Home»National»تلامذتنا هائمون في واد ….ورجال تعليمنا يغردون في واد آخر…….

تلامذتنا هائمون في واد ….ورجال تعليمنا يغردون في واد آخر…….

0
Shares
PinterestGoogle+

كلما أمر قرب ثانوية ما ،وألاحظ ظاهر تعليمنا من خلال تلاميذ غير مبالين بحاضرهم ولا بمستقبلهم،يحبون اللهو واللغو والعبث والمجون والشجون،يمرحون ويفرحون ،يغنون ويرقصون ،يمارسون الكثير من الرذائل وهم غير خائفين لا على سمعتهم أو سمعة آبائهم أو على صحتهم فبالأحرى مستقبلهم،ذكور وإناث كلهم هوى وتبادل وتناغم وتشاعر،يحضرون دروسا معينة ويغيبون عن أخرى ,يتقنون فن النقل والنحل والغش الذي لا يخطر على بال ،يحملون دفترا محشيا في بطونهم وقلما مستلفا من أصدقائهم وسروالا يكاد يسقط من عليهم ،يحسنون الحديث والانتقاد ويعتبرون جيلنا من الماضي المتخلف وجيلهم من العصر المتطرف،لا يقبلون النصيحة ولا يأبهون بالفضيحة،و…..و….و…

عندما تشاهد هذه الصور ،وعندما تقرأ التقارير المحلية والدولية وما تعترف به من تدهور لنظامنا التربوي « – ونظامهم التربوي أيضا فعلى سبيل المثال قرأت أن بعض المؤسسات الأمريكية بلد الحضارة والتحضر كما يدعون ولكثرة الاعتداءات على الأساتذة سمح لبعضهم بحمل المسدسات…ولكم التعليق- » وعندما تتبع ما يجري على ساحتنا التعليمية من خلافات جانبية هنا وهناك وقذف متبادل بين هذا الطرف أو ذاك ،واتهام بالتقصير لهذا دون ذاك ،وشعور البعض بالجدية دون ذاك،وتناحر وتنافر وتطاول لأتفه الأسباب …..تصيبك الحيرة والتأمل والشعور باليأس والقنوط ،على وضع….ووضع…انني عندما فكرت في هذا المقال والله شاهد على ما أقول لم أتصور حديثا بعينه ولا موضوعا بحد ذاته ولا قصة مركزة ولا شخصا مميزا،بل لاحظت كثرت الصراعات على عمومها ،البعض منها قد لا يستحق كل هذه الضجة ،بل على الأقل هناك صراع أقوى من هذا وذاك ،انه صراع الأجيال…صراع مع الزمن ….صراع مع التخلف….صراع مع العزوف عن الدراسة….صراع مع تراجع النتائج …..صراع مع طغيان حضارة غربية هدامة ندامة تأتي على الأخضر واليابس وتدوس على كل بائس أو يائس ….إن أبناءنا خارج التغطية ،نتائجهم تتدهور،وأفكارهم تتهور،وسلوكهم يتهاوى ،يقضون جل أوقاتهم خارج تربيتنا ،منها ثمان ساعات أو أكثر اذا احتسبنا الذهاب والإياب بالمؤسسة …وبأية مؤسسة؟ وهل فعلا بالمؤسسة؟…وأي تعليم…وأية دراسة؟…وحوالي أربع ساعات مشدوهين لبرامج إعلامية جلها عربدة وتحوير للحقائق وتزوير للدقائق،تائهين وراء برامج مجونية مغرية من قنوات فضائية الكثير منها تبث كل أنواع الرذيلة وعبر الانترنيت وما أدراك ما يتسرب من هذا الجهاز الذي إن استعملته غلطا أصبحت عبدا لبرامجه وتوجيهاته الهدامة ،وثمان ساعات للنوم .وأربع ساعات كل يفصلها على فصيلته حسب هوايته من وقت التغذية والمراجعة والمرح،كل ذلك في غياب الأسرة التي أصبحت شجرة بلا أوراق،وثمرة بلا أذواق ،بعد أن جف ماؤها وقل عطاؤها واضمحل حالها وضاع مآلها.
إن المعارك التي نقودها في القيل والقال وكثرة السؤال،من المحال أن تغير الأحوال ،في ظل عجرفتنا وعدم اعترافنا بالمسؤولية وغياب المساءلة ،وشعورنا بالأنانية التي تحسنا دائما بالصواب ورجاحة الرأي وقول الحقيقة والعلم والمعرفة،مع أن أبناءنا تفوقوا علينا في كل شيء ،من ذلك تحكمهم في أجهزة الهواتف النقالة والانترنيت وتكيفهم مع المستجدات ،في وقت أصبح الأب متجاوزا داخل بيته قليل التأثير يتماشى مع المجريات أيضا مشدوه مع البرامج والمسلسلات ،قليل الكلام ،منفتح في منزله رغم أنفه ،ومستبد في قسمه على عكس أصله .

ان المعضلة كبيرة الحجم وعميقة التأثير وخطيرة في التعمير،كفانا حبا للذات ،وكفانا انتقادا للانتقاد ،الزمن يتجاوزنا والفهم عندنا يصبح ثقيلا والتعبير ركيكا والمسايرة متواضعة . مما يفرض علينا مراجعة الكثير من الأوراق ومحاسبة الذات قبل محاسبة المجهودات،فكم من عمل نقوم به معتقدين أننا على صواب وأن اختياراتنا سليمة ومبادراتنا حكيمة واقتراحاتنا عظيمة،لكن الواقع يثبت عكس افتراضاتنا من جو مشحون وصراع مطحون ومنتوج معدوم،إن المستقبل غامض والأزمة متفاقمة اقتصاديا واجتماعيا وسوسيولوجيا ،فشلانا ذريع ومردودنا فضيع ….فإلى متى نظل كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟……..
والسلام.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. mostafa benani
    18/03/2009 at 23:54

    j’ai beaucoup aimé cet article bravo monsieur lamkadam je ne sais quoi dire ni quoi faire devant ce fléau qui menace l’avenir de notre pays adieu l’enseignement adieu l’éducation

  2. مواطن غيور مثلك
    18/03/2009 at 23:54

    كان الله في عونك يا اخي لمقدم ،وهون على نفسك فالجميع متواطئ على الوضع الراهن ولا داعي للتحسر ، فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما في انفسهم.

  3. malikasidal
    18/03/2009 at 23:55

    وصف لواقع دون تقديم حلول…

  4. ABO MOHAMED
    20/03/2009 at 11:00

    LA HAOILA WA LA KOUATA ILLA BE ALLLAAAHHHIII

  5. Ahmed
    20/03/2009 at 11:01

    ان التردي الدي تعيشه المؤسسة التعليمية بالمغرب ما هو الا انعكاس أمين لتردي الأوضاع على كل المستويات:سياسيا،اقتصاديا،اجتماعيا،حضاريا،ثقافيا،تاريخيا….فلا يمكن اصلاح المدرسة دون مباشرة الاصلاحات على كل المستويات .

  6. noma volley
    20/03/2009 at 11:02

    rahna day3ine foujda abrina iqip dyal lvolley 3andna fri9a zwina wraha day3a fhad lamdina la mhamcha alah yarham fiha lwalidine dirouna iqip natmana mamasouline ynodo wyahtamou balfar9a dyal volley

  7. فريد
    23/03/2009 at 00:16

    وهل تريد أن تجرد المدرسة المغربية من واقعها الاجتماعي /السياسي/الاقتصادي/؟؟ كلا إنها جزء من كل ،وهي مجتمع مصغر بل مرآة تعكس الواقع المتردي في كل المجالات.وشتان أن تقارن بين مؤسسة الأمس واليوم ،لأنه لا مجال لذلك. لأن الوطني الغيور على أرضه ،المناهض للمعمر الغاشم،المتحلي بأسمى الأخلاق،العاشق لمهنة التربية والتدريس،وصاحب الضمير الخلقي والإنساني ، ليس له وجود في واقعنا التربوي/الاجتماعي/السياسي….البتة.إذن ما تراه اليوم من مظاهر رفضتها أنفتك ،ما هي إلا ظواهر لمجتمع شاذ عن القوانين.فلا تحزن ولا تستغرب.وكن على يقين أنك سترى العجائب والغرائب في زمن تدعي الوزارة الإصلاح والاستعجال فيه.فكم من مذكرة نسيناها ،وكم من برنامج تصحيحي ـ تقويمي مات عند عتبة الوزارة الوصية.وكما قال أحد علماء الصين: إن أي إصلاح ،إذا لم ينطلق من الأعلى نحو الأسفل فإن مآله الفشل والإفلاس لا محالة.وإلى اللقاء.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *