عين على الواقع الانتخابي
ما أن تقرع طبول الحرب الانتخابية و يشتد أوارها حتى تبدأ الأحزاب السياسية في التهافت نحو السعي إلى حصد أصوات المنتخبين، متوسلة في ذلك كل أساليب » الإقناع » و « الإغراء ». و في خضم هذا التدافع الحزبي يكون طبيعيا تيه و حيرة المواطن ، و ما يزيد في دوخته تناسل البرامج الحزبية إلى درجة الاستنساخ.
إن بعض الأحزاب و هي تروم إقناع المنتخب تركب بلا حشمة و لا حياء على خطاب طوباوي تختلف أسسه و مرجعياته ، فيأتي مرصعا بأنواع من المغالطات و الترهات من قبيل النزاهة ، و صيانة المال العام ، و تقديم البرامج المنقذة للبلاد و العباد من براثن الذل و الفقر ، حينئذ لا يملك المواطن ( المستضعف ) إلا التسليم بصدق هذه البرامج أو على الأقل إيهام المرشح بذلك . وهكذا يدخل الجميع في أطوار مسرحية هزلية مبتذلة يعلم الكل تفاصيلها و نهايتها.
لقد أضحت الانتخابات شغل من لا شغل له ، و هم من لا هم له ، فافتقار بعض الأحزاب رؤية واضحة لمشروع السياسي ، وكذا منح التزكيات يمنة و يسرة دون إنعام نظر أو تبصر ، إجرام في حق الوطن و الشعب ، و تكريس للعبث ، وإجهاز على أحلام و طموحات الأجيال الصاعدة .
ليس هذا شتما للظلام ، ولا تيئسا لأبناء هذا الوطن العزيز ،بل هو عقب شمعة ينوس و لن ينطفئ لعله ينير ظلماء عقول استلذت الخمول و الاتكالية ، و يكشف غماء بيوت استوطنها الذل و الانهزامية حتى صارت طبعا » و بعض طباع المرء مكتسب ».
لنشد الأيدي جميعا ولنضرب بقبضة من حديد على كل أشكال السمسرة و التجارة الانتخابية و لنقل لكل الضمائر الحية بصوت عال: الله الله في أصواتكم و ذممكم
Aucun commentaire