في أول حوار لها، نزهة باروك القيادية في الإتحاد الوطني لطلبة المغرب تدعو . الفصائل الطلابية إلى نبذ العنف والجلوس إلى مائدة الحوار
حاورها الصحفي أنس رضوان
med_anass@hotmail.fr
سؤال:
بداية نرحب بالمناضلة نزهة باروك عضو الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني للإتحاد الوطني لطلبة المغرب والتي تشغل منصب مقررة الكتابة العامة، والتي تتابع دراستها بالسنة الأولى لسلك الماستر تخصص الهندسة والنمذجة الميكانيكية.
تم انتخابكم مؤخرا عضوا في أعلى هيئة تقريرية للإتحاد الوطني لطلبة المغرب وهي الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني إلى جانب عضو نسائي آخر، هل يمكنكم إخبارنا عن الأجواء التي مرت بها الانتخابات؟ هل كانت هناك كوطا انتخابية تحدد عدد المقاعد النسائية؟ أم أن الانتخابات مرت بشكل عادي؟
جواب:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وأصحابه وإخوانه وحزبه، بداية لك أخي أنس رضوان على هذه المبادرة الطيبة. أما فيما يخص السؤال الذي تفضلتم بطرحه، فكما تابعتم مؤخرا جدد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب هذه السنة جميع هياكله،حيث كانت البداية بانتخاب مكاتب التعاضديات ومجالس القاطنين ومكاتب الفروع، تلاها بعد ذلك انتخاب المنتدبين لعضوية لجنة التنسيق الوطني، وتوجت المسيرة باختيار القيادة الوطنية للإطار الطلابي عبر انتخاب الكتابة العامة للتنسيق الوطني يوم22 أبريل 2009 خلال أشغال الملتقى الوطني الحادي عشر الذي شهدته جامعة محمد الخامس بالرباط بحضور جميع هياكل أوطم و نخبة من السياسيين و رجال الإعلام و فعاليات طلابية و مدنية أخرى…وقد أجريت الانتخابات في جو من المسؤولية و النزاهة و الشفافية ،فهذه الانتخابات كما تعلمون تجرى في إطار منظمة لها تاريخ حافل بالنضال و التضحيات العظيمة و الترقي التنظيمي فيها يعني بذل المزيد من الجهد و التشمير على سواعد العمل و الكد في سبيل تحقيق العدل و الكرامة و الحرية، هذا من جانب، ومن جانب آخر فالمتتبع لمسيرة أوطم خصوصا في العقدين الأخيرين يلحظ تطورا مطردا لدور الطالبة في هذه المنظمة سواء على المستوى العددي الذي يتميز بالتزايد سنويا في صفوف الطالبات و حتى على المستوى النوعي فقد فتح الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أبوابا متنوعة للطالبة من أجل إبراز قدراتها على عدة مستويات نقابية و سياسية و فنية…ويتجلى ذلك من خلال اللجان الأوطامية التي تترأسها الطالبات سواء في المجال النقابى و الإعلامي و الثقافي… ناهيك عن حضورها القوي في تأطير الجماهير الطلابية و قيادة المعارك المطلبية هذا دون أن نغفل تفوقها أيضا في مجموعة من المجالات الإبداعية و الدراسية على وجه الخصوص، وبالنسبة لأمر الكوطا الخاصة بمقاعد الطالبات فهذا الأمر لم يكن حاضرا، لأن الحديث هنا يتعلق بإطار طلابي صنع طيلة عقدين من الزمن تاريخا مليئا بإنجازات مشرفة لم تكن مساهمة الطالبة فيه وغناؤها بأقل من دور الطالب. ما يعني أن الحصول على مقعدين في القيادة الوطنية كان عن جدارة واستحقاق.
سؤال:
يعني كان ممكنا أن لا يكون هناك عنصر نسائي داخل الكتابة؟
جواب:
نعم من الناحية النظرية. لكن على المستوى العملي، فشرط الكفاء الذي يعتبر معيارا أساسيا في عملية الاختيار يجعل حضور الطالبة في هذه الأجهزة أمرا مؤكدا وبديهيا بالنظر إلى القيادات الكفأة التي يفرزها النضال اليومي بمختلف الجامعات في صفوف الطالبات.
سؤال:
بشكل عام، كم يمكن تقدير نسبة الطالبات داخل الإتحاد؟
جواب:
في الكليات المهيكلة تعمل الطالبات إلى جانب الطلبة في جميع أجهزة الإطار ومناشطه سواء كانت مكاتب أو لجانا أو نوادي أو محترفات… إذ يتوازى مستوى حضور الطالبة ومشاركتها بمستوى أخيها الطالب. وبتعبير حسابي أدق فالنسبة تقارب النصف.
سؤال:
في عدة مواقع نجد لجنة داخل الإتحاد يطلق عليها اسم لجنة الطالبة، ما هي اختصاصات هذه اللجنة؟
جواب:
إن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ،يعي وعيا عميقا بأهمية دور الطالبة على المستوى المتوسط و البعيد و يستحضر بشكل كبير الحيف الذي يمارس على المرأة والذي مازال يمارس عليها بشكل مباشر أو غير مباشر ماديا و معنويا… لذلك نجده يسعى بشكل حثيث على رفع كل أنواع الظلم الممارسة عليها و كذا العمل على خلق مجموعة من الأوراش التي من شأنها تخليص الطالبة من القيود التي يكبلها بها المجتمع و العادات البعيدة عن روح الشرع،ومن بين هذه الأوراش نجد لجنة الطالبة التي تنكب على شؤون الطالبة و كل القضايا التي تندرج في هذا الإطار. هذا مع الإشارة إلى أن عمل الطالبة لا يقتصر فقط على لجنة الطالبة، بل حتى هذا الاعتقاد هو في نظري تقزيم لحق الطالبة، لأن الطالبة تعمل بجانب الطالب في كل لجان الإتحاد والتجارب بينت ذلك، وعمل لجنة الطالبة هو فقط عمل تكميلي لعمل باقي اللجان.
سؤال:
دائما في ما يخص الطالبة، كيف تمارس الطالبة العمل النضالي مع الأخذ بعين الاعتبار أن لها مجموعة من الخصوصيات؟
جواب:
لفظ الخصوصيات هذا يحتاج منا إلى تدقيق وتوضيح حتى لا يفضي بنا إطلاق العنان للمخيلة في تصور معناه إلى إحدى نتيجتين اثنتين: إما ان يغيب حقيقة واضحة أو يعكس صورة مغلوطة. الذي تثبته الممارسة الميدانية وتزكيه التجارب الحية من داخل الاتحاد أن الطالبة لها أياد بيضاء وبصمات ناصعة في أغلب مجالات النشاط الطلابي. فهي المناضلة المتمرسة، وهي المتفوقة دراسيا، وهي الناشطة تواصليا وتعبويا، وهي الفاعلة اجتماعيا، والمؤطرة ثقافيا…
غير ان هذا لا يعني ان ما ميز الله تعالى به المرأة عن الرجل جسديا ونفسيا وحركيا ينفي أن يكون للطالبة اهتمام بمجالات دون أخرى وميول إلى أنشطة دون غيرها. وهذا من باب « كل ميسر لما خلق له ».
سؤال:
ما الذي قدمه الإتحاد الوطني لطلبة المغرب للطالبات؟
جواب:
ما قدمه الاتحاد للطالبة وللطلاب عموما، لا مجال لحصره أو الإحاطة به. إذ يكفي، لمعرفة ذلك، الإشارة إلى أن الاتحاد مدرسة متكاملة تعاد فيه صياغة شخصية الطالبة على قواعد تتركز في معاني الفتوة والعطاء ،والوعي بوظيفتها في المجتمع.
سؤال:
كيف تعملن على الموازنة بين النضال والدراسة والأعمال المنزلية؟
جواب:
الموازنة بين النضال والدراسة بلغ فيه الاتحاد مرحلة متقدمة. والسر في ذلك أننا نجحنا إلى حد كبير في التأسيس لعمل منظم في الزمان والمكان. فالبرامج السنوية التي تؤطر فعل أجهزة الاتحاد تمنع عملنا من الوقوع في الارتجالية والتخبط والفوضى. وهذا الأمر يشترك فيه الطلبة والطالبات على حد سواء.
سؤال:
أطلقت الكتابة العامة للاتحاد الوطني مبادرة للحوار ونبذ العنف، ما الجديد فيها؟
جواب:
كما تابعتم في الندوة الصحفية التي تم عقدها بالملتقى الوطني الحادي عشر للاتحاد تم إطلاق هذه المبادرة ومعها وجهت الدعوة إلى جميع الفصائل ،والمبادرة لازالت في بدايتها ونتوقع لها ان تكون مساهمة الى جانب مبادرات اخرى في نزع فتيل العنف،الذي يسىء الى قيم الجامعة بما هي فضاء للعلم وللحوار وللقيم الانسانية النبيلة.
سؤال:
ختاما، كلمة توجهينها إلى قراء هذا الحوار.
جواب:
ما نؤمن به نحن داخل الاتحاد أن الرقي بمستوى تعليمنا شكلا ومضمونا هو مسؤولية الجميع. وكل الأطراف لها مهمتها التي يجب أن تؤديها على الوجه الأكمل لأننا سنحاسب على تضييع هذه الأمانة أمام الله عز وجل والتاريخ والأجيال السابقة واللاحقة.
والعمل الطلابي هو الآخر يحتاج إلى تكاثف سواعد جميع أبنائه فصائل ومكونات وطلابا، لذلك حري بنا أن نسعى لتوحيد الجهود ما دام هدفنا هو خدمة الطلاب والدفاع عن مصالحهم والحفاظ على مكتسباتهم.
وختاما أدعو جميع الفصائل الطلابية لتلبية دعوة الاتحاد والجلوس إلى مائدة الحوار ،على اساس الحق في الاختلاف،والديموقراطية منهج،ومصلحة الطلبة فوق كل اعتبار. والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
6 Comments
تريدون استنهاض الموتى من القبور ؟ كيف لرعيل أن يقوم وكل مقوماته النظرية ترهلت ولم تعد تساير الظروف الحاضرة لا سيما والأحزاب التي تنهلون منها تتهاوى اتباعا.
أرى أنه يجب أن نوحد الجهود كما قالت الرفيقة نزهة
شكرا لك خويا انس رضوان
لم يبق متعارفا اليوم ان القوى ياكل الضعيف وانما السريع ياكل البطيء.والسرعة اولا تعتمد على المعلومات والبحث العلمى والابتكار والابداع .ثانيا،على الاتحاد اى فريق عمل هذا مايكروسفت تتحد مع ياهو رغم مايملكان من قوة المعرفة والعلم ومع ذالك راوا ان الهيمنة والقوة هو التحالف.المثل يقول ان تكون مع الاسود خير لك ان تكون قائد النعاج.الاهتمام بالبحث العلمى ورفقة الخبراء وثقافة الكيانات والتجمعات..
طبيعي أن ينزعح البعض من حوار مع طالبة إسلامية، خاصة إذا جاء في ظرفية وصلت فيها فلول اليسار والاتجاهات الماركسية إلى الحضيض ولم يعد يسمع داخل الجامعة إلى الصوت الإسلامي.
فقط عبروا عن انزعاجكم بأدب .
نعم تشاكراتنا للأخ رضوان على مجهوداته