Home»National»انهم يموتون بالتقسيط

انهم يموتون بالتقسيط

0
Shares
PinterestGoogle+

علي مسعا د
Msaadali1971@gmail.com

 » البرنوصي :إنه حي المتناقضات وبامتياز  » ، حيث يلتقي فيه ما لا يلتقي ، العربات المجرورة مع أفخم السيارات ، الباعة المتجولون مع أرقى المراكز التجارية ، شباب عاطل عن العمل مع وجود أضخم حي صناعي بالمنطقة ، قلة الفضاءات الرياضية مع وجود أغنى فريق لكرة القدم ، » جمود  » الحياة الثقافية والفنية مع وجود مركب ثقافي بأحدث التقنيات والتجهيزات ، المشردون والمتسولون مع وجود أكبر عدد من الجمعيات والأندية بالحي ، تعدد محطات الطاكسيات مع تدمر المواطنين من قلة المواصلات وانعدامها ، وما لا يحصى من المشاهد المعكوسة ، التي لا علاقة لها ، البتة، بمؤهلات المنطقة ورهاناتها .
تناقضات صارخة لم تخفيها ، الأضواء اللامعة ، بأهم الشوارع الرئيسية بالمنطقة ، والتي توالدت بها العديد من المقاهي ، التي إنتشرت كالنار في الهشيم ، كمقهى « إسطانبول « ، » بلجيكا » ، » إيطاليا » ، إلخ، مقاهي إختارت لها من الأسماء ، ما يسيل له لعاب العديد من الشباب المعوز ، الحالم بالهجرة والرحيل ، شباب لم يجد إمامه ، بعد أن سدت كل الأبواب في وجهه ، بسبب  » المحسوبية  » ،  » الزبونية  » و  » الوساطة  » ، إلا فضاءات المقاهي ، ذات الواجهات الزجاجية ،للهجرة بعيدا عن زخم الواقع وبشاعته .
إنهم ، أشبه ب » مهاجرين سريين  » ، هاجروا ، بلا أوراق ، إلى عوالم افتراضية ، حيث يصلون الليل بالنهار ، بالطوابق الأرضية منها والفوقية ، هروبا من مواجهة الفراغ القاتل الذي تعرفه المنطقة من حيث انعدام كل ما من شأنه أن يملأ وقتهم ، من أنشطة ثقافية ، فنية ورياضية ، بعيدا عن الانحراف ،الذي جر إليه العديد من شابات وشباب المنطقة ، في ظل انتشار المخدرات والقرقوبي ، في المدارس وبين الدروب والأزقة .

شابات وشباب تتجاذبهم إغراءات الحياة اليومية مع قلة ذات اليد و طموحات لا سقف لها مع ضعف الإمكانيات وانعدامها ، مع ضعف التكوين والتأطير ، لتجتمع الروافد جميعها في بحر لا متناهي من الغيابات :للأسرة ، المدرسة ، المجتمع المدني ، وحضور كلي لثقافة  » الشارع  » الذي أصبح يقوم بكل الأدوار وتفريخ ، جيل جديد من الكائنات البشرية ، لا علاقة لها لا بالماضي ولا بالحاضر أو حتى المستقبل .
شباب يموتون بالتقسيط ، في انتظار الذي يأتي وقد لا يأتي ، في غياب كلي لكل المبادرات
الجمعوية التي من شأنها إ نقاده من الضياع ، ومما يعيشه من حرمان وفراغ ، بحيث غابت العديد من الأنشطة الكبرى ، من مهرجانات ،ملتقيات ، أيام دراسية ، ندوات و أوراش ،التي ساهمت ، إلى وقت قريب ، بدور كبير ، في بروز العديد من الطاقات والمواهب بالحي ك : أسماء لمنور ، رشيد غلام ، يوسف جريفي ، حاتم إدار ، يوسف السفري ، بوشعيب لمباركي ، الشابة مرية ..وآخرون .
كان ذلك في الزمن الماضي القريب أما وقد عرفت المنطقة إفتتاح المركب الثقافي والعديد من دور الشباب و المنتديات بالمنطقة ، حضرت المنشآت وغابت الفعالية .

من هنا يأتي دور الجمعيات والأندية و النخبة المثقفة وكذا أعضاء المجلس البلدي في خلق حركية شبابية ، لانقاد فئة عريضة من المجتمع من السقوط في بئر الضياع والتشرد ، عوض الركون إلى  » التفرج  » على ما يحدث في الشارع والطرقات وبين جدران قاعات الألعاب الترفيهية وبعض المقاهي التي وجدت في تقديم الشيشة واللحم الرخيص ، فرصة لابتزاز جيوب الشباب ، والدفع بهم بطريقة أو أخرى ، إلى السرقة ،النشل والاعتداء في أقصى حالات  » الإدمان  » .

هامش له علاقة بالموضوع :
* نشرت إحدى الجرائد الوطنية ، خبرا يتعلق بمشروع يهدف إلى خلق أوراش مسرحية في جمعيات الأحياء والدي ستكون انطلاقته من البرنوصي ، لكن ، للأسف المباردة ، لم تأت من أبناء الحي ، لكن من أنفا .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *