تنويه برأي الأستاذة المحامية سليمة فرجي مع استدراك يؤيد ويدعم رأيها الوجيه
تنويه برأي الأستاذة المحامية سليمة فرجي مع استدراك يؤيد ويدعم رأيها الوجيه
محمد شركي
نشر موقع وجدة سيتي مقالا للأستاذة المحامية سليمة فرجي أبدت فيه رأيها بخصوص موضوع استثناء بيت الزوجية من التركة بعد هلاك الزوج ، وكان رأيها وجيها باعتبار تخصصها القانوني حيث أيدت فكرة حماية الزوجة وأبنائها من الضياع بعد وفاة زوجها من خلال تأمين إقامتها مع أبنائها اليتامى ببيت الزوجية ، لكنها لفتت أنظار من قرروا استثناء بيت الزوجية من الإرث إلى احتمال وجود أبناء للزوج المتوفى من زوجة سابقة سواء كانت مطلقة أو توفيت وهي في عنقه ، وفي هذه الحالة سيحرم هؤلاء الأبناء من أنصبتهم من تركة أبيهم ، ولا يختلف هنا الخوف على الزوجة التي مات عنها زوجها وعلى أبنائها من الضياع عن الخوف من ضياع أبناء الزوجة السابقة عليها .
وبهذا وضعت الأستاذة المحامية الأصبع على خلل أو عيب في قرار استثناء بيت الزوجية من الإرث ، وهي محقة فيما نبهت إليه ، ولرأيها وزن باعتبار تخصصها القانوني .
وعلى غرار رأيها الوجيه حضرني وأنا أقرأ مقالها حال والدي الزوج الهالك اللذين يحرمان من نصيبهما من تركة ولدهما في حال استثناء بيت الزوجية من التركة ، وقد يكونان عرضة للضياع ،وهما في سن الشيخوخة إذا كانت إقامتهما في ذلك البيت ، مع انعدام إمكانية إقامتهما في بيت بديل عنه ، وهذا عيب آخر في قرار استثناء بيت الزوجية من الإرث . ولا يختلف حال الوالدين أحدهما أو كلاهما عن حال الأبناء من زوجة سابقة إما مطلقة أو هالكة .
وهذا استدراك يؤيد رأي الأستاذة المحامية ،الشيء الذي يقتضي ممن شرعوا استثناء بيت الزوجية من الإرث مراجعة قرارهم المعيب ، كما يقتضي من أعضاء المجلس العلمي الأعلى وهم أعلم وأدرى بشرع الله ، وهم مستأمنون عليه ، ومسؤولون عنه أمامه سبحانه وتعالى يوم القيامة أن ينبهوا من يهمهم الأمر إلى وجوه عيوب فيما قرروه خصوصا وأن ما قرروه فيه تجاسر على ما شرع الله تعالى بنصوص محكمة غير قابلة لتأويل أو تبديل أو تغيير مصداقا لقوله تعالى : (( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبذلونه إن الله سميع عليم )).
وعلى العلماء من غير أعضاء المجلس العلمي الأعلى أن يتحملوا مسؤوليتهم أيضا أمام الله عز وجل ، ويعلنوا بصراحة عن عيوب قرار استثناء بيت الزوجية من التركة ، وذلك خوفا منه سبحانه وتعالى كما فعل بعض الفضلاء على مواقع التواصل الاجتماعي ،وبرئت بذلك ذممهم.
Aucun commentaire