Home»National»هوس بعض الصحف الوطنية والمحلية بمواضيع الجنس والجريمة

هوس بعض الصحف الوطنية والمحلية بمواضيع الجنس والجريمة

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يكاد المرء يتصفح صفحات بعض الجرائد الوطنية والمحلية حتى تزكمه رائحة مواضيع الجرائم الأخلاقية وتحديدا المتعلقة بالجنس وبالمخدرات واللصوصية . وقد يتخلص من بعض الجرائد قبل الدخول إلى بيته تأففا مما تتضمنه هذه الجرائد من طرح سوقي مبتذل وفج لمواضيع الجنس والجريمة.
ويخيل لمن يطلع على هذه الصحف أن المغرب لا يوجد فيه أخيار و لا فضلاء ولا علماء ولا مربون…. ولا توجد فيه أخلاق ولا قيم وإنما هو بلد يعج بالجريمة والفساد الخلقي. ولا أظن أن أصحاب هذه الصحف يخطر ببالهم أو يمر بأذهانهم أنهم يقومون بالدعاية المجانية الرخيصة لفئة المنحطين أخلاقيا حيث يصيرونهم أبطالا ، وتصير أخبارهم التافهة أحاديث تتناقلها الصحف وكأنها أمور ذات شأن .ولا نقرأ في هذه الصحف أخبارا تعكس واقع الناس الأسوياء بل أخبار الشواذ والمرضى النفسانيين . ولا تحتفل هذه الصحف بالمكرمات وإنما تقتصر على سرد الرذائل . فإذا أنكر منكر علي أصحابها ذلك تذرعوا بذرائع واهية من قبيل ذريعة المساهمة في فضح الانحرافات من أجل التصحيح. والرد علي هذه الذريعة المتهافتة ألا تخشون أن تكون النتيجة عكس ما تعتقدون حيث تعتبر كتاباتكم عن الجرائم عبارة عن تطبيع معها وتشجيع عليها ؟ ولماذا لا تنطبق قاعدتكم هذه على المكرمات بحيث يكون نشرها في الناس تشجيعا عليها ؟؟

إن الجهة الشرقية مثلا تعرف من التظاهرات العلمية الشيء الكثير حيث تناقش الرسائل الجامعية، وتلقى المحاضرات في أسلاك التعليم العالي بالكليات على اختلاف تخصصاتها ولا نقرأ في الصحف المحلية مقالات تغطي هذه الأنشطة باستثناء حالات نادرة. وتقدم خطب منبرية ودروس للوعظ لا تكلف الصحف نفسها عناء تقديم ملخصات عنها. ويقوم المحسنون ببناء المساجد ، والمدارس القرآنية ، والمؤسسات الخيرية ،والمرافق المحققة للصالح العام ، وكفالة الأيتام في الجهة وخارجها وحتى خارج الوطن كما هو حال البعض مع يتامى غزة هاشم المنكوبة ، وكفالة العجزة ، وتطبيب المرضى بمساعدة أطباء من ذوي الشهامة ، والعناية بالأسرى وأسرهم ، ولا نقرأ شيئا عن ذلك في الصحف المحلية بل قد نقرأ التجريح في حق بعض الأخيار ممن يسهرون على تقديم العون والخدمة لفئات المجتمع المدني المحرومة ، والتشكيك في نواياهم ، والتوجس من مشاريعهم سواء كانت علمية أم خيرية.

ومقابل تجاهل الأعمال الفاضلة الرائدة التي تعيد الثقة للنفوس المحبطة نجد صحفنا (الغراء ) تتحفنا ببطولات زنا المحارم والاغتصاب بكل أشكاله وبنات وأبناء الهوى ، والشذوذ الجنسي ، والسطو والسرقات والمخدرات مرفقة مقالاتها بصور أبطالها من المومسات والشواذ والمجرمين وقد غطت أعينهم الأشرطة السوداء صيانة لحرمتهم جريا على دأب الصحف الغربية بعد استباحة أعراضهم والتشهير بفضائحهم ، وكأن التزام الأشرطة السوداء فوق العيون هو منتهى صيانة الأعراض في الأخلاقيات الصحفية. ولا أظن أن أحدا مما يكتب عن الفضائح الأخلاقية يعرف شيئا عن رأي المشرع الحكيم في التشهير. فعندما نقرأ على البعض قوله تعالى : (( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين )) تقوم دنياهم ولا تقعد وتعتبر شهادة طائفة من المؤمنين عذاب الزناة مساسا بكرامتهم ، علما بأن بعض علماء الإسلام قالوا شهادة الطائفة المؤمنة ليس للفضيحة وإنما ذلك للدعاء لهما بالتوبة والرحمة ، ولكن عندما تجعلهم الصحافة عرضة للتشهير ، ومواضيع تنذر واستهزاء ، ومواضيع ارتزاق لتسويق الصحف لا يعتبر ذلك مساسا بكرامتهم بل هو فعل حضاري يجعل صحافتنا تواكب الركب الحضاري العالمي بمنتوج إعلامي لا يتجاوز الحديث عما بين الفخذين .

فالله تعالى قال بشهادة طائفة من المؤمنين ولم يقل بشهادة كل المؤمنين كما تفعل الصحف. و طائفة من المؤمنين هي عند بعض الفقهاء بعدد الشهداء أي أربعة رجال مما يجعل التشهير على طريقة الصحف غير وارد في تفسير هذه الآية. وحسب منطق الصحافة عندنا لا محل من الإعراب لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :  » من ستر مسلما ستر الله عليه  » ولربما كان الستر على من ابتلي أعون له على توبة نصوح من تشهير يفضي به إلى اليأس فيضع حدا لحياته أو يغوص في الرذيلة من أخمص قدمه إلى قنة رأسه بعد التشهير به . والمؤسف أنه قد يكون المشهر بغيره لا يختلف عمن شهر به في الجرم ولكنه يتلذذ بالتعريض بعيب غيره الذي هو عيبه أيضا.
ولأمر ما قال المتنبي :

وتكبر في عين الصغير صغارها // وتصغر في عين العظيم العظائم .

إن الصحافة التي تحترم القيم الإعلامية الحقة تجعل همها وغايتها عظائم الأمور ، وخير الأمور ، وخيار الناس ، أما الصحافة السوقية الرصيفية كما يصطلح عليها فهي تهتم بصغار الأمور ، وشر الأمور ، وشرار الناس وسفلتهم بالتشهير الذي يستهدف في الحقيقة التطبيع مع الرذائل تحت غطاء العمل الإعلامي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عبدو
    04/03/2009 at 23:16

    العيب يا أخي محمد في السلطة التي رخصت لمثل هذه الصحف المحلية السخيفة ، ولعل الفاطن يدرك بيسر انتماء أقلامها لجهاز أمني أو استعلاماتي….والأمور واضحة وضوح الشمس.وأؤيدك في طرحك وأزيد: لماذا لا تتناول هذه الصحف المشبوهة قضايا الناس مثل : الفقر ، السكن العشوائي ، البطالة ،الانقطاع عن الدراسة،محاسن ومساوئ التمدرس المختلط ،الطلاق:أسبابه وطرق علاجه، أضرار التدخين والمهلوسات ،الإدمان على قاعات الإنترنيت وأثره السلبي على نتائج الدراسة،التضحر ،فوائد الرياضة على العقل والجسم،العلاقة بين الجيران اليوم وحكم الشرع الإسلامي فيها…. والمواضيع الجادة والهامة كثيرة ، إلا أن الصحف ـ أغلبها ـ بعيدة كل البعد عن الجد ، ومنساقة وراء الزائف الباطل الذي لا يجني منه المجتمع الشرقي إلا المزيد من الانحراف والشر.وقديما قال أحد الصينيين : [ أعطوني صحافة شريفة أعطيكم شعبا عظيما ]

  2. أحمد
    04/03/2009 at 23:16

    المسألة تجارية …. الصحف لا تنشر إلا الأخبار التي تلقى إقبالا لدى الجمهور ا!! ؟

  3. baho
    06/03/2009 at 14:35

    merci gracias

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *