قناة الجزيرة إنما صنعت مجدها الإعلامي بسبب تخلف الإعلام المغربي
لقد أنكرنا بشدة المعالجة الإعلامية لقضايا المغرب من طرف قناة الجزيرة القطرية التي صنعت مجدها الإعلامي على حساب بعض الدول العربية ومن ضمنها المغرب ، وحق للمغاربة أن يستنكروا هذه المعالجة المتحيزة والخالية من كل موضوعية نظرا لكيل قناة الجزيرة بمكيالين ولكننا لا ننسى أن إعلامنا المتخلف هو الذي أعطى قناة الجزيرة فرصة صنع مجدها الإعلامي من خلال المتاجرة بأخبارنا وبطريقة تجعلنا موضوع سخرية وتندر أمام أمم العالم . إعلامنا لا زال كما كان منذ عقود ما بعد الاستقلال. فالزيادة في القنوات لم تضف قيمة جديدة لإعلامنا بل هذه الزيادة لا تعدو استنساخ القناتين الأولى والثانية ،ولو صارت لنا ألف قناة لكانت النتيجة ألف قناة أولى وثانية مستنسخة ذلك لكون العقلية الصانعة لإعلامنا واحدة لم تعرف التغيير ولن تقبل التغيير. فلو حاولت هذه العقلية المتحجرة أو المتكلسة أن تطوف بكل قنوات العالم وتقتبس منها الأجود لكان إعلامنا في طليعة الإعلام العالمي .فالناس يقبلون على قناة الجزيرة لأنها استطاعت أن تصل إلى مواطن اهتماماتهم من خلال برامجها المتنوعة والمبرمجة لأهداف وغايات .
فهل تستطيع قنواتنا أن تبتدع برنامج الاتجاه المعاكس أو الحوار الساخن مع أن قناة الجزيرة إنما اقتبسته من قناة البي بي سي البريطانية ؟ وهل تستطيع قنواتنا أن تبتدع برنامج شاهد على العصر وهو أيضا برنامج مقتبس وليس برنامجا أصيلا ، وهل تستطيع أن تبتدع برنامج في العمق يستضيف الخبرات النادرة ؟ وهل تستطيع أن تنقل على الأقل ما كانت تصل إليه قناة الجزيرة في أحيائنا الشعبية وبين أوساط الفقراء وأمام محاكمنا وسجوننا وأسواقنا . وهل تستطيع قنواتنا استطلاع الآراء كما تفعل الجزيرة بآراء مواطنينا ؟ وهل تستطيع أن تحاور المعارضة عندنا كما تستغل الجزيرة ذلك ؟ والأسئلة تطول عندما نقارن الأداء الإعلامي لقناة الجزيرة بأداء قنواتنا المتعددة بدون فائدة .بالله عليك أيها المشاهد المغربي هل يمكننا أن نواجه قناة الجزيرة بسهرات الرقص التي لا نهاية لها على القناة الثانية ؟ أو ببرنامج الخيط الأبيض ؟ أو ببرنامج شميشة ؟ أو بنشرات إخبارية طويلة مملة لا يوجد فاصل ولا حد فيها بين ما هو عالمي وما هو وطني وما هو حتى جهوي ومحلي وما هو سياسي واقتصادي وما هو فني واجتماعي وثقافي إذ ما يكاد المشاهد يتابع خبرا سياسيا حتى ينقله المذيع أو المذيعة إلى مجال بعيد عما كان فيه وعليه أن يغير أمواج مادته الرمادية ليتابع النقلات الإعلامية الفجائية التي لا يحكمها منطق ولا سياق . وهل تستطيع قنواتنا أن تغير وجوه الصحفيين والصحفيات التي ملها المشاهدون ؟ وهل تستطيع أن تنظم حلقات تكوين مستمر لتسديد ألسنة بعض الصحفيين الذين لا يفرقون بين نطق » أل » الشمسية والقمرية؟ إن الذي جعل المشاهد المغربي ينصرف إلى مشاهدة قناة الجزيرة هو فقر إعلامنا وتركيزه على الإشهار والتلميع عوض مواجهة الواقع بشجاعة وبغرض التصحيح والإصلاح. فمن يتابع إعلامنا من خلال طروحات التلميع المملة يعتقد أننا بلد في مرتبة دول العالم الأول لهذا وجدت قناة الجزيرة الطريق ممهدا للوصول إلى نقائصنا وهي ما يجعل انتسابنا إلى دول العالم الثالث واقعا لا مفر منه .
ولا يخفى أن الإعلام يساهم بشكل فعال في التنمية والرقي بالبلد إذا ما كانت معالجته مهنية وصحيحة وهادفة. فالمعالجة الإعلامية لقضايانا من طرف غيرنا سواء كان هذا الغير قناة الجزيرة أو غيرها يؤدي على نتائج عكسية حيث سيتعامل المشاهد المغربي مع غسيلنا كما يقال وأفضل أن أسميه الوسخ عندما ينشر على قنوات أجنبية وكأنه فضائح فضحت وكانت مستورة أو مسكوت عنها في حين عندما تنشرها قنواتنا سيكون فهم آخر وهو الاعتراف وليس التستر وتحصل الثقة بين هذا المشاهد وبين وسائل الإعلام . لقد اكتسبت قناة الجزيرة ثقة المشاهد المغربي وتحايلت عليه لاستغلال هذه الثقة والنيل من قضية وحدته الترابية وقضايا أخرى . ومقابل وضع المشاهد المغربي الثقة في قناة الجزيرة فقد الثقة في قنواتنا فكثيرا ما تسمع من يقول أنا لم أشاهد ولم أتابع برامج قنواتنا منذ زمن بعيد لأنه لا يجد ضالته في إعلامنا المتخلف عن مسايرة اهتمامات المشاهد المغربي الذي لم يعد كما يتصوره إعلامنا كما كان منذ بداية عهد الاستقلال .
وأكثر من ذلك إعلامنا لا يأخذ في الاعتبار المنافسة الإعلامية العالمية بعدما صار العالم قرية صغيرة كما يقال وصار الإعلام العنكبوتي يغزو المدر والوبر كما يقول العرب . فعلينا إذا ما غضبنا من إساءة قناة الجزيرة إلينا أن يكون غضبنا من قنواتنا الوطنية أكثر لأنها هي التي ساهمت في صنع المجد الإعلامي لقناة الجزيرة على حسابنا حيث جعلت قضايانا مطايا تركبها وتستغلها كما تشاء مع أن المغرب كان قبل أن تكون قطر شيئا مذكورا .ولن يبلغ شأو النبوغ المغربي القطريون الذين صنعوا مجد إعلامهم في قناة الجزيرة بوجوه صحفية أجنبية من كل البلاد العربية والتي لا علاقة لها بقطر وما ينبغي لها وما تستطيع ، ولو كان الخوخ يداوي كما يقول المثل المغربي لداوى نفسه ولكن عوائد البترول قد حولت بعض الرعاة الحفاة الجفاة البوالون على سيقانهم إلى أهل حضارة مغشوشة قوامها القشور المبهرجة التي تخفي الألباب المنتنة التي غفلت عن نتنها واشتغلت بالبحث عن عيوب غيرها .
1 Comment
Je crois que tant qu’il n’y a pas de chaines privée qui seront les VRAIS porte-parole du peuple, Aljazeera demeure la meilleur solution pour connaitre une information plus ou moins objective, et pas les discours de »l3am zine » que prononcent nos 2 (chaines) si on peut déjà les appeler chaines … La honte