Home»National»هواجس قاتلة … المذكرات و حلم الترقية

هواجس قاتلة … المذكرات و حلم الترقية

0
Shares
PinterestGoogle+

يوم الإثنين, بداية أسبوع جديد / قديم من العمل, ثواني و دقائق و ساعات من القلق و التوتر, و تساؤلات لا تكاد تنتهي, عزائي الوحيد هو أنني اعتدتها و ألفتها و أصبحت مع مرور الزمن كتابي الأنيس: شباب في مقتبل العمر يتهيؤون لاجتياز امتحانات الباكالوريا بمعدلات جهوية حكمت على أغلبيتهم بالإعدام. في نهاية حصة التدريس أتجرأ على تلميذي و أضغط فأقدم جملة من أسئلة التحضير و أسعى يائسا لأزرع فيهم بذور الأمل: لا تيأسوا, فهناك حالات طبعا نادرة , و لكنهم حصلوا على شهادة الباكالوريا بمعدلات جد منخفضة, أنتم مطالبون بتنظيم أوقاتكم, و الالتزام بإنجاز تحاضيركم , و سأمنحكم يومين, و سأراقب كل واحد منكم, بل سأحاسبكم و و و و… يتقدم باتجاهي تلميذ فيخاطبني قائلا: « أستاذ ! سأصارحك إن ما أبحث عنه هو مستوى السنة الثانية باكالوريا , و أوكد لك أنني لا أفهم شيئا, تصور أنني في مادة الفرنسية أقرأ النصوص و لكنني لا أفقه فيها شيئا ! فلماذا تحاسبني ؟؟ًًٌ » و يتدخل زميله: « أستاذ ! ألا تعلم بأن يوم الأربعاء 20/10/2010 مساءا و يومي الخميس و الجمعة ستتعطل الدراسة »
أجبت تلميذي بأن لا علم لي بذلك, فقال  » إذن أسئلة التحضير سننجزها خلال الأسبوع المقبل » بقيت مشدوها و متسمرا في مكتبي لبضع لحظات « 

هل يعلم التلاميذ بانقطاع الدراسة و أجهلها أنا الأستاذ, إنه خطئي, فأنا لم أطلع على لائحة العطل , و لكن هذا التوقف غير مدرج في لائحة العطل  »
آه , إنه امتحان الكفاءة المهنية, يخبرني أحد زملائي بالإدارة التربوية. هكذا إذن امتحان الكفاءة المهنية, جميل جدا تخطيط وزاراتنا فنحن لم ننفض بعد أيدينا من المذكرة154 التي تحملنا مسؤولية انهيار المنظومة التربوية, و ضياع آلاف الساعات من التدريس و انعكاسها سلبا على فلذات أكبادنا, فمن يتحمل مسؤولية هذا الاستهتار بالزمن لمدة يومين و نصف مع طول المقررات و عدم تناسبها تماما حتى مع التقطيع /الأسابيع/ التي هبطت من فوق .

لم أشعر إلا و قد بلغت باب المؤسسة بعدما غادرت حجرة الامتحان, عفوا حجرة الأحلام .. حلم الباكالوريا .. و حلم الترقية لنساء و رجال التعليم الذين حطمتهم وزارة التربية و أرغمتهم على خوض سباق ماراطوني للحصول على الترقية لأنهم موظفون /مواطنون/ من الدرجة الثاتية … فوجدت نفسي في الشارع , شارع طويل , كطول التساؤلات , شارع لا منتهي في جانب من الرصيف ألاحظ شبحا اسمه الميثاق , و في جانب آخر , أرى قاعة الانعاش كل شيء فيها مستعجل , و صورة تلميذي الذي بلغ السنة الثانية باكالوريا و هو لا يفهم من اللغات شيئا تؤرقني , و ماذا بعد أليس هذا من إنجاز الساهرين على مستقبل فلذات أكبادنا , النجاح وفق الخريطة المدرسية , فليسعد الآباء و لتزغرد الأمهات , و لتقام الحفلات… فقد أفلحت كل المخططات.

ذ.زريبة عزوز ثانوية عبد المومن
وجدة 22/10/2010

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. مستفسر
    25/10/2010 at 11:18

    تحية للأستاذ الفاضل وسؤالي من سيعوض الساعات الضائعة وفق المذكرة154 ؟ لا شك أنهم واضعو المذكرة المبدعون إلى أن يوجد جواب لسؤالي لك من التحية وشكرا على المقال الهادف

  2. driss
    26/10/2010 at 13:19

    هل فعلا ضياع التلميذ سببه ضياع سويعات لم ينجزها معه الأستاذ ام سببه استهتار الجهات المسؤولة عن التعليم في هذا البلد الحبيب؟

  3. اسناد
    26/10/2010 at 13:20

    تحية الى الأستاد زريبة على وطنيته و حرصه و قلفه على مستقبل تلامذته الذي لم يعد يقلق عليه احد.
    ان اصحاب المذكرة 154 لا يريدون مصلحة التلميذ و لا يريدون ان تبقى المدرسة العمومية ملاذا لأيناء الشعب و الا كيف تفسرون النقص الهائل في الموارد البشرية الى حد أن التلاميذ بدون أستاذ لحد الآن و في مواد الإمتحان و في مستويات مختلفة.و كيف تفسرون ارهاق الأساتذة بجداول حصص تفوق الحصة القانونية بساعتين أو أكثر.وكيف تفهمون حذف بعض المواد لتغطية الخصاص مثل حذف الفلسفة و الترجمة من مؤسسات و تدريسها في مؤسسات أخرى فأين تكافؤ الفرص؟ أما الإدارة فحدث و لا حرج فهي في حالة عوز و عجز تامين نظرا للنفص الكبير في الأعوان و المعيدون و الحراس العامون و المديرون و كل شيء.بالإظافة إلى طول البرامج و عدم مواكبتها لسوق الشغل و نقص التجهيزات و إلغاء التفويج في المواد العلمية…..إذن المخطط الإستعجالي يريد أن نغهم نحن معشر الأسانذة أن التعليم في المغرب هو تعليم :غير سلك أحسن لك .أما عن المذكرات فهي مجرد تبرير لصرف مبزانبةضخمة إذ كيف تفسر التهنئة التي توصل بها كل مدرس في ربوع الوطن؛أما كان يكفي السيد وزير التربية الوطنية أن يوجه كلمة شكر و إعتراف بالجميل عبر التلفزة و يدخر من جهة مبالغ مالية مهمة و يرفع من معنويات المدرسين و يشعر المواطنين بقيمتهم و نبل رسالتهم من جهة أخرى.إذن ينبغي أن نفهم الرسالة فهما جيدا و ينبغي أن يكون الرد في المستوىكما يجب أن نتحمل مسؤوليتنا التاريخية تجاه أبنائنا و أبناء هدا الوطن ,كما يجب أن تتحمل النقابات التعليمية مسؤوليتها و الأحزاب السياسية الوطنيةحقا نصيبها مما يحاك ضد أبناء هدا الوطن تحت شعار :معا من أجل مدرسة الإفلاس.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *