Home»National»لقد عاش المغاربة فقراء لقرون طويلة ولم يغيروا عقيدتهم مقابل عرض الدنيا الزائل

لقد عاش المغاربة فقراء لقرون طويلة ولم يغيروا عقيدتهم مقابل عرض الدنيا الزائل

0
Shares
PinterestGoogle+

إن حادثة التنصير في قرية عين اللوح المغربية مجرد قطرة أفاضت كأسا كما يقال ، ذلك أن الفاقة والحاجة جعلت الكثير من ضعاف الإيمان يجدون فيها ذريعة لمقايضة العقيدة بالمال المدنس . وليس مال الجمعيات التبشيرية هو المال المدنس الوحيد الذي استخدم لمقايضة دين المغاربة الإسلامي وعقيدتهم السنية الأشعرية ومذهبهم المالكي بل هناك أموال مدنسة كثيرة لجهات كثيرة مشبوهة تحاول مقايضة العقيدة بأدران الدنيا كما يقول المغاربة . لقد يئس المحتل الفرنسي والإسباني من احتلال المغرب لعقود من السنين ، واضطر للرحيل عنه ، ولكنه ككل احتلال واصل نوع الاحتلال الفكري والثقافي والاقتصادي ، حيث لم يكن بوسع المغرب الحديث عهد بالاحتلال البغيض أن يتجاوز حالة الدمار الشامل التي خلفها المحتل في كل مجالات الحياة . وكان لابد من أن تظل بقايا تسيير وتدبير المحتل مستمرة بدءا باستعمال لغته وقوانينه التي تحولت بين عشية وضحاها من قوانين احتلال إلى قوانين دولية متعارف عليها ، لأن قوات الاحتلال الغربية هي التي سيطرت على مقاليد الأمور في هذا العالم وأعطت لنفسها حق تقرير مصائر الشعوب ، وصارت ذات فيتو لا ينفع معه رفض لما تقرره كتلة المحتل الغربي المهيمن على كل القرارات بمنطق القوة والسلاح والاقتصاد والسياسة .

لقد ظل المغرب الحاصل على استقلاله يعاني من تبعات الاحتلال في شتى الميادين . وصارت لغة المحتل ، وشواهد المحتل مطلبا عزيزا لأنها تدر على المقبلين عليها المال والجاه ، بينما يحاصر الفقر من أعرض عنها باعتبارها بقايا احتلال . وهكذا صار المغاربة المستلبون بلغة وثقافة المحتل هم النخبة ، وصار غيرهم من سواد المغاربة مهمشين يعانون الفاقة والفقر والحرمان والدونية الاجتماعية . وقد اضطرت الفاقة العديد من المغاربة إلى الهجرة صوب بلاد المحتل. فبينما كان حلمهم هو طرد المحتل من أرضهم ، صار حلمهم هو اللحاق به في أرضهم طلبا للقوت . وصار الذين التحقوا بأرض المحتل فئة أخرى تنضاف إلى فئة النخبة المستلبة بسبب ما حصلوه من ثروة العمل كأقنان في بلاد المحتل الذي صنع رفاهيته من عرقهم وآلامهم . لقد خطط المحتل التخطيط الدقيق لجعل المغرب يقبع في حالة احتلال مستمر لا تختلف عن الاحتلال الفعلي إلا بجلاء قواته العسكرية . وكان قصده هو مقايضة عقيدة المغاربة وثقافتهم بأمواله الوسخة ، ذلك أن الفقر والخوف من الوقوع في براثنه كان سببا في اضطرار الكثير من المغاربة إلى الخضوع لإرادة المحتل الذي جعل من المغرب قاعدة ،وسوقا ، وحقل تجارب بطريقة ماكرة ، تماما كما سمى احتلاله للمغرب حماية من أجل التمويه على أبشع احتلال عرفه المغرب في تاريخه الطويل .

لقد انخدع معظم فقراء المغاربة بالحضارة الغربية وخصوصا الفرنسية ، وظنوا أن التحضر إنما يأتي من طريق الخضوع لحضارة وثقافة الغرب ، وتنافسوا في ذلك تنافسا شديدا حتى تكونت في المغرب فئة من المستلبين والمنبهرين الذين آلوا على أنفسهم ألا ينطقوا بكلمة واحدة بلغتهم الأم ، لأنها في نظرهم تسيء إلى طبقتهم الراقية التي حلت محل المعمرين المحتلين . لقد انسلخوا من جلودهم كل الانسلاخ ، ولم تعد تربطهم بوطنهم آصرة ، وتحولوا إلى فرنسيين قلبا وقالبا ، وصارت نظرتهم لإخوانهم المغاربة لا تختلف عن نظرة المحتل ازدراء واحتقارا وتقززا ، فهم في نظرهم المعدن النقي وما دونهم مجرد زبالة . فنطقهم الفرنسية المقلد للثغة ولكنة الفرنسيين بشكل يثير الشفقة عليهم والسخرية من تقليدهم الأعمى يوهمهم أنهم صاروا من طينة أخرى غير طينة المغاربة . وما كادت ظروف فقراء المغاربة تضطرهم للهجرة إلى أرض محتل الأمس حتى عادوا يقلدون هذا المحتل في لغته وعاداته وبأشكال مثيرة للسخرية حتى صاروا مصدر تندر وشفقة أيضا كفئة المستلبين . وما لبثوا أن صاروا أجيالا أولى وثانية وثالثة ، ولعلهم في مرحلة الجيل الرابع . وبعد الجيل المهاجر الأول الذي سخر لشق الطرقات وبناء البنايات والناطحات ، والأنفاق ، وحول بلاد المحتل إلى جنات ، عمل محتل الأمس في ذريتهم المسخ وصيرهم ببغاوات يرددون لغته ولا يعرفون من لغتهم إلا كلمات ركيكة ، ويتشربون ثقافته ، ولا يعرفون عن ثقافتهم إلا مسخا عاينوه عند الجيل الأول من آبائهم الذين صاروا عندهم مجرد سبة ولعنة تلاحقهم لما كانوا يعاينونه من ازدراء محتل الأمس لهم كأقنان وخدم وعبيد .

لقد بدأت ثورة الجيل الثاني على الآباء مع التنكر للهوية والثقافة والعقيدة ، واستفحل أمر الجيل الثالث الذي بعدت به الشقة عن ثقافته وهويته ، وصار وطنه الأم مجرد مكان اصطياف لأيام معدودات ، ومجرد زبالة تلقى فيها نفايات ثقافة محتل الأمس المنتنة والمستوردة كما تستورد مادياته من سقط المتاع حتى صار الوطن مزبلة هذا السقط بنوعيه المادي والمعنوي. ولم يقنع محتل الأمس باستلاب منبهري المغاربة من طبقة الأعيان والطبقة الوسطى و لم يقنع باستلاب طبقة الفقراء الذين هاجروا إليه للخدمة والعبودية في شكلها الجديد ، بل يمم صوب أرض المغرب واختار المواطن التي عشش فيها الفقر لمقايضة عقيدة المغاربة بماله المدنس الذي تروج له فلول المبشرين في عباءات جمعوية مموهة ، وقد شغلوا معهم فلول المرتزقة الذين لا هم لهم إلا جمع المال المدنس. وكان ما كان مما كشفته قضية قرية عين اللوح ، وما أكثر قرى وأحياء عين اللوح التي عرفت التبشير الصليبي عن طريق المال المدنس. ولقد عرفت العديد من المناطق في جبال الأطلس وجنوبه وصحرائه تحركات المبشرين ، وتعالت الصيحات المنبهة لخطرهم الداهم ، ولكن لا حياة لمن تنادي حتى فاحت رائحة التبشير وزكمت الأنوف في طول البلاد وعرضها . لقد كان في جهتنا الشرقية على سبيل التمثيل لا الحصر مبشرون يعملون تحت غطاءات مموهة من قبيل العمل بالتدريس في جامعتنا كما هو شأن مبشر مدرس للغة الانجليزية والذي كان يصطحب فقراء الطلبة إلى أحيائهم الشعبية ، يخالطهم ، ويتظاهر بمساعدتهم ، وقد فتح مكتبة بمدينتنا على غرار مكتبته بمدينة فاس لتسويق كتب الثقافة الانجليزية الإنجيلية ، ولم يلاحق في يوم من الأيام ولم يستنطق ، ولم يتنبه أحد إلى مئات النسخ من الإنجيل التي أدخلها إلى بيوت الأحياء الشعبية التي كان يزورها أحيانا في ساعات الفجر المبكرة أو ساعات الليل المتأخرة حسب شهود عيان كانوا يتابعون تحركاته المريبة .

ولا زال راهب الكنيسة الكاثوليكية في مدينتنا يسرح ويمرح كما يشاء ، وقد سطا مؤخرا على مقر جمعية رحاب المغربية ليجعلها خالصة للتبشير بعد غزو المهاجرين الأفارقة لمنطقتنا طلبا للعبور إلى أوربا ، ولا أحد يقول للسيد الراهب الزم ديرك يا حضرة الراهب ودع عنك خراف السود ، وخراف المسلمين ، وعد إلى أرضك لتتدارك خرافك وقد صيرتهم العلمانية كفارا. وقبل سنوات جاءت الحملة التبشيرية الأمريكية في شكل قافلة صحية لطب العيون ، وهرع فقراء المغاربة للاستفادة من عمليات جراحية لعيونهم المريضة ، بينما اندس مبشرو القافلة المزعومة بين أسر مغربية في مدينة بركان ، وأخذوا في توزيع نسخ الإنجيل التي خزنت في مدينة مليلية المحتلة حتى اكتشف أمرها ، واضطرت القافلة للرحيل . وإذا ما كان الرأي العام قد تنبه إلى قضية التبشير من خلال حادثة قرية عين اللوح فإنه يغفل عن أعمال أخرى لا تقل خطورة عن أعمال التبشير حيث يوظف المال المدنس لتحويل المدن المغربية إلى مدن السياحة الجنسية حيث تقام ما يسمى المشاريع السياحية في مدن كبيرة كمدينة مراكش على سبيل المثال لا الحصر، و التي تحولت دورها العتيقة إلى فنادق سياحية بل إلى ماخورات لتسويق الفاحشة من خلال بنات المغاربة المسلمات اللواتي اضطرهن الفقر إلى بيع أجسادهن للنخاس الغربي و حتى للمرتزق المغربي والعربي الذي لم تعد تربطه بوطنه وشيجة لأن همه هو المال المدنس.

إن تخريب المغرب من طرف محتل الأمس يتم إما عن طريق التبشير أو طريق الإفساد ونشر الفاحشة المدمرة للأعراض والأنساب المستهدفة لنواة المجتمع المسلم ، وهي الأسرة المغربية المسلمة . وليس مستعمر الأمس الغربي النخاس الوحيد في المغرب بل يوجد نخاسون آخرون . فإذا كان النخاس الغربي يستهدف دين المغاربة وأخلاقهم جملة وتفصيلا ، فإن بعض النخاسين يستهدفون عقيدته السنية الأشعرية حيث تنشط فلول الرافضة المعششة في بعض بلاد أوربا وخاصة في بلجيكا حيث يوظف بعض المرتزقة على غرار إمام مسجد مرتزق معروف وهو من أبناء شمال المغرب ، والذي يستقبل الضحايا من المهاجرين كوسيط وعميل لرافضة في مسجد تنفق عليه الرافضة لتضليل هؤلاء المهاجرين الأبرياء ، وتلقينهم العقيدة الرافضية الفاسدة عن طريق المال المدنس حتى صار عددهم بالمئات ، وقد احتفلوا خلال هذا الموسم بما يسمى المناحة الحسينية ، ومعظم المضللين أرسلوا إلى بلاد إيران لزيارة مواقع الأصنام والأوثان الرافضية في طريقهم إلى حج بيت الله الحرام حيث يقدمون زيارة الأوثان في إيران على زيارة بيت الله الحرام ،وتشهد جوازات سفرهم على ذلك .

ولقد صارت المنظمات الرافضية تصرف المال المدنس داخل المغرب للمضللين من الشباب من أجل مقايضة عقيدتهم السنية الأشعرية بالعقيدة الرافضية الضالة ، وقد صار بعضهم يجاهر بالافتخار بهذه العقيدة الضالة ويكيل الشتائم واللعنات لخيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومع ذلك لا يحرك المسؤولون عندنا ساكنا لتخليص الضحايا من الاستلاب الرافضي الذي لا يقل خطورة عن التبشير. وإلى جانب التبشير الصليبي والتضليل الرافضي المسلط على فقراء وضحايا المغاربة يوجد التضليل السلفي المسوق للتطرف ، والذي ينشط في الأحياء الشعبية ، ويصرف فيها المال المدنس من أجل استخدام المضللين والضحايا لنشر عقيدة ضالة مضلة مكفرة أوجدت في المغرب الآمن القنابل الموقوتة ، و صيرته ساحة تصفية حسابات بين الصليبية والسلفية لا ناقة له فيها ولا جمل .

لقد عاش المغاربة قرونا طويلة فقراء تكفيهم اللقمة لتقيم صلبهم ، ولم يرضوا في يوم من الأيام أن يقايضوا دينهم وعقيدتهم ومذهبهم بالمال المدنس كما يحصل اليوم مع مغاربة فقدوا مناعتهم الدينية ، وصاروا عرضة لأمراض التبشير والتشييع والسلفية ، والانحلال الخلقي . إن حراسة الدين والعقيدة والمذهب مسؤولية الجميع ولا يعذر في التفريط فيها أحد . وإذا كان المثل العربي يقول :  » تجوع الحرة ولا يأكل بثدييها  » فأنا أقول يجوع المغاربة ولا يأكلون بدينهم وعقيدتهم ومذهبهم و قيمهم وأخلاقهم وثقافتهم وهويتهم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. abdel
    20/03/2010 at 14:08

    changer de disque c’est mieux l’islam fort reste tjrs fort

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *