قد تنتهي حرية الفرد حينما تبتدئ حرية الاخر ونحن على مشارف فصل الصيف حيث تشتد الحرارة في الليل فيضطر السكان الى فتح نوافذ غرفهم على مصراعيها رغبة في التقاط هبات أنسام قليلا ما تتختل الى داخل الغرف ، وكثيرا من هؤلاء السكان من يلتجئون الى سطوح منازلهم لعلهم ينعمون بقسط من النوم قبل طلوع الفجر وشروق الشمس وكثيرا من هؤلاء شيوخا ومرضى وأطفالا ومسافرين يقضون ليلهم في كبد مع الإرهاق الذي تسببه لهم أبواق ومكبرات الصوت التي يوجهها صوبهم بعض من لايتوفرون في داخلهم على هذا الإحساس ولا يملكون في قلوبهم الرحمة ويتعلق الأمر بأولئك الذين ينصبون هذه الآليات على سطوح منازلهم من اجل الاحتفال بأعراسهم والاحتفاء بأقربائهم وأصدقائهم على حساب راحة الآخرين ثم يعززون هذا الإزعاج بأسراب من السيارات التي تجوب الأحياء بعد الهزيع الأخر من الليل مروعة إياها بأبواقها وزغاريدها وبمنبهاتها الممنوعة قانونا في مثل هذا الوقت شيء جميل ان يسهر هؤلاء الى حين بزوغ الشمس ويفرحون ويمرحون ويمارسون حرياتهم كما يشاءون ولكن مابال الآخرين ممن ذكرناهم والذين يكيلونهم وابلا من اللعنات ولا يملكون لهم سوى ألوانا من دعوات الخير ؟ كل هذه التصرفات اللاخلاقية قد تخل بالقانون المنصوص عليه ضمن الرخصة المسلمة لطالبها من اجل إقامة مراسيم الاحتفال بالأعراس والتي تمنع الإزعاج بعد منتصف الليل ولكن مادور الساهرين على راحة المواطنين وهم ليسوا في منأى عما يحس به غيرهم وجيرانهم من ازعاج فلا يحركون ساكنا من اجل إيقاف هذه الفوضى واجبار الممارسين على الالتزام بشروط الترخيص وما دور الاعلام كذلك في تحسيس هؤلاء بواجبهم في احترام الاخرين ثم مادور اامة المساجد في نهي هؤلاء عن هذه الممارسات التي غالبا ما تغطي على اذان الفجر والصبح وتشوش على المصلين كلنا مسئولون اذن فهل نكون في مستوى المسئولية ويعلم كل واحد منا ان حريته قد تنتهي حينما تبتدئ حرية الاخرين ؟