يعيش تلامذتنا هذه الأيام حالة من العبث والفوضى الدراسية بدعوى امتحان تجريبي لفرز ودعم قدرات التلاميذ ومدى استعدادهم للامتحان الرسمي الذي سيجرى لاحقا في شهر يونيو.ولعل القائمين على التربية غير واعين أو لا يريدون أن يفهموا ويتفهموا سياساتهم الفاشلة ,حيث جربوا ويجربوا في أبنئنا كل ما يخطر على بالهم دون التمييز بين ما يخدم مصلحة التعليم وما لا يخدمها. سنوات ونحن نعيش هذه التجربة الفاشلة من امتحان يقال له »تجريبي » مع أنه فرصة للتلاميذ للعبث وتضييع الوقت ,كونهم متأكدون بالاجماع أن أوراقهم لا تصصح ,ولا تستثمر ,ولا تعتبر. فلماذا الجدية؟قد يقال التدرب.ومن أجل ماذا؟ما دام التلميذ لن يرى ورقته ثانية ,ولن يعرف مكامن الخلل والقوة ,حتى يتداركها ويعد عدته بشكل جيد.تلاميذلا يكتبون أي شيء,أو يكتبون أي شيء,أو لا يحضرون,أو يحضرون لعشرة دقائق وينسحبون,أو….أو….

– هل هيأت لنا وزاراتنا استثمارا لنتائج الامتحانات التجريبية عن السنوات الماضية؟
– هل علمت وزاراتنا أن الامتحان التجريبي ضياع للوقت وهدر للزمن المدرسي؟
– هل علمت وزارتنا أن الامتحان التجريبي فرصة لانهاء السنة الدراسية قبل وقتها؟
– هل علمت وزارتنا أن الامتحان التجريبي لا يصحح ولا يفيد التلاميذ في شيء؟

كفانا تجارب فاشلة ,وكفانا اصلاحات فوقية وتوجيهات سطحية وتعنت بالقرار رغم قلة الأثر وفضاعة النتائج. ألا يجدر بوزاراتنا التراجع عن قراراتها غير الصائبة والنزول الى الميدان لمعرفة حقيقة الوضع باستشارة ذوي الشأن من مدرسين ومتمدرسين وتلقي اقتراحاتهم بجدية ,لايجاد صيغة مناسبة منطلقة من واقع التدريس ومتجهة من القاعدة الى القمة ,من قاعدة عريضة صاحبة التنفيذ وليس قمة ضئيلة ليس لها الا التشريع غير المفيد.
كفانا استهتارا بأنائنا,أساتذتهم قادرون على اعدادهم اعدادا جيدا ,ان وضعنا فيهم ثقتنا وأمدادناهم بالوسائل الكفيلة بالتقييم الجيد انطلاقا من قناعاتهم وقناعة تلامذتهم ,بدل توجيهات ورقية تزيد الطين بلة وتحول العملية الى لعب ولهو وضياع للوقت……