Home»Correspondants»بين الفناء والبقاء الأمل صقيع السماء

بين الفناء والبقاء الأمل صقيع السماء

0
Shares
PinterestGoogle+

فاس في: 11/01/2025

بين الفناء والبقاء الأمل صقيع السماء

إلى

« حور العين في بلاد الجهل والاكتئاب »

عبد العزيز قريش

 (1)

أيها المتطرف، كسرت أجنحة روحي، وأشعلت نيران أملي،

نزعت روحي من دفء الأرض إلى صقيع السماء،

تركتني عاري الجسد بين الفناء والبقاء،

أكتب حكاية سفري من كل الأسفار،

لأعودكسر حياة لا يَفنى، في عمق المكان والزمان،

يمسح عن الإنسان كل المأساة،

كل العذابات، والآلام،

عن الهلال والصليب،

في الطرقات والمنازل والأسر،

عن فتات خبز، ورغيف يذوب في الحزن،

فوق المدافع والقنابل.

 (2)

أحمل سطلا يفيض دما، ليروي أرضي ماء،

لأبلسم جروح الزمان بقطرات الأمل،

وفيض النقط،

أبرد نيران الهواء بنسائم الأمل،

وأطفئ الشمس من براكين السماء، لأغرق الأزقة والدروب في ظلالها،

وأطفئ شهب الحرب والقتال،

لتنثر روحي بين سنابل القمح وزنابق الحقول،

تبحث عن السلام بين الأشلاء والأصوات،

في وطني،

في الأحلام،

في المقل،

فتسبح روحي في سديم الكون،

بين نقاء الصفاء، وجلجلة الحياة.

(3)

أحمل قنديلا، وزيتا لا ينضب، ونارا تُضيء عتمة الدرب،

لا أحرق إلا أوهام النياشين والرتب،

أكشف وجوه الزيف في دروع الحرب، وأقنعة أبطال الأفلام،

وألقاب الثوار، الغائبة عن مقام الأحرار،

ولهيب البنادق والأقوال،

في بلاد الغليان،

من سجدت للأفكار، اعتقادا وامتدادا للأمراء،

والشيوخ والفقهاء،

يا وطني؛ أنا الفارس الوحيد، القادم من الثوار،

أمسح خدوش أرواح القتلى بدموع النور،

أفتح الآفاق في أعماق الظلمات، حيث تصارع الأنوار الظلال،

وتبيد أرواح الأشرار بريح الحقول، وكؤوس الأمل، وأنهار الوطن،

وألحان السماء.

(4)

يا وطني؛ فيك أدفن كل جراحي،

كل الدموع والأطراف،

فتنبت من دمائي سنابل حياة،

يقطفها طفل من عروقي، يزرع ضحكة أمل في رماد الركام،

وتربة المجهول،

ويغني سنفونية الأزل، لا للموت، بل للحياة، حيث ينبض الأمل في قلب الظلام،

ويبقى أمل الطفل، صقيع السماء، يطفو بين الفناء والبقاء،

يحكي حكاية الثوار.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *