استهداف دروس الوعظ والإرشاد خلال شهر الصيام دليل على ضعف التدين
من المعروف أن شهر الصيام هو شهر عبادة و شهر تقرب إلى الله عز وجل بصالح الأعمال . وقد تتعدد طرق التقرب إلى الله تعالى ، ومنها دروس الوعظ والإرشاد التي هي مطالب يعبر عنها المؤمنون قبيل حلول شهر رمضان حيث تتوافد لجان المساجد على مقر المجالس العلمية تطلب الوعاظ والمرشدين ، وتتصل بهم شخصيا للتعبير عن رغبتها في برامج للوعظ والإرشاد طيلة شهر رمضان . وبقدر ما توجد مساجد يكثر فيها الوعاظ والمرشدون توجد مساجد أخرى قد لا يلقى فيها درس واحد طيلة شهر رمضان مما يطرح التساؤل التالي : ما هو السر وراء هذا التفاوت بين المساجد في دروس الوعظ والإرشاد طيلة شهر الصيام ؟ من المعلوم أن لجان السهر على المساجد تلعب دورا كبيرا في توفير برامج الوعظ والإرشاد لأنها تتحرك خلال شهر شعبان وحتى قبله لإعداد هذه البرامج ، في حين لا تحرك لجان أخرى ساكنا منتظرة أن تقصدها المجالس العلمية أو يقصدها الوعاظ والمرشدون للتعبير عن الرغبة في تقديم الوعظ . وفي بعض المساجد نجد طائفة من الفضوليين الذين يلعبون دورا سلبيا في غياب دروس الوعظ والإرشاد حيث يعمدون كل سنة إلى النقد المجاني بالتصفيق والاحتجاج على الوعاظ والمرشدين بدعوى أن مواعظهم يطول وقتها ، وتتسبب في تأخير أداء صلاة العشاء .
وقد اشتهر بعض هؤلاء الفضوليين الفتانين في بعض المساجد حتى هجر الوعظ تلك المساجد ولم تعد تعطى فيها دروس ولا مواعظ . وقد يواجه الوعاظ والمرشدون مشاكل في بعض المساجد التي لا يلتحق روادها بها في وقت مناسب حيث ينشغلون بطعام الفطور لأكثر من ساعة ، ولا يحضرون إلا قبيل آذان صلاة العشاء ببضع دقائق مما يجعل الوعاظ في وضعية حرجة إذ عليهم أن يختصروا مواعظهم ودروسهم ، وفي نفس الوقت عليهم أن يجيدوا حتى لا يغضب الجمهور. وفي مثل هذه الوضعية تنشط فئة الفضوليين الذين ينصبون أنفسهم مكان القائمين على الشأن الديني بدون وجه حق فيبثون الفتنة بين أوساط عمار المساجد بالتصفيق والاحتجاج على الوعاظ إذا ما استمرت مواعظهم لبضع دقائق بعد آذان العشاء متظاهرين بالحرص على أداء الصلاة ، والحقيقة أنهم يستعجلون أداء الصلاة المكتوبة وصلاة التراويح من أجل العودة السريعة إلى بيوتهم لمتابعة البرامج التلفزيونية والجلوس إلى موائد الأكل والشرب ، أو من أجل العودة السريعة إلى المقاهي ، أو غير ذلك مما يجعلهم يستعجلون المواعظ وكأنها جرعات دواء مر لا يستساغ . ذرائع هؤلاء الفضوليين كثيرة منها أن ما يقدم من وعظ ليس في المستوى ، وأنه يستغرق الوقت الطويل إلى غير ذلك من الذرائع ، والحقيقة أن ظاهرة التصفيق على الوعاظ والمرشدين شملت حتى بعض الأسماء المشهورة بعلمها وبمستوى مواعظها الذي لا يناقش مما يعني أن الفضوليين يصفقون لا محالة مهما كان الواعظ ومهما كانت الموعظة ، وتحديدا في بعض المساجد .
وقد يكون بعض هؤلاء الفضوليين ممن لا تروقهم الموعظة التي تنتقد سلوكا غير مقبول شرعا فيشعرون أنهم مستهدفين من طرف الوعاظ ومن طرف المواعظ فيعبرون عن رفضهم للنصيحة عن طريق الاحتجاج والتصفيق. وقد يكون هؤلاء الفضوليين من المستكبرين الذين يرون أنفسهم فوق كل نصح ولا يقبلون الوعظ من أحد لكبريائهم الزائفة . ومن هؤلاء من تقطعت بهم أسباب المعاصي حيث داهمهم المشيب ولم يعدوا يقوون على لعب ولهو فاضطروا إلى ارتياد المساجد مكرهين لهذا نجدهم يعبرون عن تدمرهم من الوعظ خصوص الوعظ الذي يتناول المعاصي بالنقد ، وهي معاص لا زالت أهواء هؤلاء متعلقة بذكرياتها القبيحة . والغريب أن تكون النصيحة والوعظ مطلوبين زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وزمن الخلفاء الراشدين ، وزمن التابعين في حين يستغني عنها الناس في هذا الزمان . لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بلالا رضي الله عنه ليؤذن في الناس ويجمعهم لسماع النصح والوعظ خارج أوقات الجمع لحاجاتهم الماسة للوعظ وكذلك الحال مع كل الخلفاء الراشدين والأمراء الصالحين . فلو استغنت الأمة عن النصح والوعظ لكان الصحابة أغنى الناس عن ذلك لوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم . ولقد استغربت يوم أمس أمر أحد الفضوليين وهو يصفق علي وأنا ألقي موعظة بأحد المساجد بعد آذان صلاة العشاء بدعوى أنه يريد القيام للصلاة ، والغريب أنه لما قامت الصلاة اشتغل بشرب الماء بعد كل ركعتين من صلاة التراويح ليروي عطشه المادي ، ويا ليته فكر لحظة واحدة في عطشه الروحي كما كان مشغولا بعطشه المادي .
فالله تعالى منعنا من الأكل والشرب الماديين ليجعلنا نفكر في الأكل والشرب الروحيين من أجل المحافظة على التوازن المطلوب بين الجسد والروح ، ولكننا مع الأسف الشديد لا هم لنا إلا الإشباعات المادية حتى حين ننهى عنها لبعض الوقت . إن دروس الوعظ والإرشاد في رمضان ليست عقوبات كما يظن العاجزون بل هي مطالب الأكياس والعقلاء الذين يحتاجون إليها من أجل الاستزادة من الخير ، أما المصفقون المحتجون فعاجزون يتبعون أنفسهم هواها ويتمنون على الله الأماني. وإن الأمة التي يغيب فيه الوعظ والإرشاد خاصة في رمضان أمة لا خير فيها لأنها لا تتناصح ولا تقبل النصح كما جاء في الأثر .
5 Comments
لماذا السي الشركي تظهرون فقط في رمضان ؟ لماذا لا تلتزم بالوعظ طيلة السنة في هذا المسجد مثلا؟ثم إذا أحسست أن موعظتك هامة لماذا لا تؤخرها بعد صلاة العشاء و التراويح كما حث على ذلك شيخنا مصطفى بنحمزة.أنا كنت حاضرا في المسجد و أعجبتني الموعظة و لكن نظرا لمستواها المرتفع و لتجاوز الوقت المحدد ووجهت بالتصفيق
الكل منا على علم ان شهر رمضان هو شهر التقرب من الله شهر العبادة و الرفع من مستوى الإيمان لكن هناك بعض الوعاض لا يجتهدون في خطبهم و لا ياتون بالجديد بل الكثير منهم لا يعرف مسبقا ماسوف يقوله بل يكتفي بالكلام هنا و هناك و يسترسل في الكلام تبعا للفكرة التاي راودته الشيء الدي يجعل كلامهم غير هادف و ممل و الكثير من يبقى يدور في فكرة واحدة حتى يجعل المصلين غير ر اغبين فلمادا لا يكتب هؤلاء الوعاض خطبهم و عليهم ان يعرفوا أن العديد من لبمصلين لهم مستوى تعليمي جيد و عليهم أن يجتهدوا في مواضعهم و التي ينبغي أن تكون هادفة و تساير العصر كفاى من التهريج و الكلام الملوث كما يعرف الجميع هناك من الوعاض من يتكلم باللغة العامية و كثيرا ما يدرج ألفاضا مضحكة.لست ضد الوعاض و لكن عليهم أن يعرفوا ان الناس يأتون للمساجد للقيام بصلاة العشاء و صلاة التراويح و عليهم ان يعلموا ان هناك من المصلين من لا يستطيط البقاء على الوضوء اكثر من اللازم و هناك و هناك فنوات فضائية أسلامية بها علماء اجلاء يمكن تتبع برامجها و الإستفادة أكثر و براحة كبيرة .لما
لا يقدم الوعاض مقالاتهم على لجن المساجد للبث فيها قبل
تقديمها و الموافقة عليها حتى لا يفر الناس من المساجد نتيجة تصرفات بعض الوعاض و أغلبهم لا يفقفهون في شيء
ذاك الشيخ الذي احتج عليك يوم الخميس معروف بكثرة الاحتجاجات داخل المساجد أنصحك بعدم تجاوز 15 دقيقة بعد الاذان أو أجل موعظتك الى مابعد التراويح لتعرف جمهورك
الوعط و الارشاد هومجرد در الرماد في العيون فقط.تتكلم عن الاكل و الشرب وجحافل الشعوب الاسلامية تتضور جوعا.
لا ننكر دور الوعظ والارشاد في حياة الانسان ،لا ننكر المجهود الذي يقوم به السادة الاساتذة والعلماء والشايخ لاداء هذه المهمة النبيلة لكن هناك البعض منهم من يتجاوز ويبالغ في التوقيت المسموح به للالقاء هده الموعظة حتى تصبح محاضرة …مع العلم ان ديننا الاسلامي دين يسر يراعي الخصوصيات …فالمسجد الذي يؤمه عدد مهم من المصلين خصوصا في مثل هذا الشهر العظيم فيهم المريض الذي احب ان يحضر هو كذلك لاداء صلاة العشاء في الجماعة والصلاة ما تيسر من الركعات من التراويح ..هناك من االمصلين الذين لا يستطيعون البقاء على الوضوء لمدة طويلة نظرا لمرض معين يعاني منه كداء السكري اوغيره …الى غير دلك من الاعذار ..الواعظ والمرشد الحقيقي هو الدي يعرف كيف يوجه موعظته وكيف يدبر الوقت ولا يبالغ ولا يطنب في كلامه ..لان كثير من المساجد اصبح يهجرها بعض المصلين بسبب بعض الوعاظ .،لهذا نتمنى لمثل هده الموعظات وطريقة القائها يجب ان تقنن من طرف الجهات المعنية لكن لا تسبب في الفتن وهجرة المساجد .