إلى النخب السياسية التي غيرت جلدها
وأنا خارج من مكتب التصويت خلال الاستحقاقات الجماعية الأخيرة يوم 12/06/2009 استوقفتني امراة عجوز وبيدها إحدى أوراق الحملة الانتخابية الخاصة بأحد الأحزاب السياسية ، فسالتني عما إذا كانت هذه الورقة هي نفسها التي تحمل رمز حزب كذا ، تصفحت الورقة فاكدت لها صحة الأمر ، فأجابتني بثبات وبثقة زائدة في النفس ، وبنوع من الفخر والاعتزاز أنها منذ القدم وهي تصوت لصالح هذا الحزب الذي انخرطت فيه عن طواعية واحبته وتمسكت بمبادئه رغم تغير الأشخاص الذين يديرون دواليبه ، فهي لا تصوت لصالح شخص معين بذاته وإنما تفعل ذلك لأجل مبدأ . امرأة أمية طاعنة في السن أعطتنا درسا في الحفاظ على المبادئ والتمسك بها لأنها من القيم الإنسانية النبيلة ، بينما نرى بعض نخبنا السياسية ممن أسندت لهم أمور تدبير الشأن المحلي تنكروا لمبادئهم فغيروا جلودهم مثلما تفعل الأفاعي والثعابين ذلك ، كما تنكروا لأحزابهم التي زكتهم وصنعت منهم أعيانا مشهورين بعدما كانوا أقزاما مغمورين ، فامتهنوا السياسة التي أضحت بالنسبة لهم وسيلة للاغتناء على حساب المواطن المغلوب على أمره ، فبنوا العمارات والمحلات التجارية وازدادوا غنى فتناسوا مصالح المواطنين الذين انتخبوهم من أجل تمثيلهم والسهر على رفاهيتهم ، لكن العكس وقع حيث ارتموا في أحضان السلطة فاحتموا بمظلتها ولم يعودوا يعيرون أي اهتمام للصالح العام فانشغلوا بمشاريعهم الشخصية وهجروا مكاتبهم الإدارية فأضحى المواطنون يقصدونهم إلى مقرات سكناهم أو محلات تجارتهم ، فيعدونهم ويخلفون الوعد لأنه لا خير فيمن باع مبادئه .
وللأسف فإن بعض الأحزاب السياسية تقبل في عضويتها مثل هذه الشرذمة من المتطفلين على السياسة بل الأدهى من ذلك تجعلهم على رأس اللائحة الانتخابية رغم حداثتهم بالحزب والهدف من ذلك ربح أكبر عدد من المقاعد على اعتبار أن هؤلاء المتطفلون لهم من المال والجاه ما يستطيعون به شراء الذمم وبالتالي الحصول على نتائج مطمئنة .من هنا فإن الأحزاب التي تحترم نفسها مدعوة اليوم إلى الحذر من هؤلاء وعدم قبول عضويتهم لأنهم لا يجلبون لها إلا العار والخزي وإلا سنكون امام أحزاب سياسية تشبه إلى حدما أندية كرة القدم التي تبحث عن لاعبين لهم من التقنيات والمهارات ما يجعلهم يتقدمون بفرقهم إلى مراتب متقدمة في سلم الترتيب لاغير
.البكاي حدوش
3 Comments
اظنه اقرب اليك من حبل الوريد
كلامك في المستوى لكن أنذر عشيرتك الأقربين هذه نقطت البداية ومن هذا المنطلق يتبين لك الخبيث من الطيب وثعلب من القط ؟؟؟؟؟
تعتمد المنظمات التقليدية على سلطة القرار،بينماتعتمد المنظمات الحديثة على المعلومات على تحمل المسؤولية.لهذاتقدم غيرنا وتاخرنا نحن،يااخى احزابنا ليست احزاب الافكار وثقافة المشروع وانما تخضع لسلطة القرار يتحكم فيه الفرد او النخبة.ان دوافع المشروع خمسة،اولا،الامان،هذا النوع يريد الاستقرار فقط لا يهمه شىء.اما الثانى،تجاري همه التجارة.اما الثالث،الاجتماعى،هذا النوع يغلب عليه طابع احسانى.اما الرابع،مصلحى،هذا خطير يمثل الورم سرطانى،وهذا سبب تخلفنا ويمثل الوباء للامة.ام الخامس،مساهمة فى المشروع،وهذا خال من برنامج احزابنا.ان اولوياتنا ان نتعلم ونبتكرونبدع ونترك اثرا عظيما لا تستطيع الاعاصير ان تقلعه..