وداعا أستاذنا الكبير محمد عابد الجابري
وداعا أستاذنا محمد عابد الجابري
بقلم رمضان مصباح
وأنت تقرأ الجابري تشعر وكأنك خارج زمنك تتنقل عبر محطات التأسيس القديمة
,وتجالس رجالها الكبار والصغار,بل حتى ذلك الأعرابي الذي لم يمتشق سوى
لسانه لتقويم أخطاء النحاة واللغويين الكبار. يقترب منك ابن رشد ,ويرنو
اليك الفارابي ويرحب بك ابن سينا ؛ويتدافع الآخرون من أجل ألا تغادر دون
أن تعرج عليهم.
تنتقل الى الحاضر والمستقبل ,فتنتصب أمامك قامة مفكر فذ يعرف كيف يجعلك
تنخرط في مشروعه الكبير. بنينا كل قراءاتنا الفلسفية ,في المغرب,على
ثلاثية الجابري والسطاتي والعمري:دروس في الفلسفة.
بنينا كل
تصوراتنا_كمفتشين وأساتذة_ لاصلاح النظام التربوي المغربي على فكر
الجابري وأضوائه ؛لا كسلطة تربوية بل كنموذج للانخراط في الفعل.
مهما يكن تخصصك تتعلم من الجابري فيه؛حينما كان بعض الفقهاء يتفننون في
كيفية جعل علمهم الأصولي الفقهي منغلقا على طلبتهم ,كنوع من التعالي
المعرفي العقيم ,كان الجابري يفكك مستغلقات هذه العلوم ويذللها في مشروعه
؛وهكذا تعلمنا منه أصول الأصول وفقه الفقه ومنطق المنطق.
لن أنس للجابري قوله ذات مناقشة لرسالة دكتوراه في الفلسفة,بصفته مشرفا
ورئيسا للجنة : منذ شروع الطالب في بحثه وأنا مختلف معه ,وهذا ما يؤشر
على مكانته الفكرية(أوما في معنى هذا الكلام) ليس سهلاأن يصل الانسان الى
هذا التجرد ,وقبول الاختلاف ,بل الانتصار له.
ربما لأسباب موضوعية لم يكن الجابري حاضرا في الاعلام المغربي ؛وهذا خطأ
فادح من اعلامنا نتمنى أن يصحح حتى يتعرف المغاربة على فلاسفتهم
وعلمائهم وأدبائهم ,على الأقل كما يعرفهم الاعلام العربي والأجنبي.
أحر التعازي لأسرة الجابري وسكان فكيك ولكل المغاربة والعرب الذين
يعرفون قدر الرجل
6 Comments
انا عمار من السودان
كم كان الجابري استاذا لنا ومثلا في ثورتنا لتحرير وطننا ضد العنصرية والاستعلا الثقافي والعرقي والتحرر الايدلوجي … الجابري كان استاذنا الذي لم نراه ومعلمنا الذي تمنين ان نكونه انه بالنسبة الينا مثل نيلسون مانديلا ودكتور جون قرنق زعيمنا الوطني المحبوب الجابري هو احد قادة التحرر الوطني لجيل كامل فل في السودان ومؤسس مدرسة فكرية تتحدث عن المركز والهامش الثقافي والايدلوجي … كم اسوف نفتقدك ايها الحبيب تركته فينا حزنا بمساحة اربعين عاما
الله يرحم الفقيد ويجعل مثواه الجنة
allahouma arhamhou birahmatika alwasi3a wa alhim 3ailatahou assabre wa salwan wa ina lillahi wa ilayhi raji3oun
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بالأمس شيعنا جثمان المرحوم الفيلسوف الحكيم الحافظ للذكر الحكيم الدكتور محمد عابد الجابري.
فقدنا فيه أحد المفكرين العظام على الصعيد العربي و الإسلامي.فقدنا فيه العلم الذي اعترفت به جل المدارس الفكرية ذات الإتجاه العقلاني شرقية كانت أم غربية.فقدنا فيه قدرته الفكرية ونجاعة منهجيته في التحليل والحفر ، التي إستفاد منها قراءه و منتقديه و كل من جلس أمامه منتبها لمحاضراته أوموجها أو مبرزا داخل مدرجات الجامعات .فقدنا فيه الوطني المدافع عن القضايا المصيرية كالتعليم والقومي الغيور عن هوية الأمة العربية و الإسلامية .فقدنا فيه مفكك العقل العربي لإعادة بنائه… فقدنا فيه المثل الأعلى للإلتزام…رحم الله فقد الإنسانية وأدخله فسيح جنانه و إنا لله وإليه راجعون.
محمد كاسم
لم أصدق عيني حينما قرأت هذا الخبر صبيحة يوم الإثنين، بصراحة سعرت بالأسى لأن أمتنا فقدت نابغة مثل الدكتور العظيم عابد الجابري، وأقول ترى كم يلزمنا من الوقت حتى ننجب عقلا نابغا مثله ؟ لكن أقل ما يمكننا فعله هو ألا نتخلى عما بدأه، بل سنواصل الطريق نحو المجد الذي رسمه لنا، وسوف نحقق حلمه الكبير حتى ولو لم يمهله الله الوقت ليراه محققا في وطنه الذي لطالما ضحى من أجله.
سنظل عشاقك أيها النجم الكبير وسوف تكون ذلك النموذج الذي ينبغي أن تحذو الإنسانية حذوه.
تحياتي . عاشقة الفلسفة.
إنا لله و إنا إليه راجعون ، فقد حصد أجر الملايين من القراء في تنويرهم و إرشادهم …. و ترك لنا علما نافعا إن شاء الله، رحمة الله عليك أستاذنا الجليل..