إلى متى سيبقى العالم بلا ضمير يؤنبه والكلاب تنهش جثث القتلى في شمال قطاع غزة ؟؟؟
إلى متى سيبقى العالم بلا ضمير يؤنبه والكلاب تنهش جثث القتلى في شمال قطاع غزة ؟؟؟
محمد شركي
نقلت قناة الجزيرة القطرية يوم أمس صورة لجثة قتيل في شمال قطاع غزة تنهشها الكلاب ، إلى جانب هيكلين عظميين وسط ركام حجارة بناية مدمرة ، والتي لا شك أنها كانت هي الأخرى عرضة لنهش الكلاب قبل أن تتحلل. وهذان المشهدان اللذان صورتهما قناة الجزيرة ،قد نقلتهما عنها قنوات إعلامية عالمية ، كما تناقلتهما وسائل التواصل الاجتماعي على أوسع نطاق، و بذلك اطلع عليهما كل من في المعمور، لكن دون رد فعل يذكر لما يسمى ضميرا عالميا، لأن العالم أصبح بلا ضميره منذ الثامن من أكتوبر الماضي ، أو بالأحرى لم يكن له ضمير أصلا منذ أن استنبث الورم الصهيوني الخبيث في أرض فلسطين سنة 1948، والذي عاث فيها فسادا كبيرا، وإجراما فظيعا، ذهب ضحيته مئات الآلاف من الفلسطينيين ، كما هُجِّر قسرا مئات الآلاف منهم خارج وطنهم.
ولقد ارتفعت وتيرة الإجرام الصهيوني في قطاع غزة منذ الثامن من أكتوبر الماضي ، وبلغ مستويات غير مسبوقة عما كان عليه في كل عدوان سابق على قطاع غزة ، حيث مضت سنة وشهران تقريبا، ولا وجود لهوادة في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الصهاينة بكل وحشية وهمجية ، وهم يمعنون في وحشيتها حتى بلغت بهم عدوانيتهم المقيتة حد منع طواقم الإنقاذ من انتشال جثث الضحايا في شمال القطاع لدفنها، وذلك تنكيلا ،تمثيلا بها ، وإبتذالا لكرامتها الآدمية ، علما بأن القوانين والمواثيق الدولية التي حولتها العربدة الصهيونية إلى مجرد حبر على ورق، تقضي وتلزم بدفن الأجساد البشرية أثناء الحروب احتراما لآدميتها.
ومعلوم أن الذي جعل الصهاينة يدوسون على كل القوانين و المواثيق والأعرف الدولية والقيم الإنسانية هو عقيدتهم العنصرية التلمودية المتوحشة التي أوهمتهم بأنهم وحدهم البشر في هذا العالم ، وأن كل من فيه من بني آدم مجرد مخلوقات بلا آدمية ولا كرامة ، ولا حرمة بل مجرد حيوانات قد وجدت لخدمتهم وإلا تستباح دماؤها وأجسادها كما تستباح طرائد الصيد. والذي شجع الصهاينة على التمادي في الاغترار بعقيدتهم العنصرية المتوحشة هو الدلال المبالغ فيه الذي دللهم به الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، وحليفاتها الأوروبيات حيث جعلوا من الشعب الفلسطيني قربانا كفروا به عن العار الذي لحق كل أوروبا بسبب التطهير العرقي النازي لليهود إبان الحرب العالمية الثانية ، علما بأن النازية الألمانية لم تكن وحدها من تكرههم وتهينهم بل معظم الأقطار الأوروبية كانت مثلها في التعامل معهم بشهادة التاريخ الذي يراد تغييب صفحاته المشيرة إلى ذلك ، واليهود على علم تام به ، ولكنهم يتكتمون عليه لأنهم حصلوا على تعويض بتمليكهم أرض فلسطين . وعوض أن يُوّطن اليهود حيث عاشوا قرونا طويلة في كل أقطار أوروبا ، تم تهجيرهم إلى أرض فلسطين لتكون وطنا قوميا عنصريا صهيونيا اعتمادا على مزاعم وتخاريف تلمودية بائدة .
وإنه لمن العبث أن يتبجح ويفاخر العالم الغربي بالتحضر أو التقدم الناتج عن تفوقه في مجال التطور العلمي والتكنولوجي في وقت انحدرت فيه قيمه إلى الدرك الأسف من التخلف الهمجية . فأي عالم هذا الذي تنهش فيه الكلاب جثث ضحايا إجرام الصهاينة العنصريين ، وهو يبالغ في تدليلهم ، ويلوح في وجه كل من يستنكر جرائم إبادتهم للشعب الفلسطيني بتهمة أو جناية » معاداة السامية » . وتحت هذه الذريعة أرخى العالم الغربي العنان للصهاينة ، وأطلق أيديهم الطولى كي يبدوا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إبادة جماعية إثخانا ،وإمعانا في التنكيل بجثث الضحايا من خلال منع مواراتها في التراب صيانة لكرامتها ، وتعريضها لنهش الكلاب .
ألا يخجل العالم الغربي المتطورة تكنولوجيته ، والمنحطة قيمه كل الانحطاط وهو يؤازر الحركة الصهيونية العنصرية ؟ التي من المفروض أن يكون مصيرها كمصير كل الحركات العنصرية التي ظن العالم ألا عودة لها إلى الأبد بعد اندحار النازية في ألمانيا ، واندحار نظام بريتوريا العنصري في جنوب إفريقيا ، إلا أنها عادت مع شديد الأسف كأبشع ما تكون العنصرية المقيتة وبأشنع وجه ، وأشد توحشا وهمجية بفعل الدلال الذي يخص به الغرب الصهيونية العنصرية.
وإلى أن يستفيق ضمير العالم الغربي، وهو اليوم في حالة موت سريري ، سيتمادى الصهاينة في عدوانهم الهمجي على أهل غزة من أجل طردهم منها وضمها إلى وطنهم التلمودي الوهمي والخرافي كما فعلوا ذلك من قبل بأجزاء واسعة من أرض فلسطين ، وهم يترقبون أن تعطى لهم الإدارة الأمريكية القادمة ضوءا أخطر لتنفيذ هذا الضم إلى جانب ضم الضفة الغربية المحتلة أيضا ، وذلك تمهيدا للتوسع ما بين البحر والنهر ، ولن يكون لهم ذلك أبدا إن شاء الله تعالى ، لأن وعده سبحانه بزوالهم من الأرض المقدسة ناجز لا شك ولا ريب فيه ، وإن غدا لناظره قريب ،والحكم لله جل في علاه ، ولا معقب لحكمه.
Aucun commentaire