حقيقة هاشتاج « مانيش راضي »
نورالدين زاوش
ما من شيء يحتاجه الجزائري المغلوب على أمره؛ إلا وجب عليه من أجل أن يتحصل عليه، أن يسلك الطريق الوعرة، ويتبع مسطرة الطوابير الطويلة والمُعَقّدة، من منتصف الليل إلى منتصف الليل؛ وكأنه يشتهي فاكهة الصيف في الشتاء؛ أو أنه يطلب كيلوغراما أو كيلوغرامين من نوع التفاح الذي أكل منه سيدنا آدم عليه السلام؛ رغم أن هذا المواطن في كثير من الأحيان، لا يطلب سوى قطرات من الحليب يسد بها رمق رضيعه، أو حبات من العدس ينير بها جنبات مطبخه.
كل شيء في بلد « القوة الضاربة » نادرٌ ومفقود؛ حتى أدوية التخدير ومياه الصنابير، وعجلات السيارات والحافلات، ومواد البناء وقطع الغيار واللائحة تطول؛ وأغلب الشعب في بطالة مزمنة؛ باستثناء « الذباب الإلكتروني » الذي يتصدى كل ثانية لمؤامرات « لقجع » « الخسيسة »، كما أن مقدرات البلد ليست من حق أهل البلد؛ بل من حق القضايا « العادلة »، وعلى رأسها قضية « الجمهورية الصحراوية الفنكوشية ».
من المفروض أن يعيش الشعب الجزائري في بذخِ ورفاهيةِ شعوب الخليج أو أفضل، مادامت أرض الجزائر المعطاءة تجود، في كثير من الأحيان، بأكثر مما تجود به أرض الخليج؛ إلا أن الآخرين انشغلوا بمشاكلهم، وانكبوا على تنمية أوطانهم، وتحسين مستوى معيشة مواطنيهم؛ فجازاهم الله بالخير والبركات، وأسبل عليهم سرابيل الأمن والأمان، في الوقت الذي انشغل فيه نظام العسكر البليد بقضايا غيره، وانكب على تنمية شعوبٍ وهمية ومزيفة لا تتوفر فيها أدنى صفات الشعوب؛ فعاقبهم الله تعالى، الذي يمهل ولا يهمل، بالذل والحرمان، والخُسران والبوران، حتى تذيلوا مراتب الدول ومصاف الشعوب.
من أية زاوية نظرتَ، أيها القارئ الكريم، إلى الجزائر، سواء من زاوية الاقتصاد أو السياسة أو الاجتماع أو الرياضة أو الثقافة أو العمران؛ إلا وعلمتَ يقينا بأن شعار « مانيش راضي » هو شعارٌ جزائري صِرف، انبثق من رحم المعاناة اليومية، ونبع من قلب الجزائريين الشرفاء، الذين عانوا الويلات من نظام لا يرأف ولا يرحم، وأكثر من ذلك، لا يعتبر ولا يتعظ ولا يتراجع أو يتزحزح، وما نظام « بشار » المجرم منه ببعيد؛ أما نظام المخزن، فهو بريء من هذا الشعار براءة الذئب من دم يوسف؛ بل وأكثر من ذلك، فالنظام المغربي راضٍ تمام الرضى عن عمي « تبون »، أطال الله عمره، وجعله ذخرا للمملكة المغربية الشريفة؛ ففي عهده حقق المغرب فتوحات ديبلوماسية غير مسبوقة، جعلت ملف الصحراء في أمتاره الأخيرة، وجعلت القضية مجرد أثر بعد عين.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
Aucun commentaire