبر أنه ليس من الترف الفكري اهتمام مجموعة من الأطروحات والندوات بعلاقة النظرية بالممارسة .

3ـ سيادة التجريبية : أي انعدام إستراتيجية واضحة لدى الحركة النقابية عندنا مما ترتب عنه انتاج الأزمات والتجارب وإعادة إنتاجها .
فالكونفدرالية الديمقراطية للشغل كما يرى بعض المفكرين سلكت نفس المسار الذي سارت عليه الاتحاد المغربي للشغل : يتجلى هذا في الفردانية وسيادة الزعيم الواحد واحتواء النقابة ، فالأموي سلك نفس مسلك المحجوب بن الصديق بحيث ظهر جليا أنه ضخم رصيده بعد العقد الأول من مسار ك.د.ش. خاصة بعد سجنه ( 1991 ـ 92 ) واحتكر القرارات وأصبح هو مفبرك الأجهزة وليس القواعد التنظيمية وتجلى هذا بوضوح في المؤتمر الثالث والرابع ل.ك.د.ش .هذا الأخير الذي أقيم في العيون، وذهب البعض إلى حد اعتباره قام بقرصنة الحزب وقرصنة النقابة (1) نفس الشيء قام به المحجوب بن الصديق عندما ساهم الجناح النقابي في تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحوله إلى واجهة سياسية للاتحاد المغربي للشغل في الفترة الممتدة بين (1959 و1972 )
وشبه الأستاذ جمال هاشم حادثة تولي المحجوب ابن الصديق الأمانة العامة للاتحاد المغربي للشغل مكان الطيب بن بوعزة الذي انتخب بشكل ديمقراطي كأول أمين عام لهذه النقابة عند التأسيس سنة 1955 ،عندما هدد بالانفصال عن إ.م.ش. وتأسيس نقابة أخرى إذا لم يستجاب لطلبه باعتباره الأحق بهذا المنصب (2 )، وتم إقناع الطيب بن بوعزة بالاستقالة منه من طرف مجموعة من المناضلين خاصة ابراهيم الروداني ، شبه هذا الحدث بفرض الأموي على الفوسفاطيين بعدم قبول الكافوني ككاتب عام للنقابة الوطنية لعمال الفوسفاط لكونه متقاعدا رغم أنه هو نفسه كان متقاعدا ، وقد أدى هذا السلوك إلى تصريح الفوسفاطيين بأنهم هم من لهم الحق في انتخاب أجهزتهم ، ولا لصنعها وفبركتها من طرف الأموي كما أدى الإجهاز على الديمقراطية إلى استقالة النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط التي أصبحت تسمى بالنقابة الديمقراطية للفوسفاطيين من .ك.د.ش سنة 1999 و نددوا باتخاذ النقابة كمجال للاستقطاب الحزبي رغم الحساسيات المختلفة الموجودة بها والهيمنة عليها من طرف الحزب .

4 ـ انتشار التيار الفوضوي في نقاباتنا : وهو تيار دخيل على المغرب وعلى الحركة النقابية المغربية .حسب الأستاذ عبد اللطيف المنوني صاحب أطروحة في العمل النقابي وعدة إصدارات ، نشأ على يد النقابيين الإصلاحيين بفرنسا تحت قناع تورية مزيفة لمواجهة الشيوعيين وتحجيم نفوذهم المتزايد في الحركة النقابية (3)بحيث تبنت النقابات شعارات سياسية عملاقة ومزايدات ، مدعية أن النقابات هي القادرة على صنع الأحداث الكبرى والثورات بيمنا كانت متخاذلة ومنبطحة كما أثبتت الوقائع ذلك ، ويتجلى هذا التوجه الفوضوي عندنا في المفارقة الكبيرة بين خطابات الاتحاد المغربي للشغل وممارسته ولوحظ تضخيم ما هو مكتوب عند .ك.د.ش وبعده عن الممارسة العملية (4) وتتجلى الفوضوية أيضا في محاولة تحميل جمعيات المجتمع المدني ما لا تطيقه من طرف البعض والتعامل معها وكأنها أحزاب سياسية دون معرفة الحدود بين العمل الحزبي والعمل الجماهيري .

5ـ تشويه بعض القيم والمبادئ النقابية :
تعتبر المبادئ أدوات للصراع النقابي الداخلي بالمفهوم الجدلي للصراع، فهي التي تنظم العلاقات الداخلية والخارجية للنقابة ويحتكم إليها في حالة الخلافات ، والسماح بتشويه مبدأ من المبادئ مهما كان هذا السماح جزئيا يؤدي إلى اختلالات كبرى كالتحكم البيروقراطي وشل النقابة .
فتشويه الاستقلالية التي تعني ان النقابة لا تستجيب في اتخاذ قراراتها وممارساتها إلا للحركة الذاتية للطبقة العاملة أو شغيلة القطاع المعني ولا تخضع في توجهاتها إلا لها ، بحيت تتفاعل جميع التيارات والحساسيات المتنوعة المتواجدة داخل النقابة دون أن تخضع لأية هيمنة حزبية أو غيرها ، هي أيضا استقلالية عن البيروقراطية وتقدير المسافة بينها (النقابة) وبين السلطة ، وشعار الاستقلالية المزيفة الذي رفعته بيروقراطية الاتحاد المغربي للشغل كان من نتائجه عزل الطبقة العاملة عن التوجه التقدمي وإحكام السيطرة عليها ممن طرف البيروقراطية .
6 ـ انعدام التضامن : أصبح التضامن النقابي كقيمة سواء داخل القطاع الواحد أو بين القطاعات المختلفة جد محدود رغم أنه شكل في بعض المراحل التاريخية نقط قوة هامة في بلادنا ، ومن مظاهر محدودية هذا التضامن حتى داخل القطاع الواحد هو دعوة بعض النقابات مناضليها إلى رفع بعض ملفاتهم إلى المحكمة الإدارية ، عوض الدفاع لكسبها وخوض نضالات من أجلها .

فما جدوى النقابة إذا كانت المحكمة هي التي نتوجه إليها لحل مشاكلنا.
والتضامن يشمل التضامن المادي والمعنوي بحيث نجد بعض النقابات في أوروبا تعطي الأجور لبعض المطرودين أوتعوض المنخرطين قي حالة الاقتطاعات ، وإذا أخدنا نموذج النقابات الألمانية نجدها أغنى النقابات في العالم كما قال الأستاذ الجامعي بالجديدة حسن قرنفل، بحيث تمكنت خلال السبعينات من الحصول على بنك خاص بها وعلى سوق في عدة شركات ومقاولات كشركات التأمين…. ، وهذا راجع إلى كون ألمانيا تأخذ بنظام الاقتطاعات المباشرة من الأجر كما أن النقابات تفاوض مباشرة مع أرباب العمل بشكل دوري ومستمر لحل المشاكل منخرطيها ، وخلال المفاوضات إما أن تحصل على الزيادة في الأجور وإما تحسين الخدمات الاجتماعية، كما أن النقابة هي التي كانت تمون حزب العمال البريطاني بنسبة 60 إلى 70% (5)وذلك من اقتطاعات المأجورين وتتحكم مقابل ذلك في اختيار قيادة الحزب الذي ينتخب بتخصيص حصة لبرلمانيي الحزب وحصة للنقابة، وحصة لممثلي القواعد ، مقابل اهتمام الحزب بالمطالب النقابية عند وصوله إلى السلطة.
أما بالنسبة للنقابات الأمريكية فهي تفاوض المرشحين على برامجها خلال الانتخابات ، وتدعم من تشاء للحصول على المكتسبات ،
هذه النقابات بنت قوتها من خلال استراتيجية أملتها دراسة الواقع الاجتماعي ، ونحتت مكانتها في التدرج الاجتماعي وليست كنقاباتنا .
أما عندنا فقد عانى المطرودون في السبعينات من المشاكل المادية والمعنوية الشيء الكثير نظرا لهزالة التضامن المادي وحتى المعنوي .على نقاباتنا أن تبني فاعدتها المادية انطلاقا من دراسة علمية لسوسيولوجية العمل النقابي

7ـ سلبية القواعد النقابية : تفرط في الغالب القواعد النقابية في مجموعة من حقوقها فهي لا تحتج ضد ممارسات القيادات والتشوهات التي تطال العمل النقابي، ولا تمارس حقها في النقد والنقد الذاتي ، ولا تحتج ضد استثمارها واستغلالها كأرقام فقط إما بسبب انعدام التكوين أو بسبب اللامبالاة ……..

8 ـ عدم التشبع كما أشار إلى ذلك الأخ سوارى لعروسي بقيم القيادة الجماعية وسيادة منطق الزعيم والفردانية …
بونيف محمد جرادة
يتبع

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. سواري العروسي
    19/11/2010 at 01:35

    الحركة النقابية المغربية بالمفرد
    أية حركة؟

    في البداية لا بد من اللاشارة الى أن نقاش موضوع ما وضمان فرص اغنائه، يتطلب من الساهرين على هدا المنبر اعطاء الوقت الكافي لانتشار الموضوع بين المهتمين.
    في مداخلته الأخيرة، حدد الأخ بونيف ما اعتبره مجموعة من المشاكل التي تعاني منها نقابات(نا) في ثمانية (8) نقط = مشاكل، لكنه لم يعطي وجهة نظره من حيث درجة أهميها كما أنه لم يحاول اقتراح الحلول. بالتأكيد ليس ما جاء به هدا التحديد هو كل المشاكل. في مداخلتنا سنحاول مناقشة هده النقط والاضافة اليها ما نراه مسهما في اخراج العمل النقابي في بلدنا من أزمته المزمنة.
    1-يرى الأح بونيف أن هناك انعدامية في استثمار نتائج العمل النقابي وتدوينه، وان هناك من يلحون على انجاز دراسات وأبحاث تتناول الظاهرة النقابية وعدم الاكتفاء بالاعتماد على تداول التجربة عبر الشفوي. هدا صحيح. وهو راجع في اعتقادنا الى ابتعاد النخب الثقافية عن العمل النقابي والسياسي. اننا نلاحظ أن نخبنا انتهازية فهي تعتبر نفسها فوق الجماهير. فدخولها العمل النقابي أو السياسي يجب حسب رأيها أن يكون فوقيا، بمعنى أنها ترى ضرورة اعطائها مكاسب مقابل انخراطها في العمل النقابي أو السياسي .فهي في نظري لا تؤمن بالعمل القاعدي وليس لها الصبر الكافي للانخراط فيه وبناء مكانتها بين الجماهير. أما النقابيين المؤمنين حقا بالنضال النقابي ن من هو غير قادر على البحث والكتابة في الموضوع ومنهم من هو قادر على دلك ولكنه مثقل بالهموم اليومية ولا يجد الوقت الكافي لدلك. ان عملا استثماريا كالدي يطرح الأخ بونيف عمل فردي وجماعي. لكن من الأفضل أن يؤسس له في اطار لجان نقابية تهتم بالموضوع.

    2ـ التنظير للعمل النقابي
    يطرح الأخ بونيف اشكالية قلة التنظير للعمل النقابي. أعتقد أن هده الفكرة مرتبطة بالفكرة التي طرحها سلفا. فالبحث العلمي والتنظيير ودراسة وتحليل التجربة النقابية المغربية وغيرها ضرورة للعمل النقابي. ولا يمكن لأي حركة سياسية لأو نقابية أن تجد لها موطىء قدم في المجتمع دون اعتمادها اسس نظرية تحدد هويتها وتواجه التيارات المعادية لها. فلا يمكن لحركة نقابية مثلا ان يكون من ورائها حركة فكرية بورجوازية لأنها تتناقض معها في بنيتها الفكرية ومصالحها الاقتصادية.
    ان التنظير النقابي هو الأساس الفكري للحركة النقابية.هو الخطط وهو الموجه وهو القادر على قرائة نتائج الفعل الميداني وتقييمه، ومن ثمة امكانية تعدييل النظرية وضبط لحظات الممارسة. ان التنظيير النقابي في نظرنا لا يمكن له أن يكون صائبا الا من خلال قرائة سياسية واقتصادية صحيحة للواقع الدي تمارس في النقابة نشاطها.

    3ـ سيادة التجريبية وغياب النظرة الاستراتيجية
    الاستراتيجية هي النظرة البعيدة المدى والتي يجب على النقابة الوعي بها وبأهدافها والنضال من أجل تحقيقها. بالنسبة للعمال البسطاء، النظرة الأستراتيجية لديهم هي الطموح الى تحسين أوضاعهم الاقتصادية ورفع الظلم والغبن عنهم. أما استراتيجية بعض الانتهازيين هو الوصول الى مراتب عليا على ظهر المناضلين. اما استراتيجية الزعيم الأكبر والأصغر هو الامساك بدواليب التنظيم وتأبيد زعامته واستغلال وجوده في بناء رقيه الاجتماعي. ان الاستراتيجية النقابية الحقيقية لا يمكن لها أن تكون الا في اطار نقابة ديمقراطية يتم فيها التناوب على القيادة بشكل ديمقراطي جماهيري تفرزها القاعدة العمالية وليس بشكل انتخابي شكلي. فحينما تتعدد الاستراتيجيات وتتعارض، تتنعدم الاستراتيجية الحقيقية للتنظيم. ان الحل لهدا الاشكال النقابي في بلادنا نراه في التأسيس لمفهوم القيادة الجماعية بالشكل الدي يقتل مفهوم الزعيم. بشكل بسيط فبدلا من زعيم واحد وأوحد ليكن مثلا عشرة زعماء على رأس النقابة كما هو الحال مثلا في السلطات الادارية المستقلة في فرنسا حيث يتحد القرارداخل المجلس القيادي الدي يجب أن تنتهي مهامه مع انتهاء انتدابه أو انتخابه ليفسح المجال لطاقات قيادية جديدة لا يمكن لها الا أن تكون مستأنسة بتجربة سابقتها ويكون لها طموحا أكبر. بهدا الأسلوب التنظيمي يعاد الاعتبار للمسؤولية والالتزام.

    4 ـ انتشار التيار الفوضوي في النقابات.
    بخصوص هده الفكرة، يجب التدكير بأن هده الظاهرة تكاد تكون منعدمة في النقابات المغربية. ويمكن القول أنها لها دلالات هامةفي حالة وجودها.
    فبالنسبة للنقابات الحزبية، لا أظن أن الحزب يسمح بظهور هده الظاهرة فهو دائما حريص على أن يكون النقابي في خدمة الحزبي. أما بالنسبة للنقابات  » المستقلة » فأعتقد أن دلك راجع الى غياب الديمقراطية داخلها، الشيء الدي يؤدي الى ظهور تعبيرات مختلفة يكون هدفها السيطرة على النقابة وتوظيفها لخدمة أجندتها السياسية وهدا ما نلاحظه كدلك في بعض الجمعيات الحقوقية في بلادنا. ففي جميع الأحوال يكون لهدا الوجود آثار سلبية على الفعل النقابي. ان هده الظاهرة تزيد في تكريس مفهوم الزعامة في العمل النقابي بدلا من سيادة العمل الجماعي ووحدة الأهداف. كما أن وجودها يعني أننا لا زلنا غير قادرين على ممارسة الاختلاف داخل التنظيم الواحد وهي مؤشر كدلك على التخلف السياسي والفكري الدي نعيشه.

    5 ـ تشويه بعض المباىء والقيم النقابية
    لا أعتقد أن الصراع حول المبادىء والقيم داخل التنظيم النقابي مسألة صحية. فالتنظيم الدي يعاني من هدا الاشكال تنظيم ضعيف يفتقر الى الحسم الاديولوجي أو أنه تنظيم مخترق خلق فيه ما يجعله يشك في قيمه ومبادئه. فمهما يكن، ان التنظيم النقابي أو الحزبي مطالب بتحديد مبادئه وقيمه وأهدافه وهدا عمل يدخل في نظرته الاستراتيجية وهو عمل النخبة المنظرة. فالتنظيم الدي يمارس ما لا يؤمن به محكوم عليه بالفشل والزوال. ان التنظيم النقابي الدي نريد له الوجود هو التنظيم الوحدوي الدي نحن في حاجة اليه. هو التنظيم الدي يكافح من أجل رفع التسلط الاقتصادي على العمال والفلاحين والموظفين وكافة الجماهير المهضومة حقوقها الاقتصادية. هو التنظيم الدي لا يؤمن بالتعددية النقابية ما دامت أهداف الفئات التي يناضل من أجلها أهداف واحدة وبامكان كلها ايجاد مكان لها داخله. هو التنظيم الدي…

    6 ـ انعدام التضامن
    ان التضامن مبدأ أساسي في العمل النقابي. فهو يبدأ مند اللحظة الأولى المتمثلة في الانخراط النقابي. كما أن ممارسته يقوي التشبت بالنقابة والايمان بميادئها.
    ان الأخ بونيف يأتي بأمثلة تضامنية لبعض النقابات الأوروبية وهي دعوة غير مباشرة منه للاقتداد بها. هدا ممكن، لكن أعتقد أن أوجه العمل التضامني يمكن أن تكون متعددة وفعالة ان كانت نابعة من تفكيرنا وخصوصياتنا الاجتماعية والثقافية والدينية. أما بخصوص جدوى النقابة ان كان العامل يلجأ الى المحاكم للحصول على حقوقه، فأعتقد أن هدا الفعل يوجزه القانون ويخص بعض الحالات الفردية، كطرد العامل مثلا، أو الاستغناء عن العامل دون اعطائه مستحقاته…ان التضامن في مثل هده الحالات يمكن أن يكون نقابيا بمساندة العامل والوقوف الى جانبه بتبني مشكلته والدفاع عنها ـ بتنصيب محامون ينتمون للنقابة ـ أمام المحاكم ان اقتضى الأمر دلك. قد تكون هناك أشكال تضامنية أحرى هدا بالطبع ممارسة نقابية تتضح عند أوانها.

    7 ـ سلبية القواعد النقابية
    كما أسلفت الدكر في المداخلة السابقة، يلاحظ أن قواعدنا النقابية سلبية في أغلبيتها. هدا واقع لا يختلف حوله اثنان. ان المهم في الأمر هو ايجاد تفسير لدلك أولا، ثم البحث عن السبل التي يمكن اتباعها لتجاوز هده المشكلة.
    بخصوص الأسباب. باختصار شديد، أعتقد أن القمع الدي تعرض له النقابيون من قبل لا زال يفعل فعله. كما أن فقدان الثقة أمر أساسي. فما معنى أن تجد مناضلا قضى كل حياته المهنية بانتماء نقابي كان يعلق عليه كل آماله في التغيير وبالنهاية وجد نفسه يراوح مكانه. في المقابل وجد ابن الزعيم أو المقرب منه انطلق كصاروخ في سلم الترقي الاجتماعي وبقي على الدوام مكرما مدللا من نقابته الديمقراطية. فأين العدالة وتكافىء الفرص. كل هده المبادىء وغيرها تتناقض مع مفهوم الزعامة النقابية.
    ان الخلاص من هده السلبية يتطلب تجديدا يثق فيه الناس ويشعرون به ويعيشون أطواره.

    8 ـ عدم التشبع بقيم القيادة الجماعية
    هده هي أم المشاكل. ان القيادة الفردية لا يمكن لها الا أن تكون استبدادية. فالزعيم يتشبث بزعامته لأنه لا يرى زعيما يمكن أن يأخد مكانه. بل أنه لا يرى مشروعية لزعيم آخر بغض النظر عن صلاحه من عدمه. انطلاقا من هده النظرة الاحادية، يكرس عمله وكل جهده في الاتجاه الدي يضمن بقائه. فيصنع « لمريديه » معارك وهمية تبعدهم عن معرفة الأسباب الحقيقية لانكساراتهم واخفاقاتهم. هدا ما لا نجده في البلدان الديمقراطية. فرغم وجود الزعيم عن طريق القواعد الديمقراطية، لا تسمح هده القواعد نفسها بأن يؤبد هدا الوجود كما لا تسمح له بالهيمنة المطلقة.
    ان قواعدنا النقابية غي أغلبيتها غير مستقرة وانتمائها غير جدي بالشكل الدي يجعلها تهتم بالنقابة في شموليتها. فحتى انتمائها يتم بشكل ترغيبي وليس بناء عن قاعة منها. ان بناء نقابة قوية على أنقاض أشباه النقابات ينبغي أن يأخد هده النقطة بعين الاعتبار الى جانبالعديد من النقاط الهامة.هده النقاط ليست جاهزة وتتطلب من كل المهتمين ايجادها ودراسة ظروف تفعيلها.

    خاتمة
    ان تشخيص مشاكل العمل النقابي في بلادنا عمل جماعي تبدأ انطلاقته من المبادرات الفردية. فكل عامل أو فلاح أو أستاد أو موظف الا وله ما يقوله في الموضوع سواء من خلال قرائته للتجربة النقابية المغربية أو من خلال تجربته وملاحظته الشخصية. اننا كثيرا ما نميل الى تهميش مثل هده الآراء المختلفة ونلجأ الى التحليلات النمطية نفشل في النهاية من تحقيق الهدف. ان الموقف يتطلب مساهمة الجميع والاستماع لكل الأفكار والآراء مهما اختلفت. ان اختلاف الآراء والأفكار مسألة ضرورية وايجابية ما دامت الأهداف نفسها أو هي جد متقاربة.

    العروسي سواري

  2. SERAJ
    21/11/2010 at 00:15

    شكرا لصاحب المقال ولصاحب التعليق على اهمية ما طرحتموه لا بد من الاشارة الى ان المفاهيم التي اودها صاحب المقال وعلق عليها السيد العروسي اصبحت متجاوزة وتدخل في نطاق « الاسلوب التقليدي » للنظريات النقابية، لقد ظهرت مفاهيم جديدة وتصورات مغايرة املتها تطورات المجتمعات الغربية وانعكست بالتالي على الفكر السياسي والنقابي معا، هناك مادة تدرس في القانون العام حول »تطور الفكر السياسي » وفي اوربا اصبح اليوم الحديث عن تطور « الفكر النقابي » الذي جعل النقابات تدخل في تحالفات مع الدولة ذاتها بل ومبادرات ارباب العمل في نهج سياسة اجتماعية في المقاولة تحول دون ممارسة النقابة لضغوطاتها، نرجو من الاخوة مستقبلا الوقوف على هذا الامر بالبحث والمناقشة مع تشكراتي.

  3. AMINA
    21/11/2010 at 00:15

    VOUS AVEZ RAISON MERCI JE VOUS PARTAGE LA MEME IDEE CONTINUE

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *