منير الحردول

يبدو أن مدونة الأسرة الجديدة أصابت الجميع بالهلع الغريب!
الكل بدأ يعبر عن هواجس وتخوفات قد تكون في بعض الأحيان منطقية..الإشكاليات الذي تؤرقني في الموضوع تجعلني أتوقع مظاهر كثيرة ستبدأ في الظهور والبروز بقوة وعلانية..العزوف عن الزواج..ارتفاع طلبات الطلاق لأسباب قد تكون تافهة..الرغبة في التخلص من قيود الزوجية والبحث عن ملذات الحرية..التمرد على تقاليد كثيرة..المهم الفردانية بدأت تزحف على المجتمع..وأنانية المصالح أضحت على ما يبدو ملهمة لجميع الأفكار والميولات والبرامج ومناهج الحياة..المهم تطبيق المدونة سيحدد الأفق ويظهر النتائج، ومن تم ربما في المستقبل القريب يعاد النظر في المدونة من جديد..فتلك هي الحياة..
هذا من زاوية، أما من خلال منعرجات كثيرة أخرى، فردود الفعل المختلفة، على التعديلات التي تم التوافق عليها في مدونة الأسرة، يظهر أن الثقافة السائدة تميل رويدا رويدا صوب انعدام الثقة في العلاقات الزوجية عند البعض، مع ظواهر بدأت تزحف على المجتمع من قبيل الغدر وصداع محموم حول الماديات والاستعداد للانفصال في المستقبل والمتوقع بعد الزواج. أعتقد أن نتائج الإحصاء الأخير حول الخصوبة تظهر أن البنيتين الثقافية والفكرية بدأتا تميلان للجنون صوب الفردانية وكفى. فظاهرة العزوف عن الزواج والرغبة المتزايدة عند البعض في الطلاق والهروب من المسؤولية ستخلف لامحالة كوارث مختلفة مستقبلا. لا ندري هل للسياسة البعد الاستشرافي للنتائج المرتقبة وانعكاساتها على هذا التحول العقيم!