Home»National»الآباء …تمدرس الأبناء…واقع وآفاق….

الآباء …تمدرس الأبناء…واقع وآفاق….

0
Shares
PinterestGoogle+

سبق لي أن كتبت مقالا عنونته »تلامذتنا هائمون في واد…ورجال تعليمنا يغردون في واد آخر… » ورد على أحد المعلقين قائلا بأنني طرحت المعضلة دون أن أضع اقتراحات لحل المشكلة.حينها فكرت في أن تعقيبه يحمل الصحة وكتابتي تحتاج الى بعض الدقة.ونزولا عند رغبته ورغبة القراء الكرام الذين يتتبعون هذه الجريدة الحرة الأبية الرائدة والذين التقي بهم وأعتز بمتابعتهم وتشجيعهم واقتراحاتهم والتي تزيد كتاب هذه الجريدة مسئولية على ضرورة المزيد من البحث والتنقيب عن طروحات ايجابية وانتقادات صائبة للمساهمة في بناء تعليم رص متكامل شامل قادر على رفع العتبة وتخطي العقبة .
وعليه سأخصص ان شاء الله تعالي وان سمحت الظروف بذلك سلسلة من المقالات لأفتح بعض المجالات حول بعض الأدوار المختفية عن الأنوار والتي بدونها لن يرى تعليمنا المشرق والأضواء.انني أعتقد ووفق مفهومي المتواضع المنطلق من تجربة محدودة وكفاءة معدودة ونية محسوبة لتحديد بعض الأطراف الفاعلة والتي أهملها ويهملها واضعو جل برامج الإصلاح وهي » الآباء – التلاميذ – هيئة التدريس… » .

وسيكون منطلقي من موقع الآباء ماضيا وحاضرا ومستقبلا.ان الأب في الماضي كان أميا خلوقا متحكما في أسرته من فطرته،محترما في بيته يكن له الجميع الاحترام ويستمع له على الدوام ،لا يستطيع ابنه نقل ما حصل له من ضرب داخل الفصل لاقتناع الأب بدور المدرس وثقته في كفاءته وحسن نيته وموافق له في كل قراراته…..
ليصبح الأب منشغلا قليل التتبع رغم تعلمه ،وقليل التأثير رغم تأدبه،مهتم بالقنوات والفضائيات ومستمتع بالانترنيت والشاتات،عادت له مراهقته وغابت عنه حنكته وابتعدت عنه بصيرته وسلطته،يصدق ابنه في كل شيء رغم علمه بكذبه في جل شيء،منعزل متوتر حاضر غائب،بعيد عن المدرسة وعن المجتمع ،لا يهتم بوقت دخول الأبناء أو خروجهم ويبتعد عن همومهم،سريع الانفعال وقليل الفعال،…….
إن التحدي يفرض الوقوف على منابع الخلل ولعلها تنطلق من أسرة هشة ،ملزمة بحزم أوراقها وإعادة بنائها وجمع فتاتها ،للمضي نحو إثبات ذاتها وتربية أبنائها تربية تتطلب حسب رأيي الشخصي الذي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ،ويحتمل التعديل والتقويم من طرف القارئ الكريم للخروج باقتراحات علها تساهم في تذليل الصعوبات،ولعلي أذكر منها:

1- حضور الأب القوي داخل بيته من مجالسة لأبنائه ومذاكرة حول أحوالهم وأحواله،وتتبع لتمدرسهم وعلاقاتهم الناجح منها والفاشل ،ومعرفة صداقاتهم والنصح لهم في اختيار علاقاتهم بالإقناع والإشباع بدل المنع الذي يجعل كل ممنوع مرغوب.

2- الحضور المادي والمعنوي بمؤسسات تمدرسهم بمرافقتهم أحيانا ومفاجئتهم أخرى ،لإحساسهم بتواجد الأب وتتبعه الميداني .

3- الحضور المكثف في جمعية الآباء والتي عادة ما تجتمع بعشرة وتنتهي باثنين أو واحد في بعض الأحيان،مما يفقدها مصداقيتها وقيمتها وفاعليتها،وذلك في غياب الأب الذي يتهرب من كل شيء وينقم من كل شيء ،في وقت أصبحت الضرورة تفرض عليه مسايرة كل شيء.

4- تتبع نتائج تمدرسهم والاتصال بأساتذتهم،لمعرفة مكامن القوة ومكامن ضعفهم.

5- عقد جلسات داخل الأسرة ولو مرة أسبوعيا للتداول حول محور ما يتناوب عليه أفراد الأسرة أبا وأما وأبناء.

6- الاهتمام بالجانب الديني وأخذ المبادرة بالصلاة الجماعية وفي المسجد كل ما أمكن ذلك،وتلاوة القرءان الكريم خاصة يوم الجمعة.

7- تشجيع المتفوقين في الدراسة ببعض الجوائز التحفيزية والمتخلفين ببعض النصائح التوجيهية ووعدهم بالمثيل في حالة تحسين التقدم دون المس بكرامتهم أو مقارنتهم بغيرهم من إخوتهم.

8- ترك هامش من الاحترام داخل البيت بين الأبناء مع الآباء وفيما بينهم،للعودة الى أصل الأسرة المغربية التي كانت تتميز بالاحترام والنظام والهدوء والطمأنينة.
9- تنظيم وقت وكيفية التعامل مع الفضائيات بالتوجيه والتربية والمتابعة والضبط،المعلوميات خاصة ما يتعلق بالانترنيت بوضع الجهاز في مكان يلجه الجميع وبكل شفافية وليس في بيت أحد الأبناء أو بعيدا عن أعين الآباء ، في متناول كل أفراد الأسرة ،وتنظيم كيفية استعماله والغرض من الانتفاع به في مجال البحث العلمي والتربوي ،مع تخصيص مدة زمنية محدودة للوقت الثالث للكتابة والقراءة الحرة والبحث العام…..

إنها بضع من العمليات والأساليب التي يمكن أن تساهم في عودة الدفء الى بيوتنا وجعلها محببة لدى أبنائنا بدل تركيزنا على الإنفاق وكأن مهمتنا تقتصر في ذلك مع أن التيار لا يصل الى أبنائنا الذين أصبحوا ينظرون الى الماديات من باب الحق في غياب توعية بدورهم ودورنا ومسئوليتهم ومسئوليتنا .الكلام كثير والاقتراح وفير ،يبقى التطبيق رهين باستعدادنا ورغبتنا في تدارك الهفوات قبل فوات الفوات ،والله المعين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. ن. منصور
    30/03/2009 at 13:47

    لقد وضعت أصبعك أخي محمد المقدم على مكامن الضعف في مدرستنا من خلال مقالك القيم .الاسرة أصبحت بعيدة عن المدرسة كل البعد وتسرب اليها اليأس من خلال تصديقها لكل ما يجيئ به الابناء من اشاعات وأكاذيب سواء عن مدرسيهم أو ادارة المؤسسة. وأود أن أضيف بعض الاسباب التي ساهمت وتساهم في تدني المستوى التعليمي لابنائنا خاصة ما يتعلق بالتعليم الثانوي التأهيلي فهناك الاشاعات حول انسداد الافاق هذا الكلام الذي يجد أرضية خصبة في مجتمعنا وخا صة لدى العديد من الاسر التي ينقصها شيئ من الوعي وتثق بأطفال لا يميزون بين الخطأ والصواب.هناك أيضا مشكل الهاتف النقال الذي أصبح هؤلاء المراهقين يسيئون استعماله. الاستماع الى المسيقى والاغاني داخل الفصول في بعض الاحيان.الانشغال في ارسال الرسائل الالكترونية أو قرائتها واستعماله كذلك لاغراض أخرى كاللعب مثلا. ان اصلاح المدرسة في نظري يجب أن يبدأ بالاسرة .حث الاباء والاولياء على مراقبة الابناء وتتبع مسيرتهم الدراسية ابتداءا من ولوجهم للمدرسة الى حصولهم على شهادة البكالوريا.وأشير أخيرا الى الادارة التربوية التي يجب أن تربط الاتصال بالاباء وتبلغهم عن كل صغيرة وكبيرة عن الابناء .يمكن انشاء خلية خاصة لاستقبال الاياء من أجل تدارس الحالات الشاذة من ضعف في المستوى وغيابات متكررة وسلوكات لاتربوية .ان تعليمنا لن يرقى الى المستوى المطلوب الا بتظافر جهود الجميع .وخاصة الاسرة التي يجب عليها أن تتحمل القسط الاكبر من المسؤولية.

  2. نور
    07/04/2017 at 15:15

    بارك الله فيك موضوع يستحق النقاش لان الاباء اعتزلوا المسؤولية تجاه ابناءهم ظنا منهم ان المدرسة تتكفل بالتعليم والتربية والمراقبة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *