أسكاس أمباركي جدّي إنو.
أسكاس أمباركي جدّي إِنو.
ـ أمباركي؟
نعم أمباركي. كما سمعتُ و تسمع. لا أنت و لا أبي و لا احدا من أحبابي بأجزناية المنسية كان يعرف معنى » أمباركي ». إن كان لا يعرفها أحد هناك. فكيف يدّعون أنّهم أمازيغ؟
ربما كانت للريف أمازيغته الخاصة. إن كان الأمر كذلك فما المانع من اعتماد تقويم خاص به و ترسيم عيد يليق بمقام الرّيف العنيد؟
جرّٓبوا التقويم الذي يؤرخ لميلاد و جرّٓبنا الذي يؤرخ للفرار من الجور و التخلي عن كل شيء من أجل العقيدة و ها هم يجربون تقويما يؤرخ لمعركة. ربما وصل يوما صدى تقدمنا الٱفاق و تحقق ببركة شيشناق ما لم يتحقق في شينكن بسبب كثرة الألسن و اختلاف الأعراق.
رحلتٓ جدّي دون أن ترى رايةٌ بألوان بحرِ « بِيّا » و أفْزازْ و مايْرامان، راية يتوسّطها هيكل ضّبّ بلون بنعمان اختير نكاية في العُربان.
أسكاس أماينو جدّي إِنو . حتى هذه لن تفهم قطعا ذيلها رغم كونك أمازيغا . لو كنت حيّا بيننا لنصحوك بالإرتباط بداهية أو نوميديا بدل ميمونة. رحمك الله جدتي.
لو بقيت حيّا بيننا لأصابك الذهول و ربما الإغماء من كثرة اللّغٓط حول الأسماء. لو عشت بيننا لكان لك رُبّما رأي ٱخر حول تسمية ابنيك الوحيدين محمد و عمرو؟ ربما اتهمك أحدهم بسوء الإختيار و بالتنكر للجذور بتفضيل أسماء الأغيار: هي أسماء مشرقية جاء بها الغزاة من شبه الجزيرة العربية.
لو كنت حيّا بيننا لشهدتٓ تبدلا في المواقف و الٱراء. في سباق الباء و الراء يتحدد الأصدقاء و الأعداء. العربي عدوّا صار و العبري أضحى مُرحّبا به بٓل مِن أهل الدّار.
أتعرفُ يا جدّي أن المسبحة، التي أحببتها و قضيت جُلّ أوقاتك تلاطف حُبيباتها بالتسبيح و التحميد و التكبير ثم تُزين بها صدرك في الأخير، قد صارت مستهجنة تثير حفيظة بعض الصّفوة اكثر مما تثيره القلنسوة.؟
أسكاس أمباركي. كيف لا يكون أمباركي و قد صار السّفر من أجدير إلى أسوير يأخذ منّا نصف ساعة أو أقل بعد أن كنّا نقطع المسافة في أربع ساعات على ظهرِ بٓغل.
ْو لن أحدثك عن مستوى التقدم و عن تحسن أحوال الناس في ادساس ْو تِغزة و تيداس. إنها بركات أسكاس.
أسݣاس أمباركي جدّي.كيف لا و الطّريق معبّدة عبر ذيزي نيجذي إلى المرس و إفلوقن و ذيات أوفزاز و تصل حتى أزرو نزوظا مرورا بالرمّانة.
أسگاس أمباركي جٓدّي الحنون..كيف لا و المنطقة تعرف التفاتة رسمية و انطلاق قطار التنمية. الطرق كلها صارت معبّدة و قد جرى تجديد المدرسة الوحيدة.
لا معطّٓل و لا عاطل في البلدة… من لم تُعجبه الوظيفة امتهن حرفة و من لم يشتغل بالفلاحة وجد مكانا له في السيّاحة. لقد جرى الإهتمام بالأماكن السياحية من أزرو نظامزا إلى إيفري نبوحنون مرورا بذِسشرا.
أسكاس أماينو ا جدّي إنو. لو كنت حيّا بيننا لرأيت عدد التعاونيات التي تجمع رجال و نساء المدشر..فهذه لتثمين اللوز و هذه لتربية النحل وتلك لتسويق زيوت مايرامان و فليو و الزعتر.
أسكاس أمباركي جدّي موحند. كل بيوت الشهداء و المقاومين صارت مزارات و على كل مواقع المعارك بنيت نصب تذكارية تؤرخ للمقاومة و للفترة الإستعمارية. كما تم إدراج إسمٓي الشهيد أحمد بن تهرسات و المجاهد عمر بن حمادي في كتاب التاريخ للثالثة إعدادي.
إعلم جدّي رحمك الله أنّ كل شيء صار على ما يرام ولم يكن ينقصنا سوى ترسيم تقويم قديم و إضافة عيد جديد في أول العام.
Aucun commentaire