Home»National»من حق وواجب المجالس العلمية حراسة قيم وأخلاق الأمة

من حق وواجب المجالس العلمية حراسة قيم وأخلاق الأمة

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كان موقف المجلس العلمي المحلي لمدينة الدار البيضاء مشرفا حينما رفع صوته عاليا للاحتجاج على استضافة بلادنا لبعض الشواذ المثليين تحت شعار الفن . ولقد كان أيضا بلاغ هذا المجلس العلمي المحلي الذي نشره موقع وجدة سيتي وغيره من المنابر الإعلامية خطوة جريئة في مستوى ما يرجى وما يطلب من المجالس العلمية في بلادنا . فحتى رجل الشارع البسيط أول ما ينطق به حينما تقع عينه على منكر يخدش القيم والأخلاق عبارة : أين هو المجلس العلمي؟ وهذا يعني وجود وعي لدى الأمة بدور المجالس العلمية في حراسة العقيدة وصيانة القيم والأخلاق . لقد وقر في أذهان بعض المغرضين الذين يحاولون جر البلاد إلى المستويات المنحطة من تدني الأخلاق والقيم أن البلاد سائبة وليس فيها من يوقفهم عند حدهم .ولقد حاولوا تحويل المغرب إلى بلد تنفس فيه كل الاتجاهات الإباحية المستهترة بالقيم والأخلاق في العالم عن مكبوتاتها. وصادف أهواء هذه الاتجاهات الإباحية مكبوتات نوع من الإباحيين عندنا وهم خليط من المستلبين إيديولوجيا والذين يرون في الاستلاب نوعا من التحرر والتطور والتقدم دون أن يعلموا بأنه تقدم وتطور في الاتجاه المعاكس للتطور والتقدم بالمعنى الصحيح. ولم يتنبهوا إلى أن أعرق البلاد في العلمانية وهي تركيا التي لازال جيشها يسبح بحمد أتاتورك ويقدس له قد بلغ التطور بأبنائها من النخب المثقفة الراقية إلى القناعة بضرورة العودة إلى الدين الإسلامي الحنيف ، وصار أطباؤها وأساتذتها الجامعيون ومهندسوها ومحاموها وكل نخبها ذات الثقافة العالية يتبنون الدين الإسلامي بوعي كبير وممارسة صحيحة بعيدة عن كل الممارسات الغالية من قبيل الدروشة أو الطائفية المتعصبة .

فلا زال المنبهرون بالعلمانية عندنا يصدحون بالإجهاز على قيمنا الدينية من أجل قطع مشوار قطعه الأتراك وأثبتوا أن نهاية طريقه مسدودة. فعوض أن يستفيد هؤلاء المنبهرون بالعلمانية من تجربة الأتراك فإنهم مندفعون نحو الطريق المسدود من أجل إهدار وقت الأمة فيما لا يجدي بل فيما يسبب خسارة فادحة لها في مجال القيم والأخلاق . لم يتنبه المنبهرون المتعلمنون عندنا إلى نموذج أردوغان المثقف التركي الذي صار شوكة في حلق الصهاينة ليس من منطلق العلمانية بل من منطلق القيم الإسلامية السامية التي يخجل منها العلمانيون عندنا لأنهم لا يعرفون حقيقتها ومن جهل شيئا عاداه . إن المجالس العلمية عندنا تضم النخبة المثقفة التي تفوق ثقافتها ثقافة المستلبين الذين يعانون من الغرور لظنهم بل لوهمهم أنهم أرقى ثقافة من جميع مواطنيهم ، وأنه من حقهم قيادة الأمة نحو مشاريعهم النافقة أصلا على مستوى القيم والأخلاق.

إن في مجالسنا العلمية علماء ونوابغ ومفكرون لولا التواضع الذي تعلموه من الإسلام لأعلنوا كما أعلن المستلبون أنهم فلاسفة الأمة ومفكروها ، ولكنهم فضلوا التواضع الشيء الذي أغرى بهم هؤلاء المستلبين ولم يستحيوا من معاملتهم معاملة العامة والسوقة . ولقد أظهرت المقالات المنشورة في بعض الجرائد المستوى المنحط لبعض المنبهرين بالعلمانية وهم يهاجمون بعض علماء المجالس العلمية بوقاحة وسوء أدب واستعلاء يعكس جهلهم المكعب بالدنيا والدين . ولقد أقلق هؤلاء المستلبين دور هؤلاء العلماء في توعية الأمة بما يتهددها في قيمها الأخلاقية والدينية وهالهم أن تستنكر المؤسسة الدينية الرسمية في البلاد أنشطتهم الهدامة التي يجلبونها تحت غطاء حرية التعبير والانفتاح على العالم وهو انفتاح أعمى واحتطاب ليل . لقد رفضت المؤسسة الدينية لدولة الإمارات العربية المتحدة تصوير فيلم أمريكي إباحي في دبي فهرول المستلبون عندنا لجلب صفقة الفيلم الإباحي إلى مدينة يوسف بن تاشفين ليكون تصوير بعض المشاهد الساقطة بجوار المعالم الدينية بل لقد تحدثت أخبار عن صعود مصوري الفيلم الخليع فوق قبة مسجد لالتقاط ما يندى له الجبين .

إن الجهة المؤهلة لمنع دخول زبالة العفن وليس الفن الأجنبي إلى بلادنا هي المؤسسة الدينية الرسمية التي تمثلها المجالس العلمية وهي مجالس على رأسها نخبة العلماء والمفكرين ومنهم أصحاب الباع الطويل في العلم والذين يستطيعون مسايرة العصر بفتاويهم التي تصون العقيدة والأخلاق وتواكب التطور مواكبة واعية فاعلة وليست مجرد مواكبة انبهار وانفعال كما هو الشأن بالنسبة للمستلبين . من حق المجالس العلمية بل من واجبها أن ترفض كل عفن ينسب للفن ، وأن تمنع الشواذ والمثليين وبنات الهوى من العبث بشرف الأمة وكرامتها وقيمها الأخلاقية . لقد انتدبت المؤسسة الدينية الرسمية بأمر من أمير المؤمنين المجالس العلمية لتدبير الشأن الديني واستأمنتها على أمور أهم من الفن ، فإذا كانت المجالس العلمية تتولى أمر خطب الجمعة وهي شأن ديني يوجه الشأن الدنيوي ، وتتولى الوعظ والإرشاد وهو شأن ديني ضروري بالنسبة للشأن الدنيوي لأنه يوجهه فلا يمكن أن تغيب هذه المجالس عندما يتعلق الأمر بأمور تتهدد أخلاق وقيم الأمة . فلا يعقل أن تتولى هذه المجالس بناء وصيانة قيم الأمة لتعمل فيها معاول المستلبين بالهدم والتدمير. ولا يعقل أن تظل الجهات المسؤولة تلتزم الصمت تجاه ما يلحق الأخلاق والقيم من هدم عن طريق مشاريع المستلبين المنحطة ، وما يلحق المجالس العلمية من إهانات وتحرشات من قبل هؤلاء المستلبين . فالدفاع عن القيم الأخلاقية هو شأن المجالس العلمية رغم أنف الاستلاب .

وإذا خيل للاستلاب أن ركوب الإعلام للتعريض بالمجالس العلمية مركب ذليل فإن هذا الاستلاب غاب عنه أن هذه المجالس توجه الأمة وتؤطرها عبر منابر تفوق جماهيرها حفنة المستلبين الذين تقصر هممهم عند إعلام لا زال يستهلك الموضوعات الساقطة بطرق ممجوجة تناسب حالات مرضى المكبوتات ، كما أن الكتابة الإعلامية ليست غريبة على المجالس العلمية فأقلامها لا يشق لها غبار والدليل على ذلك أنه عندما ينشر بعض أعضائها مقالات تنفد أعداد بعض الجرائد التي تعاني البوار عادة . لقد آن الأوان أن يفعل دور المجالس العلمية في ممارسة الرقابة على الوافد علينا من الثقافات الأجنبية للبث في شأنه قبل أن يسوق في مجتمعنا ، وآن الأوان أن تتولى الجهات المسؤولة منع التجاسر على المجالس العلمية في الكتابات الإعلامية بالطرق الوقحة التي تدل على ما يريده المستلبون من تسيب في مجتمعنا الذي سيظل محافظا بعقيدته السنية الأشعرية ومذهبه المالكي لأنه خيار الأمة وخيار قيادتها الرشيدة وثوابتها غير القابلة للمساس .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *