”الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر: البناء والنقل“. موضوع الندوة العلمية الـ 11 لكلية الأدب والعلوم الإنسانية بمكناس
محمد الدريهم
احتفاء باليوم العالمي للمهاجرين الذي يصادف 18 دجنبر من كل سنة، تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس الدورة الحادية عشرة من ندوتها العلمية حول موضوع « الذاكرة والهجرة في العالم المعاصر: البناء والنقل“، وذلك يوم الاثنين 16 دجنبر 2024 بقاعة المؤتمرات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس.
في تصريح للجريدة, أكد الأستاذ مصطفى المريزق، عالم الاجتماع بجامعة مولاي إسماعيل – كلية الأدب والعلوم الإنسانية –,منسق الندوة العلمية بأن الباحثون والممارسون فالمشركن في أشغال هذه الندوة الحادية عشر، سينكبون على موضوعات الذاكرة والهجرة لفهم تجارب المهاجرين بشكل أعمق، واستيعاب التنوع الثقافي، وعقبات الاندماج، والهوية الثقافية، وتأثيرات الهجرة على المجتمعات الأصلية ودول الاستقبال. وتُعد روايات الهجرة، سواء كانت شخصية أو جماعية، ضرورية للحفاظ على تاريخ البشرية وتعزيز الحوار بين الثقافات في عالم يشهد عولمة متسارعة في فعلها وتفاعلها. وبذلك، لم يعد المهاجر موضوعً يثير إهتمام الباحثين فقط (نظرا للتراكم الذي تحقق داخل العلوم الإنسانية والاجتماعية)، بل شهد البحث العلمي في العقود الأخيرة طفرة نوعية غير مسبوقة بوأت الذاكرة الفردية والجماعية مكانة رفيعة لدى الأوساط العلمية والأكاديمية، باعتبا رها ظاهرة مجتمعية، وليست مجرد إرث بيولوجي.
كما تعتبر هذه الندوة حول الذاكرة والهجرة، منصة متعددة التخصصات تهدف إلى استكشاف تعقيدات قصص الهجرة وتفاعلها مع الذاكرة الفردية والجماعية والإقليمية والوطنية. وسيتناول المشاركون خلالها، كيفية فهم هذه القصص، و كيف يحافظ الأفراد والمجتمعات على ذاكرتهم وينقلونها في ظل حركات الهجرة التي غالبًا ما تكون معقدة وصادمة. وستتناول النقاشات أيضًا كيفية تأثير الذاكرة على الاندماج، والهوية، وبناء الشتات، والسياسات المتعلقة بالهجرة في دول الاستقبال.
ستغطي العروض مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك تأثير الذاكرة على تجارب المهاجرين، وآليات الحفاظ على الذاكرة في سياقات هجرة متنوعة، وروايات الهجرة من خلال الأدب والفنون البصرية وغيرها من أشكال التعبير الفني، إضافة إلى الابتكارات التكنولوجية التي تُسهم في توثيق هذه الروايات ومشاركتها.
هذا و قد أكد الأستاذ مصطفي المريزق بأن النسخة الحادية عشرة لهذه الندوة التي نتظم سنويًا بمناسبة اليوم الدولي للمهاجرين الموافق 18 ديسمبر، تهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات للمصالحة بين التاريخ وذاكرة الهجرة, تشجيع ودعم المشاريع البحثية المشتركة لفهم أعمق, الاحتفاء بالتنوع الثقافي والمساهمة في الحفاظ على روايات الهجرة ونقلها عبر الأجيال وإلى توعية الفاعلين والمؤسسات المعنية بقضايا الهجرة بشأن إشكالية ذاكرة الهجرة وتعقيداتها.
بالإضافة يقول أستاذ الاجتماع مصطفى المريزق, إن العديد من الدراسات حول الذاكرة والهجرة، باتت تشمل في الوقت الراهن مجموعة واسعة من التخصصات والمجالات، بما في ذلك التاريخ، والديموغرافيا، والجغرافيا، والعلوم السياسية، والقانون، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، وعلم النفس، والأدب، والثقافة والفنون، بالإضافة إلى أعمال متخصصين في علم المتاحف، والأرشفة، والوسائط السمعية والبصرية، وكذلك أنشطة الفاعلين الجمعويين.
ويعتبر هذا التطور الذي عرفته الذاكرة- بوصفها رابطًا بين الفرد وثقافته، وبلده الأصلي أو بلد الاستقبال، وأسرته، وحيه، ومكان عمله، تطورا مهما، لما تلعبه من دور أساسي في فهم قصص الهجرة وسير المهاجرين؛ كيف تؤثر على هوية المهاجر، وعلى العلاقات بين الثقافات، وكيف يتم الحفاظ عليها ونقلها من جيل إلى آخر، من ماضٍ يفرق إلى حاضر يجمع.
Aucun commentaire