Home»National»كيف كان الاتحاد الاشتراكي في أحزاب المعارضة…وكيف أضحى اليوم في التسيير يخشى من الانهيار

كيف كان الاتحاد الاشتراكي في أحزاب المعارضة…وكيف أضحى اليوم في التسيير يخشى من الانهيار

0
Shares
PinterestGoogle+

تحولات الاحزاب الحاكمة عملية مستمرة، وليس هنالك من بقاء لحزب لفترة معقولة… اما السبب فهو عندما يكون العقل السياسي والحزب الحاكم لا يتسعان لروح العصر ومتطلباته، ولا ينسجمان مع التحولات الاجتماعية.. فان هذا الحزب بدلاً من ان يتغير تبعا للمتغيرات فانه يتمحور حول ذاته، ويتحجر، ثم لا يلبث ان ينضغط فينهار.. واذ ذاك لا فائدة من البكاء عل الاطلال…. فكل حزب يريد البقاء يجب ان يتصف بالديناميكية، ويستجيب للحاجات الاجتماعية في تصاعدها، وللظروف المحيطة بالبلاد في مصيرها الدائم…
واذا ما انهارالحزب الحاكم بقوة داخلية فهذا امر طبيعي ولكن حتى لو كان الانهيار بفعل قوة متربصة به فان السبب هو كونه منخور من الداخل ولو لم يكن كذلك لاستطاع الصمود.كما صمد حينما كان حزبا في المعارضة.. ولنا في الاتجاد الشتراكي أنموذجا حيا في ذلك فحين كان في المعارضة… تغنى بالشعب في شعاراته وبياناته وما يصدر عن قياداته من اقوال…. وكان يشكو من ارهاب السلطة ومنهج القمع الذي تتبعه السلطة القائمة… وشكى من الظلم والبؤس الذي يعاني منه الفقراء.. وكان يعد بالجنة. و بالمساواة. ويدعو للديمقراطية والانتخابات النزيهة.. ويدعو لحرية العمل الحزبي… ويشكو من الرقابة ويدعو الى حرية الاعلام. وتشخص الفساد ورموزه ويطالب بتشريع قانون (من اين لك هذا)…

وبالطبع فان معظم الاحزاب في المعارضة كشاكلة الاتحاد الاشتراكي سابقا تطالب بالقضاء على الاقطاع وترفع شعار الارض لمن يزرعها//ولا يجب ان تكدس في يد كبار الاقطاعيين من طينة الراضي/.. والمعارضون الاشتراكيون كانوا يعدون انهم عندما يستلمون الحكم فسوف يصبح العمال المضطهدون في ظل الوضع القائم هم اسياد المصانع مستقبلاً. وستبنى المساكن، وتعبد الطرق، وتشيد الجسور، وتنهض ابنية المستشفيات، وترتفع الاجور… ولكن ما ان تسلموا حكومة التناوب… وجاءوا بالشخصيات (المناضلة) او (ألمجاهدة) في مصطلحات تلك الايام الخالية.. الى المناصب. فان اول ما اعلنوه ان التركة ثقيلة، ويحتاج الاصلاح الى وقت، وعلى المواطن ان يتحمل…وبدا بين ظهرانيهم الصراع ، بين طائفة ترى المشاركة مستحيلة وأخرى ترى الانفراد هو الضروري.. وكان اول الضحايا هم اركان الحكومة الجديدة آنذاك أنفسهم اذ اتهموا بتهم شتى كالخيانة، والتآمر، والانحراف، وعدم النزاهة، الى غير ذلك من التسميات.

وما ان ذاقوا من حلاوة ما حواه قدر /بكسر القاف/ النظام قاموا بنبذ مناصريهم و توجهوا الى حلفائهم الجدد الذين يدأوا على الفور ينبشون بحثا عن الاخطاء.. والصقوا كلمة خائن او متآمر بكل معارض.لهم.. ووسعوا السجون القائمة لتحوي قدراً اكبر من المعتقلين… اما الجنة وما فيها من ثمار فهي في نظر (الرفاق) ليست سوى نزعة استهلاكية، برجوازية. وعلى ذكر كلمة (برجوازية) فان الحكام الجدد يتخلون عن اصحابهم القدامى ويعاشرون الطبقة الارقى، والطبقة الارقى لا تقبل الصحبة الا مقابل ثمن… ويصبح المناضل مطيعا لغرائزه، مدفوعاً بنوازع الكبت والحرمان امام جميلات يرتدين الميني جيب ويقدمن له كؤوس الطلي… وحتى زوجات الايام الخوالي يتحولن الى مربيات وطباخات ليس الا ولا يليق بالوزير والبرلماني الا زوجة يشترط ان تكون شقراء فالشقرة والوجاهة صنوان.

واما توزيع الارض فيتم على المحضوضين منهم واذا كان الاقطاعي يمتلك 200هكتارا مثلاً فان الوزير او رئيس البرلمان الجديد يمتلك 600 اما من يفلح الارض فهم عمال في الدولة… وتحول مجاري الترع نحو ارض السيد الجديد… وأما العمال فهم مشاكسون ولا بد من نقابات لا تدافع عنهم بل تراقب المشاغبين منهم… واما الديمقراطية.. فهي حقهم الذي ناضلوا من اجله في ان يعدموا، ويسجنوا، ويصادروا، وينتهكوا الاعراض، ويعلوا من يشاءون ويخفضوا من يشاءون حسب أهوائهم ونزواتهم… والدستور دستورهم… والبرلمان ليس سلطة تشريع بل جوقة تصفيق.

وينسى من يحكمون انهم كانوا مضطهدين وبدلاً من ان يرفعوا عن الناس غائلة الظلم فانهم يثأرون لانفسهم، ولكنهم يثأرون من الشعب المغلوب على امره في كل عهد.. بقيت نقطة جديرة بالانتباه: وهي جوق المستشارين ومدراء المكاتب: هؤلاء يقدمون لاولياء نعمهم ما يرضيهم اولاً ثم ما يرضيهم ويزيدهم طربا… اما الحقائق المرة او التي تمس مصالحهم فتحجب عنهم… وهكذا يطوف رئيس الحكومة على قشرة بصل ويظن انه المحبوب والمحترم جداً من قبل 40 مليون   » بوزبال  » ،.. وان الشعب مرتاح لتسييره غاية الراحة في ظل حكومة التناوب اوليس هذا ما كانت تقوله الصحف. الموالية لهم..؟ يروى عن خروشوف الزعيم السوفيتي الراحل انه زار احدى القرى الروسية النائية.. فسأل الناس الذين تجمهروا حوله:

– هل انتم مرتاحون؟

واجابوا: – نعم في غاية الراحة ايها الرفيق

وسالهم – وهل تصلكم الصحف؟

فاجابو: – بالطبع ايها الرفيق والا كيف عرفنا اننا مرتاحون؟ اوليس من الصحف؟

– في هذا العرض يظهر كم كنا مصبين: – عندما اعلنت الجماهير ان تكون الانتخابات هي الحكم… – وعندما أقرت على مبدأ التبادل السلمي للسلطة… – وعندما اصرت ان يكون القضاء مستقلا… – وعندما ارادت ان يسري القانون على الجميع حاكما ومحكوما… اما النسج على نفس المنح فانظروا ما حدث لبلادنا، لقد خسر الشعب الكثير، ولم ينفع استبدال حزب بآخر سوى انه زاد الامر سوء على سوء.. وكل حزب يدعي المعارضة بالقول لا بالفعل يأتي اليوم او غدا سينهار غير مأسوف عليه اذا ما سار على نفس منوال دعاة الاشتراكية. ….

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. أين هم الاتحاديون؟
    06/11/2010 at 14:35

    معظم الاتحاديين السابقين بالجهة الشرقية باعوا ضمائرهم ومبادئهم و بدلوا جلودهم وتحالفوا مع الحركة الماسونيةووصلوا إلى أعلى المناصب. نتمنى أن تصحوا ضمائر رفاقهم فيقولون هذه الحقائق.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *