لا يخفى على أي متتبع مهزلة رئاسة الجماعات هنا وهناك ،والتناحر والتشاجر الذي صاحب تشكيل هذا المكتب أو ذاك. بساطة فكرهم ومحدودية جديتهم وتطاحنهم على عمل من المفروض أن يكون مجانيا تطوعيا خدمة لساكنة متعطشة الى ممثلين أكفاء أعزاء يفضلون التضحية بالغالي والنفيس بالوقت والصحة والأسرة ،فخورين بعملهم غير مبالين بأقوال غيرهم ،متحملين المسئولية ومتفانين في الموضوعية وحاملين لشعار الشفافية….الى ممثلين يبحثون عن الفرص للرئاسة والترؤس خارج الفراسة ،يستعملون الأموال والنفوذ والسدود والشذوذ والنبش في قضاء المآرب والنيل من الحاضر والغائب،غيرة مبتورة وشهامة مغمورة وسياسة مهجورة .
فهل لهذه الأسئلة من إجابات:
1

–ماذا فعلت جميع الهيئات السياسية التي توافدت على الجماعات المحلية؟

2-هل تمت محاسبة ما نهبه الكثير منهم ؟

3-هل حوسبوا على ثروات البلاد التي نهبوها وخيرات العباد التي سلبوها؟

4-هل يملك أي منهم مشروع عمل وخطة أمل تنطلق من واقع وتروم الحصول على تغيير دامغ؟

5-لماذا التطاحن على الرئاسة ؟أليس من المفروض أن المكتب التنفيذي للمجلس مفوض لتطبيق سياسة معينة وبرنامج عمل ممنهج وخطة مدروسة وتدبيرات محروسة ؟

6-آلا يجرم القانون كل من يعبث بالملك العام ويحاسبه على كل كبيرة وصغيرة؟

7-كيف تبرمج مشاريع وتبرم صفقات على الأوراق دون رقيب ولا حسيب؟

8-كيف لهم أن يصرحوا خلال حملاتهم ببرنامج وخلال انتدابهم يطبقون سياسة الغابة؟

9-أين هو الافتحاص الداخلي والخارجي لهذه الجماعات المحلية عموما؟

10-ألا يطبق عليهم القول المأثور  » من أين لك هذا »؟دخل بعضهم فقيرا وخرج غانما مغتنما،ودخل بعضهم محتشما فذاق البصل وبعدها العسل ثم المشوي والمحشي فامتلأ بطنه بكل ما هب ودب ،دخل بريئا وخرج متهما جريئا،دخل من الباب الرفيع مطأطأ الرأس الوضيع ثم أصبح عال الرأس مشغولا باستمرار وكثير الفرار ،يظهر للعموم مرتين كل ست سنوات ويغيب في باقي الأوقات……

قد يطول العتاب وقد يتطلب التحليل والتعليل صفحات وصفحات بل مؤلفات ومجلدات ،لكن فضائح الكثير منهم قد غطت كل المعضلات .
ممثلون صرفوا على أنفسهم وصرفت من أجلهم أموال طائلة ،وتصرفوا في مئات الملايير نحن في حاجة الى كل سنتيم منها بل والى كل مليم لما نحن فيه من محن شباب عاطل وشغل حائل ،أحياء مهمشة وطرق محفرة ،رشاوى في كل مكان وتلاعب بالمال العام ….
–قد أعتبر خارج البيان لو قلت [ان كل ما يصرف على الجماعات المحلية هدر للأموال كان بالإمكان إلغاؤها جملة وتفصيلا وتعويضها بمكاتب مسئولة تخضع لحساب دقيق وتعمل تحت التحقيق ،حساب ومحاسبة سنوية مضبوطة وخطة عمل مخطوطة .لو افترضنا نزع جميع القرارات المالية من أيديهم ،ولو افترضنا محاسبتهم في بداية انتدابهم وعند نهاية مدتهم،كم من المرشحين سيحافظ على منصبه ؟وكم من المتطوعين سيحافظ على نهجهم ،الأخيار موجودون والناهبون مقصود ون،كفانا سكوتا وكفانا نعوتا ،أدوارنا سلبية وأقوالنا نسبية،نحسن الانتقاد ونقلل من خدمة البلاد والعباد …..فالى متى نظل كذلك؟؟؟؟؟؟
والسلام.