نصيحة شرعية لكل من رشح نفسه للاستحقاقات الانتخابية
من أوجب الواجبات في دين الإسلام النصح لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم كما جاء ذلك في الحديث النبوي الشريف. وأولى الناس بالنصح في هذا الظرف بالذات فئة قدمت ترشيحها لخوض غمار الانتخابات. والمرشحون لخوض الانتخابات فئة ترى في نفسها القدرة على تحمل مسؤولية عرضت على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها. فطالب المسؤولية إما أن يكون كفئا لها عارفا بجسامتها مشفقا منها ، وإما أن يكون ظلوما جهولا. وأثمن نصيحة تقدم لمن طلبوا مسؤولية تمثيل الشعب هي قول الله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )) ففي هذا النهي الإلهي سوى الله عز وجل بين خيانته وخيانة رسوله وخيانة الأمانات مما يدل على خطورة الأمانات. فالمرشحون للانتخابات تعهدوا بأفواههم وبمنشوراتهم التي يوزعونها في حملتهم الانتخابية بصيانة أمانة الأمة ، فإن نقضوا عهدهم مع من استأمنهم فإنهم سيخونون أمانتهم ، وإن خانوا أمانتهم كان ذلك بمثابة خيانة لله وللرسول.
وأثمن نصيحة أيضا تقدم لمن طلبوا مسؤولية تمثيل الشعب هي قول الرسول صلى الله عليه وسلم : » ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة » فالذي يتقدم للانتخابات وفي نيته غش الأمة يكون قد باع آخرته بدنياه، لهذا على المترشحين للانتخابات أن يستحضروا ساعة موتهم ورحيلهم عن هذه الدنيا قبل خوض غمار الانتخابات. فمن مات وهو غاش للأمة فإن الله تعالى قد حرم عليه الجنة . ويا خسارة من فضل عرض الدنيا الزائل ، وامتيازات المنصب السرابية التي يحسبها الطامع فيها امتيازات حتى إذا جاءها لم يجدها شيئا ووجد الله عندها فوفاه حسابه وهو يلفظ أنفاسه ويغادر امتيازاته إلى سوء المصير .
فهل سيخطر ببال من قدموا ترشيحاتهم للانتخابات كلام الله عز وجل وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم ؟ وهل سيقبلون نصيحة من يذكرهم بها ؟ نأمل ونرجو أن يتذكروا في آخر لحظة ، وأن تنفعهم الذكرى فيصححوا نواياهم إن كان منطلقها سيئا ، ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله. اللهم قد بلغت ، الله فاشهد.
1 Comment
thnx for this conseils ……..