Home»National»مواجهة العقائد الضالة واجب شرعي

مواجهة العقائد الضالة واجب شرعي

0
Shares
PinterestGoogle+

لقد كان دأب السلف الصالح عبر القرون التي تلت البعثة النبوية الشريفة هو حراسة العقيدة الإسلامية من كل الأخطار التي تتهددها مهما كان مصدر هذه الأخطار. ومعلوم أن كل العقائد الضالة حاولت التسرب إلى العقيدة الإسلامية بطرق ملتوية بعد عجزها عن الثبات أمام حقيقة العقيدة الإسلامية التي تقوم على القرآن والسنة بمعنى تقوم على توحيد الله عز وجل الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال القرآن الكريم الذي توضحه السنة النبوية الشريفة.
ونظرا لعالمية الدين الإسلامي مما يعني استيعابه لكل الأعراق والأجناس البشرية وكل الثقافات والحضارات فإن بعض الأجناس والأعراق دخلت الإسلام بميراث عقدي وثقافي ضال سابق ولم تتمكن من التخلص منه كليا ، ولم تفلح في تصحيحه أو تطويعه أوتكييفه مع التصور الإسلامي فترتب عن ذلك نشوء العقائد الطفيلية الضالة داخل البلاد التي فتحها الإسلام ومن ثم انتقالها إلى دار الإسلام مع اتساع رقعتها باتساع انتشار الدين.
ل

لقد دخل الإسلام اليهود والنصارى والمجوس والوثنيون وغيرهم، ومنهم من قطع الصلة بماضيه العقدي الفاسد، ومنهم من لم يقطع مع ماضيه العقدي الفاسد إما عن قصد أو عن غير قصد مما ترتب عنه ظهور ظاهرة الانحراف العقدي. وأخطر انحراف هو ما كان متعمدا من أجل الإجهاز على الدين الإسلامي بطريقة ماكرة خبيثة. ولقد انحصرت مداخل هذا الانحراف في بعض الاتجاهات الضالة المنتسبة للإسلام ، منها طريق فكرة ما يسمى بالتصوف ،وهو نوع من الرهبانية المتطرفة المنحدرة من العقائد البائدة المتسربة إلى الدين الإسلامي عن طريق الداخلين فيه ممن كانوا على هذه العقائد الضالة . وقد حاولت العديد من الجهات تطويع هذه الرهبانيات لتصير مسايرة لطبيعة الدين الإسلامي من خلال مقولات مضللة من قبيل التصوف السني والبدعي والمتطرف والمعتدل وهلم جرا. والقضية برمتها معاكسة لغاية الدين الإسلامي الذي أساسه إخضاع الخلق لربهم الواحد الأحد الذي لا يعبد معه أحد، ولا يتوسط بينه وبين خلقه أحد إلا الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم من خلال ما جاء به من قرآن كريم توضحه السنة الشريفة. وما يسمى الطرق الصوفية هي محاولة تمرير أنواعا من الرهبانيات الغابرة المغلفة بالمسحة الإسلامية من أجل خلق معادلة دينية جديدة قوامها التسليم بوجود الوسطاء بين الله عز وجل وخلقه يدعون اكتساب المشروعية من رسوله صلى الله عليه وسلم عن طريق إذن وهمي يحاولون إقناع الناس بأنهم قد حصلوا عليه من رب العزة من خلال رياضة روحية مارسوها لمدد زمنية مكنتهم من بلوغ ما يريدون من مراتب وتجعلهم وسطاء بين الله عز وجل وخلقه .

ويقوم تمرير هذا الخطاب على أساس مخادعة السذج والعوام بالخوارق من الكرامات خصوصا وأن هؤلاء العوام والسذج منشغلون بالمغيب والخارق من الأمور أكثر من انشغالهم بحقيقة الدين الإسلامي الذي يهم ممارسة الحياة بكيفية معلومة وفق نموذج معين هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله . و يعمد أصحاب الطرق الرهبانية إلى تعزيز مصداقيتهم لدى الأتباع بتأويل نصوص القرآن والسنة التأويلات المغرضة التي تقنع هؤلاء الأتباع بخوض تجربة الرهبانية فيتحول الأمر إلى هلوسات ومعانات يصعب التخلص منها بفعل خطابات التخويف من مخالفة الشيوخ ، وهي خطابات مصاحبة لممارسة الرهبانية الطقوسية بأشكال تراتبية معينة لا تفسح المجال للمنخرطين بتشغيل عقولهم التي تصادر منهم قبل عزمهم خوض غمار الرهبانية . وهكذا نجح صناع الرهبانيات في منازعة الخالق سبحانه في خضوع الخلق له وحده دون سواه فصار مع الله تعالى شيوخ يأمرون وينهون ويطاعون ، وفي منازعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الوحيد المأمور بالدعوة إلى الله والتبليغ عنه لقوله تعالى : (( وداعيا إلى الله بإذنه )) أما من سواه فهو مأمور بالتأسي والإقتداء لقوله تعالى : (( لقد كان لكم في رسول الله إسوة حسنة )) ولا يمكن أن يصدق زاعم إن زعم أنه أذن له كما إذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بل الإذن العام الموجه للخلق هو التأسي برسول الله والاقتداء به لا غير مما يزعم شيوخ الطرق الرهبانية .

ومما دخل الإسلام من الضلالات فضلا عن الرهبانية الضالة في شكل ما يسمى الطرق الصوفية ، رهبانية أخرى في شكل ما يسمى التشيع ، وهو محاولة لخلق وساطة بين الخالق سبحانه والمخلوقات توازي وساطة شيوخ الطرق ، وهي وساطة ما يسمى الإمامة، إذ يزعم منظرو التشيع أن النبوة قد ورثت مع أن الله عز وجل حسم أمرها فجعلها نبوة ورسالة لا تورث ذلك أن الوارث يملك حق التصرف فيما ورث ، ولا يؤمن أحد ممن يرث بأنه لن يغير من الموروث شيئا. ومنظرو التشيع يزعمون أن آل بيت رسول الله قد ورثوا الأمر من بعده ، وأنه من حقهم التصرف في الموروث مما جعلهم يضفون القداسة على الوارثين بما في ذلك العصمة المرتبطة لزوما وتحديدا بالنبوة والرسالة إذ لو جازت العصمة في غير الأنبياء والرسل لما كانت هناك حاجة للرسالات التي وجدت أصلا لتوجيه الناس ممن لا عصمة لهم ، وأصحاب العصمة لا حاجة لهم بالدين لأنهم لا يخطئون .
وكما يعمد أصحاب الطرق الرهبانية لتخويف الناس من مخالفة الشيوخ العارفين بالله دون سواهم من الخلق مع أن الله عرف نفسه لخلقه بالقرآن الكريم بشكل كاف لا يحتاج معه الناس إلى معرفة أكثر كما يزعم الزاعمون كذلك يهمد منظرو التشيع إلى تخويف الناس من مغبة إنكار الإمامة واعتبار من ينكرها مبغضا لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وخارجا من الدين . وعن طريق حيل التخويف نجح أصحاب الطرق وأصحاب التشيع في التغلغل في صفوف السذج والعوام واتخذوهم مطايا لتحقيق المآرب الدنيوية بكل أشكالها.

والواجب الشرعي يقتضي أن تحارب العقائد الفاسد من خلال رد الناس إلى الكتاب والسنة دون وسائط أخرى، ومن خلال فضح من يحاولون لبس القداسة لتضليل الناس واستغلالهم.
ومن الناس من تستهويه هذه العقائد الفاسدة لأسباب واهية فيحاول الترويج لها. فظاهرة التشيع بدأت تنتشر حيث العقيدة السمحة الصحيحة بسبب قضية الشرق الأوسط حيث تقاعست الأنظمة العربية والإسلامية عن تحرير الأراضي المحتلة فهيأ ذلك الفرصة السانحة لبعض أصحاب العقائد الضالة لاستغلال القضية وركوبها من أجل شرعنة هذه العقائد . فالأمة تتعاطف مع كل من يناهض عدوها الغاصب لأرضها لهذا تعاطفت مع أصحاب العقائد الفاسدة لما واجهوا العدو ، ولكن البعض لم يقف عند حد التعاطف بل انخرط في العقائد الفاسدة وشأنهم شأن من يتعامل مع المحرمات من خمر وميسر باعتبار منافعها ضاربا عرض الحائط إثمها. فالتعاطف مع عقيدة فاسدة لأنها واجهت العدو الأول شيء ، واتباعها شيء آخر. لقد تعاطف شافيز الفنزويلي الملحد مع القضية الفلسطينية قضية الأمة فهل يلزم ذلك أن تغير الأمة عقيدتها لتصير كعقيدة شافيز ؟؟
إن محاربة العقائد الفاسدة بكل الطرق الممكنة واجب شرعي على من انتدبته الأمة لحراسة عقيدتها فلا يحق لأحد أن يروج للعقائد الفاسدة على اختلاف أنواعها في بلاد الإسلام حيث العقيدة السمحة الصحيحة التي تلتزم الكتاب والسنة دون سواهما ، ودون تأويلات مغرضة ، وتنبذ الوسائط بين الخالق والمخلوقات بكل أشكالها .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *