أعرب إيريك يانسن الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء عن الأمل في أن يعرف المغرب العربي الموحد تقدما حقيقيا تكون له آثار إيجابية على كافة مكونات المنطقة « مع خلق قوة قادرة على التأثير في مسارات هذه الجهة من العالم بما في ذلك ملف الصحراء

« .

وقال يانسن الذي كان ضيفا على برنامج « لقاء اليوم » على قناة الجزيرة أن من مصلحة الجزائر أن تتم تسوية قضية الصحراء

.

وأشار إلى أن هذه القضية ظهرت في إطار الحرب الباردة التي عرفها العالم في حقبة معينة وتمت خلالها  » صياغة التحالفات والبحث عن التعاطف من هذا الجانب أو ذاك » مؤكدا أن العالم يعرف اليوم وضعا جديدا يتميز بحرب كونية معلنة ضد الإرهاب

.

وأكد يانسن أنه اكتشف بعد مرور وقت قصير على تعيينه كممثل للأمين العام للأمم المتحدة مكلف بملف الصحراء أن الموضوع « لا يتعلق بملف تقني كما كان يعتقد البعض بل يخص قضية سياسية تشكل بداية لطريق طويل من أجل الوصول إلى المشكلة الحقيقية والخفية  » ملاحظا أن ذلك كان سببا رئيسيا في عدم تنفيذ واستكمال المخطط الأممي بصورة فعلية

.

وأبرز أن التعداد السكاني الذي أنجزته إسبانيا أثناء وجودها بالصحراء شكل مصدر خلاف رئيسي بين أطراف النزاع مبرزا أنه لا يمكن لأي أحد أن يجادل في كون هجرة الصحراويين وترحالهم دون الأخذ بالاعتبار مسألة الحدود كانت تعد مسألة طبيعية في فترة معينة لكون  » الكثير من هؤلاء الصحراويين الذين كانوا رحلا هاجروا إلى الخارج وآخرون يوجدون في شمال المغرب كما أن الكثير من قادة « البوليساريو » أنفسهم ذهبوا من أجل الدراسة بالجامعات المغربية ومنهم من انتقل إلى الخارج قصد العلاج أو لممارسة نشاط تجاري وفي بعض المراحل كانوا يعملون هناك لمواجهة الاستعمار الإسباني

وبعد أن استعرض الأشواط التي ميزت مسلسل التسوية الأممي منذ ولاية بيريز ديكويلار إلى ولاية الأمين العام الحالي كوفي عنان ذكر يانسن بالعراقيل التي اعترضت مختلف الجهود التي بذلتها الأمم المتحدة لإيجاد حل لهذه القضية منذ البداية سواء تعلق الأمر بالاتفاق الإطار أو بمسلسل تحديد الهوية أو إجراء مفاوضات مباشرة بين الأطراف المعنية

.

وكان يانسن قد أكد مؤخرا أن الوقت قد حان لإيجاد حل سياسي متفاوض بشأنه حول قضية الصحراء المغربية. وأضاف يانسن في تدخل خلال لقاء نظمته الأكاديمية الدولية للسلام بنيويورك أنه كلما كان الوقت يمر كلما أصبح صعبا تنفيذ الاستفتاء في الصحراء مشيرا إلى التغيرات التي حصلت على المستوى الدولي, وخاصة نهاية الحرب الباردة

.

ولاحظ أن المسلسل المتبع في المخطط الأممي من أجل تسوية ملف الصحراء المغربية « لم يؤد لحد الساعة إلى أي شيء  » معتبرا أن منح حكم ذاتي موسع للأقاليم الصحراوية سيساعد على إنهاء هذه القضية ويساهم في انبثاق مجموعة مغاربية

.

وذكر يانسن بمعاناة السكان « الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين » وخاصة »الأجيال الشابة التي تكبر وهي مهددة بألا تعرف شيئا آخر غير هذه المخيمات

« .

وتميز ذلك اللقاء الذي تم بحضور عدد من الشخصيات الديبلوماسية بتوزيع المؤلف الجديد ليانسن حول الصحراء بعنوان  » تحليل مأزق

« .

عن جريدة العلم