المعايير السليمة لتوزيع أفواج المتعلمين في الفصول الدراسية
مع بداية كل موسم دراسي يتكرر نفس السيناريو فيما يخص توزيع المتعلمين على الفصول الدراسية حيث يمارس الأبناء الضغوط على الآباء ويصطحبونهم معهم إلى إدارات المؤسسات من أجل تغيير الفوج أو الفصل لاعتبار من الاعتبارات الخاصة ، مما يسبب الحرج الكبير لهذه الإدارات التي لا يمكن أن تعيد كل مرة إعداد لوائح للمتعلمين نزولا عند رغبات متضاربة من الصعوبة بمكان تلبيتها . وقد يكون بعض الآباء والأولياء هم الذين يرغبون في تغيير الأفواج أو الفصول لأبنائهم عندما يتعلق الأمر ببعض المدرسين الذين يتميزون أو يشتهرون إما بجدية أو بصرامة أو بغير ذلك مما يشيع حولهم من إيجابيات أو سلبيات بين أوساط المتعلمين أو آبائهم ، وهي أحكام قيمة لا تقوم على أسس موضوعية ومنطقية في الغالب بل هي مجرد دعايات وتخمينات . وقد تتضارب أحيانا رغبات المتعلمين مع رغبات آبائهم حيث يعتمد الآباء المصلحة بشكل برغماتي ، ويعتمد الأبناء الميول والرغبات المستندة إلى اعتبارات خاصة من قبيل الرغبة في البقاء مع الأصدقاء في نفس الفصل ، أو محاولة التملص من مدرس صارم في دروسه وتقويمه أو غير ذلك من الرغبات الشخصية الخاصة.
والحقيقة أن توزيع المتعلمين على الأفواج والفصول لا بد له من معايير موضوعية تقطع الطريق على كل توزيع زبوني وراءه المحسوبية . لقد كان معيار التميز في الماضي هو المتحكم في الفصول التي تحمل الأرقام الأولى ، فالقسم رقم 1 كان هو الذي يلجه أصحاب المعدلات المتميزة ثم تأتي بعده الأقسام الأخرى يرتب المتعلمون فيها حسب استحقاقات المعدلات . وكان هذا الأسلوب من الانتقاء يتعرض للانتقاد الشديد من طرف أصحاب مبدأ تكافؤ الفرص. ولعل الوزارة قد عادت إلى هذا الأسلوب من جديد وبشكل أكثر تميزا أو تمييزا من خلال ما يسمى مؤسسات التميز .
فما دامت الوزارة قد عادت إلى أسلوب التميز في انتقاء المتعلمين فلا مانع من العودة إلى أسلوب تميز الفصول الدراسية ولكن دون محسوبية ولا زبونية بحيث تكون الكلمة الفصل للمعدلات المتميزة غير المنفوخ فيها عمدا وعن سبق أصرار . وإذا كان أسلوب التميز أو التمييز لا يرضي أصحاب مبدأ تكافؤ الفرص فليكن التوزيع خاضعا لمنطق بحيث لا تحشر في الفصل الواحد أغلبية المتعلمين المتميزين بل يوزعون بالتساوي على الأقسام تماما كما تفعل الفيفا في انتقاء مجموعات الفرق المشاركة في إقصائيات كأس العالم بحيث لا تجمع الفرق القوية في مجموعة واحدة تجنبا لإقصائها ، فكذلك الشأن بالنسبة للتلاميذ المتميزين يوزعون على الفصول المختلفة ضمانا للتكافؤ وحرصا على أن تكون الجودة في كل الفصول . ومن المعايير الواجب مراجعتها أيضا توزيع المدرسين بحيث تتجنب إدارات المؤسسات الجمع بين مدرسين لهم خبرة وسمعة مهنية في فصل واحد علما بأن هذا الجمع بين هؤلاء يكون من بين الأسباب الرئيسية لتهافت المتعلمين على فصول دراسية بعينها. إن مشكلة توزيع المتعلمين لا تحل إلا بإحدى طريقتين : التميز حسب المعدلات ، أو تكافؤ الفرص من خلال توزيع المتعلمين المتميزين والمدرسين المتميزين بالتساوي ، فهل سيصغي من يهمهم الأمر إلى هذا النداء ويقبلون هذا النصح أم ستظل الزبونية والمحسوبية هي المعيار المعتمد وهي التي هوت بمستوى التعليم في بلادنا ؟
1 Comment
يتم توزيع التلاميذ حسب المعدلات المحصل عليها وحسب الجنس وحسب السلوك لكن مع مراعاة الجوانب النفسية والاجتماعية للتلاميذ الذين يبدون رغبتهم في اختيار مع من يودون الدراسة . هذه هي أهم المعايير التي طبقناها في ثانويتنا ولمدة تزيد عن 8 سنوات وقد أعطت نتائج جيدة رغم صعوبة تنفيذها إذ تتطلب عملا جاد ومكثف وواع إذا كنا نوخي تحقيق تكافؤ الفرص .