تعتبر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين نموذجا حيا في اللامركزية على اعتبار تفويض عدة اختصاصات مركزية الى إدارة جهوية لتبسيط المسطرة وفتح المجال أمام المبادرة الجهوية التي ومن المفروض أن تكون مطلعة على دراسات ميدانية لوضع المؤسسات التعليمية بالجهة وأولويات الإصلاح – موضوع قد أعود له لاحقا لما يحمل من خلل كبير- ولكون التدبير الجهوي يتسم بالسرعة في اتخاذ القرار والسرعة في رد الاعتبار لكل خلل أيا كان….ولكون التدبير الجهوي يمنح هذه الأكاديميات صفة مرفق عمومي يتمتع باستقلال مالي وإداري يعطيه حق اتخاذ المبادرة وحق ترتيب الحاجيات حسب الإمكانيات،وحق..وحق….
الا ن هذه الأكاديميات قيدت بمجلس إداري مركب تركيبة شكلية تتألف من ممثلين لعدة وزارات ومن ضرورة رئاسة فعلية للوزير قبل اتخاذ القرارات وللمصادقة على ميزانية الأكاديمية ،تشكيلة يشوبها خلل كبير وعمق وفير من جراء أعضاء خارج التغطية، موظفون لوزارات أخرى يحضرون عند انعقاد المجلس الإداري سنويا ،يستمعون لتقديم مجمل ملاحظات من هنا وهناك بعضها للترويج وبعضها للتمويج وقليلها ممن بنيت على دراسة معمقة للميزانية والمخطط الاستراتيجي ،بقدر ما هي عبارة عن مداخلات رمزية انفرادية لا تسمن ولا تغني من جوع .
ان المجلس الاداري سلطة تشريعية تمرر عبرها الميزانية الجهوية عبر ثلاثة لجن ،منها لجنة المالية التي تعد الميزانية وتدخل عليها الاقتراحات الضرورية . الا أن الواقع يثبت عكس ذلك من لجنة شكلية وحضور رمزي بل وإقصاء قصدي لبعض عناصر هذه اللجنة تفاديا لمضايقتهم وتجنبا لانتقاداتهم وخوفا من تصريحاتهم ومعارضتهم – وما خفي أعظم- …..

ان المجلس الاداري شكلي صوري يحضر جمع هام يناقش ما شاء وينتقد كيف شاء ،ثم ينصرفون الى حال سبيلهم تاركين الدار خارج طموحاتهم.
ان المجلس الاداري الذي ينعقد في السادس عشر من يوليوز وهو المجلس الذي من المفروض أن يصادق على الميزانية التي انطلقت منذ يناير من السنة المالية أي بعد مرور 7 أشهر من صرف على أساس 1/ 12 من الميزانية وهو استثناء أصبح قاعدة لارتباط اجتماع المجلس بحضور أحد وزيري التعليم ،حضور رمزي واجتماع شكلي ،أموال تصرف وتصريحات تعرف وقرارات لا تختلف .
– الم يكن بالإمكان انتقال كافة مديري الأكاديميات الى الوزارة بعض المصادقة الجهوية ؟وحضور اجتماع واحد .بدل تنقلات تصرف عليها ميزانيات تعليمنا في أمس الحاجة إليها؟
–كيف لمجلس مركب من ممثلي عدة وزارات يقدم لهم ملف ضخم لميزانية الأكاديمية بأيام معدود بعدد الأصابع أن يقرروا في الميزانية؟
–وهل يمكن لأحد منهم أن يقدم تصريحا مفصلا عن مكونات الميزانية؟
– وهل تمكن أي منهم من قراءة المشروع ولو مرة واحدة ؟بل ولو العناوين فقط؟
–وهل تحفظ أحدهم يوما على الميزانية ؟بل وعلى سطر من اسطرها؟
–وهل كان أي منهم يحضر الجلسات التحضيرية للميزانية؟
–ما فائدة تركيبة شكلية؟ومتى تتغير ما دام الكل يعترف بعدم جدواها؟
كفانا تمويها،وكفانا مراوغة،وكفانا أقوال بلا أفعال.

–كم تصريحات قيلت حول عدم جدية تركيبة المجلس؟
–وكم من تصريحات قيلت حول تفويض بعض الاعتمادات الى المؤسسات؟
–وكم هي الأقوال متفائلة والأفعال نائمة جامدة؟
ان المتتبع قد مل من سوء التدبير وقد كل من قلة التعمير ومن أخطاء في التقدير .صحيح هناك جهود تبذل ،وصحيح هناك أعمال تنجز،وصحيح هناك أهداف تسطر .لكن الأصح أن التعليم يزداد سوءا والمستوى تدهورا والإصلاح تأخرا،والبناء تقهقرا،نتائج تخالف التوقعات ،وبرامج تعاكس التوجهات. براعة في الإعداد وبراعة في الإمداد ،أوراق مضبوطة وقرارات غير مخطوطة . فإلى متى يظل حالنا غير سالم ومآلنا غير غانم؟؟؟؟؟
والسلام.