من طرائف وزارة التربية الوطنية
يبدو أن « قشابة » وزارة التربية الوطنية قد اتسعت أكثر هذه المرة بل « تَشَكّرَت » فأرسلت طرائفها بالجملة مع بداية هذا العام الدراسي .وهي طرائف » تَجْرَحْ وتْداوي »
جرحتنا،كعادتها بنا، جرحا غائرا بالمذكرة المنظمة للزمن المدرسي التي أسالت الكثير من الحبر، بل إن أجرأنا أصدر بيانا استنكاريا تنديديا .ولكنها استدركت بعد أن انتبهت لثقل نكتتها فأرادت أن « تداوي » فتفتقت عبقريتها على إرسال رسائل تهنئة شخصية(ينظر حجم هدر المال العام) للمدرسين والمدرسات بمناسبة عيدهم تماشيا مع المنتظم الدولي. فهي لا تحبذ الخروج عن الجماعة الدولية.
وأثناء قراءتي لها كنت أتوجس خيفة مع كل سطر وفي كل منعطف فنحن _ المدرسين _ لم نتعود المديح إلا من أب يريد القفز بابنه إلى الصف الأول،أو تلميذة تحاول » التثبيت » أومدير لا يبتسم لك إلا إذا أراد منك المشاركة بنشاط تربوي فوجئ به بمناسبة أو غير مناسبة.
فظهر لي والله أعلم أن الوزارة ملت التوبيخ والتقريع.ولعلها استشارت عالم نفس خطير فغيرت السياسة فلعلها بـ »التقزاب » و »التحزار » تصل إلى المرامي بأسرع وقت.
فما أجمل كلامها عن اللمسة الإبداعية التي تجعل المدرس فنانا يفجر في وجدان المتعلمين والمتعلمات ينابيع الفعل المنتج والأمل والإيمان بقيم الحياة الجميلة…!! ص 2.
الله…الله…لقد ذبت شخصيا في هذا الكلام المعسول فلاشك أن كاتبه شاعر مندس في دهاليز وزارة التربية.ولكن لحسي المدرسي ،نسبة إلى المدرس،الذي غيرت طبعه المهنة فأصبح مطبوعا على سوء الظن لأنه من الحزم وحتى لا يكون السقوط مروعا.
وأخيرا وجدت بيت القصيد في نهاية هذه القصيدة المديحية المبطنة بالهجاء .فنحن لحد الساعة لم نعط ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين ما يستحقه من الجهد والوقت والمثابرة!!!
السيد الوزير ،السيدة كاتبة الدولة
نشكركم على أي حال على هذه الرسالة وأخبركم باسم المدرسين مادمت منهم وماداموا مني أننا لسنا بحاجة إلى أعياد فنحن نعتبر السنة كلها عيدا لنا لو أننا وجدنا عند كل تلميذ لوازمه الدراسية جميعها، وكرامته محفوظة ،وبطنه ممتلئا فلا تصدمك نظرته المنكسرة. وبرنامجا مناسبا،وقسما ليس عبارة عن « جوطية » وأستاذا لكل مادة .فما زال منهم من لم يدون سطرا في مواد أساسية .وأنجبهم متخوف من بطن أستاذته المنتفخ ،ومن اقتراب موعد حج أستاذه فهو متأكد أنهما لن يعوضا ،وأنه سينتظرها حتى يصبح رضيعها في شهره الثاني أوالثالث.وينتظره إلى أن ينهي جميع المناسك ويودع آخر مهنئ.والتلميذ له الله.
أم بثينة
Aucun commentaire