Home»Enseignement»الانتقاء الأولي لولوج المؤسسات العليا لتكوين الأطر ومبدأ تكافؤ الفرص الدراسية والتكوينية

الانتقاء الأولي لولوج المؤسسات العليا لتكوين الأطر ومبدأ تكافؤ الفرص الدراسية والتكوينية

0
Shares
PinterestGoogle+

الانتقاء الأولي لولوج المؤسسات العليا لتكوين الأطر ومبدأ تكافؤ الفرص الدراسية والتكوينية

بقلم : نهاري امبارك، مفتش في التوجيه التربوي، مكناس.
تقديم:
تنهض فلسفة منظومتنا التربوية والتكوينية على مجموعة من المبادئ والحقوق المصرح بها للطفل والإنسان بوجه عام، كما تنص على ذلك المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية. ومن جملة هذه الحقوق، يعمل نظام التربية والتكوين على تحقيق مبدإ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم، إناثا وذكورا، سواء في البوادي أو الحواضر،بالتعليم العمومي أو الخصوصي طبقا لما تكفله جميع التشريعات المعمول بها.
وقد نص الميثاق الوطني للتربية والتكوين، في البندين 11 و12 على ما يلي:
البند 11 –« تحترم في جميع مرافق التربية والتكوين المبادئ والحقوق المصرح بها للطفل والمرأة والإنسان بوجه عام، كما تنص على ذلك المعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية المصادق عليها من لدن المملكة المغربية. وتخصص برامج وحصص تربوية ملائمة للتعريف بها، والتمرن على ممارستها وتطبيقها واحترامها ».
البند 12 – « يعمل نظام التربية والتكوين على تحقيق مبدأ المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم، وحق الجميع في التعليم إناثا وذكورا، سواء في البوادي أو الحواضر، طبقا لما يكفله دستور المملكة ».
I-

إن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص أمام التلاميذ والطلبة يوفر لهم تربية وتكوينا سليمين ويتسمون بالمواصفات التالية: التمسك بالثوابت والمقدسات الدينية والدستورية؛ حب الوطن والإخلاص للبلاد والمجتمع والأمة؛ القيام على أحسن وجه بالواجبات تجاه الوطن والأمة؛ المشارك الإيجابية في التنمية البشرية والاجتماعية؛ تقوية الثقة بالنفس والقدرات الشخصية؛ تقوية الثقة في المؤسسة التعليمية والمنظومة التربوية والتكوينية؛ تقوية الرغبة في بلورة المشاريع الشخصية والعمل على تحقيقها؛ التشبث بمسايرة الدراسة والعزم على بلوغ أعلى المستويات الدراسية والتكوينية؛ المثابرة ومضاعفة الجهود لتحقيق أفضل النتائج المدرسية؛ الشعور بالارتياح والطمأنينة والاندماج في مجموعة الفصل والانخراط في العمل والإنتاج؛ وغير ذلك من المواصفات المرتبطة بالمواطنة والمواطن الصالح.
II-

وعلى العكس من ذلك، فإن عدم سيادة مبادئ المساواة والعدل والإنصاف، وخصوصا مبدأ تكافؤ الفرص أمام جميع التلاميذ والطلبة على حد سواء، يؤدي بهم إلى:

• الشعور بالظلم والإحباط والإقصاء والتهميش؛

• النفور من العملية التربوية والتكوينية؛

• الشعور بالتمايز والتفاضل؛

• احتقار الذات والقدرات الشخصية؛
• الحقد على الفاعلين التربويين والمنظومة التربوية والتكوينية؛

• انتهاج سلوكات عدوانية ومقاومة مختلف العمليات التصحيحية والإصلاحية؛

• الانحراف والانحلال الخلقي؛

•وغير ذلك من الصفات السيئة.
III-

ولنتأمل، في الفقرة الموالية، مدى تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص التعليمية والتكوينية، من خلال معاشرة ومصاحبة التلاميذ والطلبة وتتبع الإعلانات عن مختلف المباريات، ضمن المنظومة التربوية والتكوينية:

1. ولوج المؤسسات العليا لتكوين الأطر:
• تمركز أغلب مؤسسات تكوين الأطر، عموما، بمدينتي الرباط والدار البيضاء؛

• كثرة شروط الترشيح وتنوعها، منها الميزة والمعدلات المرتفعة؛
• كثرة الوثائق المشكلة لملفات الترشيح، حيث تتطلب تنقلات ومصاريف كثيرة؛

• قصر المدة الزمنية بين الإعلان عن نتائج الاختبار الكتابي والشفوي وغيره؛

•مشاكل الإيواء والأكل بالمدن الكبيرة؛
•عدم إيفاء المنحة بمتطلبات العيش لدى الطالب؛

• إلى غير ذلك….
2. ونظرا لما تكتسيه عملية ولوج مؤسسات تكوين الأطر من أهمية بالغة على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وخصوصا الالتحاق بالأقسام االتحضيرية للمدارس العليا، على تعدد تخصصاتها، دون الانتقاص من أهمية أقسام تحضير شهادة التقني العالي وولوج المدارس الوطنية للتجارة والتسيير والمدارس الوطنية للعلوم التطبيقية وغيرها من المعاهد والمدارس العليا لتكوين الأطر، فإن ملاحظات بسيطة تؤدي إلى تسجيل اختلالات تؤثر بشكل سلبي في عملية الانتقاء الأولي، نوردها في شكل تساؤلات بحثا عن مدى تحقيق مبادئ العدالة والإنصاف وتكافؤ الفرص: هل يتم استحضار الساكنة التعليمية من حيث وسطها القروي والحضري؟ وبشكل أكثر دقة، هل تتم عملية الانتقاء الأولي بناء على نظام الحصيص حتى يتجسد مبدأ تكافؤ الفرص واقعيا وميدانيا بين المترشحين الوافدين من الوسط القروي وأولئك الوافدين من الوسط الحضري؟ وهل يتم استحضار التعليم بصنفيه: العمومي والخصوصي؟ وبشكل أدق، هل يستفيد المترشحون وفق نظام حصيص يسجد التناسبية بين الأعداد العامة وأعداد المترشحين الوافدين من التعليم بنوعيه، خصوصيا كان أو عموميا؟
IV

.على سبيل الختم:
حتى تمر عمليات الانتقاء الأولي لولوج مؤسسات تكوين الأطر في إطار من الشفافية والوضوح ويطمئن المترشحون والقائمون على الشؤون التربوية والتكوينية ويتقبلوا النتائج المترتبة عنها في جميع مؤسسات تكوين الأطر، فإنه بات من حق الجميع الاطلاع على الكيفية والطرق التي تنتهجها هذه العمليات، وحتى يوليها أطر التوجيه التربوي الأهمية اللازمة في إطار الحملات الإعلامية المنظمة لفائدة التلاميذ وأولياء أمورهم.

نهاري امبارك

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. un marocain
    28/07/2009 at 17:09

    Ce que vous dites est trés beau mais la réalité
    déçoit !!

  2. fati
    29/07/2009 at 22:25

    شكر لالمامك بهدا الموضوع ونتمنى ان تراعى الشفافية والوضوح عملية الانتقاء

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *