Home»National»شخصية أَمْ سَنَة .. أحلاهما مُرّ

شخصية أَمْ سَنَة .. أحلاهما مُرّ

0
Shares
PinterestGoogle+

ونحن على بعد أيام قلائل من نهاية السنة التاسعة المحسوبة على الألفية الثالثة، تطِلّ علينا عدّة منابر إعلامية بمقترحات واستمارات تصويت لترشيح شخصية أو شخصيات السنة، فتجد فوبيا المقترحات والفتاوى في تزايد مستمرّ، « شِي باغِي حْمُّو.. وْشِي كَيْرْشْحْ وْلْدْ عْمُّو »، فتمتدّ المناقشات أو ما يشبهها من مقرات الإعلام إلى أفراد الأسرة، مرورا بالإدارات والأسواق والحانات والمقاهي والحمامات والساحات العامّة « وْحْتى الْحْبْسْ ». وهُوَ مَا يجعل الجميع ـ من مصوّتين ومُصوّت عليهم ـ يقفون أمام نوافذ الرصد وقوف التلاميذ أمَام سبورة النتائج، كلّ يبحث عن رقمه بين الفالحين، فالكلّ مُرشح ليكون شخصية السنة.

    « آجِيوْ نْتْصَارْحُو بِينَاتْنَا.. »، هل فعلا مَرَّت سنة؟ وَمَا دليلنا الإيجابيّ القاطع على مرورٍ فعلي لهذه السَّنة؟ وهَل مَرّت في منحى عقارب الساعة أم عكسها؟ وإذا كانت قد مَرَّت فعلا.. ما الذي يجعلنا نجزم أنها تستحق شخصيةً بَصَمَتها؟ وهل من شخصية ترضى أن تكون قد بصمت « عْوِيْمْ » عرَف من النكسات أكثر مِمَّا عرفته جيوب مواطني هذا الوطن من ترقيع ورؤوسُهُمْ من « تْْبْرْقِيعْ » ؟

    من يرضى أن يكون شخصية سنة بأرض تظاهر سكانها ضدّ زيادة أسعار الدقيق والزيت والماء والكهرباء والمحروقات.. ببلد مازال يملك مكتبا وطنيا للشاي والسكّر؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة في وطن يتراجع كلّ يوم في مؤشرات النماء ليستقرّ خلف دول متثاقلة التقدّم بالفطرة؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة بوطن أعلن عاهله سقم القضاء فيه رفقة التعليم والرياضة؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة بمغرب تحولت أرصفته إلى معرض للعاهات الجسدية والتدبيرية؟ من يرضى أن يكون شخصية سنة في وطن تحولت وسائل إعلامه إلى « فِيتْرِينَاتْ » للعهر والتنابز والسبّ والشتم؟ أيرضى أحد أن يكون شخصية سنة في بلد قد يودي فيه « تْصْوِيرْ طْرْفْ دْيَالْ الخُبْزْ » إلى فقدان الحياة؟ أيرضى أحد أن يكون شخصية سنة في وطن مَا زالت به ثغور احتلال يقدم العسكر الأجنبيّ المتواجد بها على إطلاق الرصاص على العابرين ظُلماً؟ « عْيِيتْ بالتْسْوَالْ.. وْمَا يْرْضَى بْهَادْ شِّي غِيرْ قْلِيلْ النّْفْسْ.. »، مَعَ كَامِل الاحترام.. للنفس طبعاً.

    ولكي نوفي كلّ ذي حقٍّ حقَّه، لا بأس بأن نعترف بأنّ « لْعْمْشْ فْوْسْطْ لْعْمْيَان.. كَيْشُوفْ »، فنجد أنفسنا أمَام صورنا التي تعكسها المرايا كمَعطوبين مَحمُولين عَلى أكتاف عُمْيان، فَيُمْكِن أن تكون شخصية السنة لمن صلصلت حنجرته بالصراخ « حِيتْ مْزُوْل لْحْلاقْمْ »، أو لمن ظهر بين صفوف الناس أكثر من غيره بسبب أو بدونه « حِيتْ عْنْدُو السْنْطِيحَة »، أو لِمن لم يفعل شيئا سوى تَنفيذ مُتطلبات عَمَله، أو لِمن كَان « صْيَّادْ النْعامْ » وفي الأخير « لْقَاهَا »، أوْ لِكَبْش عيد عاث في الغالبية الساحقة نطحا وَ « تْبْعْبِيعاً ».. وجعلها حافية عارية تنتظر نتائج إعلانات شخصيات السنة بـ « هَيْدُورَة » قزمة.

    كيفما كانت النتائج، وحيثما مالت الأصوات درايةً أو جهلا أو دِعايةُ، فنحن نتمنى دوماً أن ننال ـ يوماً مَا ـ أحسن سنة عِوَضَ أحسن شخصية بَصَمَتْهَا، بَعيدا عن الترويج والدعم وألفاظ التحبيب والتنفير، وأورد هُنا تشبيهاً للمطلب مَا تناقلته الأسماع والألسن من أنّ « جُوجْ دْيالْ الْخْلْقْ » كانا يسيران في طريقهما، فدعا أحدُهُمَا بالخَيْرِ، فيمَا لَم يجد الثاني غير جُملة « الله يْجِيبْ مَا فِيهْ الْخِيرْ » ليبوح بها، فوَجَدا حقيبةً مليئةً مالاً، فمَا كان مِن العَدْلِ إلاَّ منحُ المال لمن طلب الخير، ووهب الحقيبة لمن طَلبَ « لِّي فِيهَا الْخِيرْ ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. مراد الزكراوي
    11/12/2008 at 00:47

    يا أخي أنت تنفي مجهود الجميع.فلولا شخص السنة لتوفي المغرب.تأكد يا أخي أن هناك فئة من المواطنين الشرفاء النزيهين.الذين لولاهم لما كتبت بهذه الطريقة في هذا الموقع.أتمنى أن تجتهد أكثر كي تجد نفسك من بين المرشحين السنة المقبلة انشاء الله

  2. hki ou zid hki
    11/12/2008 at 00:48

    iwa zineandak had chi a khouya tarik,athifna bima jaadate bihi karihatouk

  3. hakim
    12/12/2008 at 01:12

    merci tarik .le develloppement de notre societee est base sur l effort de tout le monde. impossible dans ce cas de dire q un seule merite d etre le start de l annee .on applique ca au sport individuelle seulement.merci

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *