Home»International»متى نصنع من الطين طيورا؟

متى نصنع من الطين طيورا؟

3
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح

المفروض في القنوات التلفزية،الخاصة والرسمية، أن تشتغل في إطار استراتيجية تنموية متكاملة،آنية وتوقعية؛اعتبارا لدينامية التحول السريعة.

والمفروض فيها، ايضا، ان تكون محايدة سياسيا ،دون أن يعني هذا الابتعاد عن السياسة؛بما هي مدرسة للتشبع بقيم الديموقراطية.

الحياد هنا يعني الانخراط الإيجابي في تحقيق التوازن ،وتكافؤ الفرص بين التيارات السياسية الحية كلها؛واعتبار النظام الحاكم مجرد منتوج ديموقراطي انتخابي، يقرر في في إطالة امده، او تغييره ،المواطنون؛من خلال الفعل الانتخابي، بكامل الحرية.

الى جانب هذا الاشتغال السياسي ،المتوازن والتكويني، للإنتاج التلفزي، تحضر ،طبعا، اشتغالات اخرى، علمية ،اقتصادية،فنية،ادبية،فلسفية، رياضية..،وكل ما له علاقة بالتنمية الشاملة ؛ على أن يظل هاجس الحياد السياسي،كما بينته،حاضر ا في كل هذا .

من هذا الحياد يولد المواطن المتين التكوين،ذو الارادة

الحرة.

هذا المواطن هو عماد الديموقراطية الحق؛اما اشباهه ،من اي جهة اعوجوا،فلن ينتجوا سوى أشباه الديموقراطية.

رسوخ الديموقراطية، ورسوخ الدينامية التنموية، وجهان لعملة واحدة.

اتتبع أغلب القنوات العربية ،وبعض القنوات الإسبانية والإنجليزية ؛ويكاد لا يفارقني الهوس المقارناتي، على ضوء قناعاتي التي حددت بها تصوري للمنتوج التلفزيوني ؛وهو طبعا بدور اساسي ضمن الاستراتيجية

التنموية،كما اسلفت،إلى جانب اذرعها الأخرى.

عدت من مقارناتي، في بحر الإعلام التلفزي، إلى الميناء؛حيث علي أن افرغ حمولتي من فواكه البحر.

ماذا وجدت في الحاويات؟

مجرد أخطبوط كبير ،يمد اذرعه ومجساته الي ،ليكمل وجبته ؛وكأنه يقول لي:

هذا جزاء من يغادر شواطئ الشمس ،ولذة الاسترخاء الدافى، ليغامر بالغوص في أعالي البحار.

تفلتت بصعوبة،وبين لهاث ولهاث احكي لكم :

قنواتنا العربية تشتغل في اتجاهين فقط ؛لا يمكن اعتبارهما تنمويين، الا بقدر مابين الوضوء والتيمم من تشابه .

الاتجاه الاول:

اتجاه تقديس النهج الحاكم ،حتى ليخال المرء أنه

الأحمق الوحيد، ضمن العقلاء، إذا شك في هذه القدسية،او حاول فهمها فقط.

نعم التيارات السياسية الأخرى،غير الحاكمة،موجودة؛لكنها اما لاعبة في ملعب القدسية هذا،او ملعوب بها.

لادعم لها ،ضمن الإنتاج التلفزي، الا مناسباتيا، من باب

الهزل، وليس الجد.

الاتجاه الثاني:

اتجاه ديني صرف،وكأنها قنوات تركها الانبياء خلفهم لاستكمال نواقص رسالاتهم.

وكان الكفر والايمان جامدين ،لن يقع فيهما اي تحول ولو بعد ملايين السنين.

كل القنوات ،بكيفية صريحة،او ضمنية،لا زالت وستظل بفتوة وعظية كاملة،حتى ولو تجاوز الناس الانبياء في

قربهم  ،علما،من الله عز وجل:

انما يخشى الله من عباده العلماء.

وكان العلم ما تقدم ليفهم المؤمنون ،في الكون، أكثر من فهم الانبياء.

كل الملل والنحل سواء ،في تقمص دور الانبياء،وليس العلماء. على مدار الساعة،وحيثما وليت ،ب »التليكوموند « .

تصوروا معي أن يرد الاتباع على نبيهم ،فيجدهم على نسخة من جايلوه:اعرابا، اشد كفرا ونفاقا..

الن يسالهم:مالكم، الم يظهر فيكم عالم يعلمكم؟

الم اترككم على المحجة البيضاء؟

الم اقل لكم:اطلبوا العلم ولو في الصين؟

انظروا إلى اتباع ماو تسي تونغ، وماهو بمرسل،ماذا حققوا.

ولموسى وعيسى مثل هذا اللوم،وان كان من وزن الريشة،لما تحقق من انفتاح للتابعين،على العلوم، بكل جذورها واغصانها وثمارها.

ستظل قنواتنا تطحن ،بنفس الرحى، كل الحبوب ،لكننا لا نرى منها غير طحين الدين،وتقديس الحكام .

يا قوم لقد تدينا، مسلمين ومسيحيين،القرون بقرونها ،حتى فاق جاهلنا عالم القرون الغابرة.

رجاء افتونا في امر العلم،وفي تخلفنا،وفي غنانا العربي الفاحش،الذي لم يرب عضلات قوية.

افتونا في امر غياب المشروع الحضاري، لماذا حرمنا من النظر الى السماء،متتبعين،المركبة الفضائية العربية،فقط ،حتى لا احلم بالمحطة.

لماذا تلحون ،وتعاودون، على تتبع حركة الملائكة فقط.

هي نورانية،ونحن من طين.

علمونا ،فقط،كيف نصنع من طيننا طيورا تطير.

وان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ويشهد النبي أن أول كلمة سمعها هي :اقرأ.

بمعنى ابحث،تعلم،سافر لتعلم،استقرى، استبطن.

وما شئتم من اخوات وجارات وخالات العلم.

.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *