Home»National»سيقول المخلفون… نهشتهم كلاب الغرب

سيقول المخلفون… نهشتهم كلاب الغرب

0
Shares
PinterestGoogle+

إذا كان ا لمصريون يقولون أن  « مصر هي أم الدنيا » ،فالمغاربة يردون عليهم بأن » المغرب أبوها »، و تشجيعا للسياحة الداخلية، قررت هذه السنة قضاء عطلة الصيف داخل المغرب، واخترت عاصمة الغرب كمكان للتخييم، بعد التخييم الفاشل في المدرسة العليا للأساتذة بمارتيل بتطوان، حيث ألحق بنا البعوض الشرس خسائر فادحة لا زالت آثارها بادية حتى اليوم على أجساد أفراد عائلتنا… فضلنا مدينة » القنيطرة » التي رغم موقعها الإستراتيجي، ووجودها داخل المغرب النافع، لم تنل بعد الاهتمام اللازم، ولا زالت تعاني من الكثير من المشاكل الهيكلية، التي تفاقمت بسبب توالي المجالس البلدية الفاسدة، التي عمل بعض مستشاريها على الاغتناء الشخصي على حساب سكان المدينة ومصالحهم. لقد هاجر رئيس مجموعتها السابق الجنوب،بعد زلزال أكادير، وثروته تساوي الصفر ، و أصبح بين عشية وضحاها من أغنياء »الانتقال الديمقراطي »،ينافس لوبيات العقار الوطنية بالطرق الملتوية والاستيلاء على أراضي الجموع والڭيش، وما خفي أكبر… إلا أن الله يمهل ولا يهمل، فكان استحقاق2007  لانتخاب أعضاء  الغرفة الثانية مناسبة لدفع الحساب، والكل يعرف المصير الذي آل إليه السيد الرئيس السابق، بعد أن ضبط وهو يحاول شراء الذمم بواسطة الهاتف النقال، وحكم عليه بالسجن لمدة ستة أشهر نافدة ،وبدلا من أن يساق إلى السجن المركزي، الذي لا يبتعد كثير عن مقر البلدية، لقضاء محكوميته، ظل ينتظر العفو الملكي في منزله، إلى أن جاءت كارثة  » المنال » المشهورة ،حيث انهارت عمارة في طور البناء على العمال البسطاء، وأزهقت أرواح بريئة من البروليتاريا الرثة،هذه الفاجعة التي أثبتت مسؤوليته كرئيس للمجموعة الحضرية، وحينئذ تفقده القضاء وطالبه بالاتجاه نحو السجن لقضاء ما قضى به ،هذه الحادثة وأخريات، ودور المعارضة الإيجابي الذي قامت به عناصر من حزب الفانوس ، عوامل ساهمت في فوز هذا الحزب في الانتخابات الجماعية ل2009…و تلك قصة أخرى.

هناك عادات وهوايات لا يمارسها الوجديون والوجديات » المحافظون » في مدينتهم، لكنهم يمارسونها خارجها، كالاختلاط، والذهاب إلى الشواطئ،و جلوس العائلات في مقاهي الشوارع الرئيسية، والكراء المشترك للمحلات والبيوت، في إطار النفاق الاجتماعي، و لا « عين شافت ولا قلب يوجع »…ونحن نمارس رياضة المشي تارة والجري تارة أخرى،على الطريق القديم المؤدي إلى شاطئ المهدية والمار أمام ثكنة الفوج الأول للذخيرة والقاعدة الملكية الجوية الثالثة، سقطنا في كمين غادر نصبته لنا مجموعة من الكلاب الضالة، التي أحاطت بنا من كل جانب مكشرة على أنيابها، عاقدة العزم على التهامنا، ونهشنا نهشا.لقد وجدنا أنفسنا بين خيارين أحلاهما مر، الفرار أو الردى، ونظرا لأنني مصاب « بفوبيا الكلاب » منذ الطفولة،كنت أميل إلى الفرار، لكن صمود أفراد العائلة واستبسالهم ، حالا دون ذلك ، كما أنه لم يكن لائقا التولي يوم الزحف. خلال هذه المدة التي لم تتجاوز خمس دقائق، شكلت بالنسبة لي أكثر من نصف قرن من حياتي، استحضرت فيها في عجالة أهم الأحداث التي عشتها، وكان أولها يوم أن ذهبت مع والدتي ونساء الحي في باديتي العزيزة لزيارة « سيدي إبراهيم » الوالي الصالح، التي كانت تدعي النسوة أن له بركات وكرامات، إلا أنني لا أعرف له كرامة معينة ، وعلى كل حال لم يعد يزره أحدا منذ زمن طويل، ويبدو أن جيل اليوم لم يعد يؤمن  لا بالكرامات ولا بالبركات ولا يحزنون… ولما عدنا في المساء من الزيارة غير المباركة، صدمي كلب خائف و مذعور، أسقطني أرضا بالقفزة القاضية،ومر فوق صدري،ودغدغ أضلاعي،ودكدك مفاصلي، وخدش وجهي، وخلف بي خسائر متعددة، ومنذ ذلك الحادث ،وأنا أخاف من الكلام، وأكرهها، ولا أحبها ولا أحب حتى  من يتعامل معها… لقد تأسست في كياني « فوبيا الكلاب » وفي نفسيتي وعقلي الباطني، منذ أن قررت السلطة المحلية في قريتي في الستينات القيام بحملة لقتل الكلاب الضالة المسؤولية عن الكثير من الإصابات بالكلب، التي أصابت العديد من سكان القرية،وهذا ما يفسر العدوان الكلبي الغاشم الذي تعرضت له ، ويظهر أن الكلب المسكين الذي صدمني كان هاربا من رصاص القناص، الذي قرر إبادة فصيلته بقرار مخزني.كم هو جميل أن يستحضر الإنسان كل هذا الماضي رغم كل هذه الإكراها ت الزمكانية…

من حسن حظنا تدخلت بعض النسوة اللواتي كن يمارسن الرياضة هن كذلك،واللواتي تفطن إلى أننا غرباء عن المدينة، لدعمنا وتخفيف ضغط الكلاب المسعورة علينا، مما سمح من فك الحصار علينا، وتشكيك الكلاب في قدراتها وقوتها ، فتشتت شملها، وتفرق جمعها، وانكسرت شوكتها، وخرجنا من جحيم الكلاب سالمين من أي ضرر، بفضل خوفي ورعبي الكبيرين،وصمود الرفقاء والدعم الخارجي…لقد اتضح في ما بعد أن هذه الكلاب ليس كلابا ضالة لا مالك لها ،بل كلاب تابعة لأصحاب المواشي الذين تعودوا على إرسال قطعان الغنم والأبقار للرعي داخل المدينة من خلال قلب صناديق القمامة الموضوعة من طرف المصالح البلدية لجمع النفايات المنزلية، وتعود هذه الظاهرة المشينة لسنوات الجفاف، حيث عاني المربون من نتائجه الكارثية، وفي إطار محاربة تداعيات، والتخفيف من آثاره ، غضت السلطة المحلية في مدينة القنيطرة البصر عن المربين، في إطار تفهم وضعهم الصعب، واتقاء لردود أفعالهم… وسمحت لهم ضمنيا بإرسال مواشيهم للمدينة للرعي، لكن الجفاف زال، وعرف المغرب سنوات  » أمطار الخير »،لكن ظاهرة الرعي الحضري لا زالت مستمرة ،وتتوسع باستمرار، وأصبحت جزءا من الحياة اليومية لساكنة الأحياء المجاورة للمجال القروي،ووجدها المربون من الجنة والناس،وتخلوا عن تشغيل الرعاة، وشراء العلف، و كراء أراضي الرعي، وهكذا  أخذ هؤلاء »الحليب والقشدة وابتسامة صاحبة القشدة » ، رغم أن  صنيعهم هذا، يخلف الكثير من السلبيات ،كقلب حاويات القمامة وتكسيرها، وإخراج أكياس النفايات، ونشر القمامة في الطريق العام، مما يؤدي إلى انتشار الأوساخ في كل مكان من الطريق الرئيسي المؤدي إلى شاطئ المهدية، وشارع « الصياد » التجاري، وحي أولاد أوجيه، وحي السلامة… كما تقطع الأبقار الطرق و تسير في وسطها معرقلة سير السيارات، غير مبالية بمنبهاتها، ولا إلى احتجاجات أصحابها ، حتى يخيل للمرء بأنه في إحدى مدن الهند. فالأبقار في القنيطرة فرضت وجودها كرقم صعب في معادلة  سوسيو اقتصادية معقدة ومتشابكة.إن الأبقار يتم خفرها من البادية ،أو من هوامش المدينة من طرف كلاب مدربة على الخفر، تتوقف عند مشارف المدينة في انتظار عودتها في أوقات الحلب أو في المساء، بينما تتابع الماشية طريقها نحو مرعاها الحضري، وعندما يحين وقت الحلب تتجه بعض الأبقار ، التي راقبتها بنفسي،إلى مجموعة من الأشجار الموجودة شرق ثكنة الفوج الأول للذخيرة، حيث تجلس مجموعة من الحلابين، الذين يحلبون و يبيعون الحليب بخمس دراهم للتر،(ويمكن أن يصل الثمن إلى 3،50 درهم للتر) وبعد انتهاء دور كل بقرة،تعود إلى إتمام جولتها على قمامات المدينة… ويظهر أننا دخلنا المنطقة المحرمة و الخاصة بالحراسة الكلبية، وبالتالي اعتدينا على مجالها الترابي، مما يفسر هجوم الكلاب علينا، بينما لا تعتدي عادة على الذين يمرون في الطريق المعبد.

لقد تعودنا في هذا البلد السعيد،  » أبو الدنيا »، على أن يتحول المؤقت إلى دائم، والدائم إلى أبدي، وأن البعض يستحلي « الساهلة »، ويلعب على الهاجس الأمني للسلطة، التي عادة ما تتفادى الاصطدام المباشر مع الشارع…نحن نمأسس لدولة الحق والقانون، ونطمح إلى الحداثة و العصرنة ،ونهدف إلى جلب عشرة ملايين سائح،  لهذا فمن غير المقبول أن نسمح باستمرار مثل هذه الظواهر المشينة، التي تعرض صحة المواطنين وسلامتهم الجسدية للخطر، غير مقبول أن نسمح لكلاب البوادي بمحاصرة المدن،وفرض حضر التجول، وتعريض حياة المارة للخطر…نخشى أن ننتقل في يوم من الأيام من أنفلونزا الخنازير إلى أنفلونزا الكلاب ،غير مقبول السماح بتربية المواشي داخل المدن،لا يمكن أن يكون الجفاف مبررا لتحويل المدن المغربية إلى أرياف،والسلطات المحلية مطالبة بعدم السماح للقرويين بنقل بواديهم في حقائبهم أثناء هجرتهم القروية، يجب أن تبقى المدينة مدينة، والبادية بادية، يجب أن تخضع الأحياء الهامشية والفوضوية للمراقبة…إن الكثير من الظواهر المشينة، تتم أمام مرأى ومسمع السلطة المحلية،وفي كل المدن المغربية ، كتسييج الأرصفة، والترامي على الملك العام واستغلاله ،وحرمان الأطفال من استغلال باحات اللعب … هذه السلطة التي تكتفي بالحملات الموسمية والانتقائية،مما يعطي الانطباع أن السلطة موافقة على ما يجري، وبالتالي المساهمة في « تسييب » المدن المغربية، وهذا حديث أخر لا أريد الخوض فيه…سيقول المخلفون:هربوا من سيوف وخناجر » الشماكرية »في مدينة وجدة ،لتنهشهم كلاب الغرب ،ونقول لهم … » قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فل يتوكل المومنون » صدق الله العظيم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. zirife
    19/08/2009 at 12:55

    franchement est ce que ça vaut la peine de publier cet arcticle!!!!un touriste qui nous raconte sa vie en la melangeant avec les soucis des municipalités !!!KOLCHI MHANI il ne sait que écrire.BAAAAAAAAAAZ

  2. oujdi_pur
    19/08/2009 at 12:55

    cap de l’eau c’est mieux ,wach dak l9nitra?

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *