عرض كتاب : » العطر اليوسفي/ تأملات في سورة يوسف » للكاتبة الأديبة الفلسطينية الغزوية الماجدة إيمان صائب عز الدين
عرض كتاب : » العطر اليوسفي/ تأملات في سورة يوسف » للكاتبة الأديبة الفلسطينية الغزوية الماجدة إيمان صائب عز الدين
محمد شركي
صدر مؤلف للكاتبة الأديبة الفلسطينية الغزوية الماجدة إيمان صائب عز الدين تحت عنوان : » العطر اليوسفي / تأملات في سورة يوسف » ، وقد صدر عن دار الأرقم سنة 2017 بإيداع رقمه : 704 /2017 ، وبمرجعية : البرنامج الوطني لدار الكتب الفلسطينية / وزارة الثقافة ـ الإدارة العامة للمكتبات والمخطوطات ، و طبع مؤخرا طبعته الثانية في المغرب .
وفيما يلي عرض موجز له :
نبدأه أولا بتهنئة حارة من المغرب لكاتبتنا الأديبة الفلسطينية الغزوية المرابطة في ثغر غزة العز المنيع على مؤلفها الرائع روعة جهاد أشاوس غزة ، وصمودهم ، وثباتهم ، وروعة الماجدات الغزويات اللواتي يجدن بفلذات أكبادهن شهداء يحتسبنهن لله تعالى بنفوس راضية بقضائه ، وبصبر خنساوي منقطع النظير ، وهن يرجون منه سبحانه قبولهم ، وروعة الصبايا والصبية الذين ارتقوا شهداء عند الله عز وجل، ترف أجنحتهم فرحين فوق الفردوس الأعلى ، وروعة الصامدين منهم مع الآباء والأمهات في شموخ أسطوري ، وروعة شيب كالأعلام الراسية صبرا واحتسابا ،لا تتوقف ألسنتهم عن ذكر الله عز وجل ، وروعة شباب وكهول يعانقون الشهادة بالأحضان، مطمئنة نفوسهم ،وراجعة إلى ربها راضية مرضية ،وداخلة في عباده ،وداخلة جنته ، وروعة الشعب الفلسطيني السامقة إرادته ،وهمته في كل شبر من أرضه المقدسة ، الشعب الظاهر على الدين ، القاهر لعدوه ، لا يضره من خالفه إلا من لأواء حتى يأتيه أمر الله ببيت المقدس وأكنافه .
هذا المؤلف المبهر سحره ،الموشى غلافه بصور لشقائق النعمان ، وزهور الزعفران، صغير الحجم قياس أ5 سم ، عدد صفحاته 144 ، وقد قدم له كل من الأستاذ الدكتور عبد الرحمان الجمل ، و الأستاذ الدكتور خالد الخالدي .
وأول ما يستوقف القراء فيه عنوانه ذو المسحة الشاعرية » العطر اليوسفي » والمسحة الدينية » تأملات في سورة يوسف » . ومعلوم أن العطر اسم جامع لكل ما يُتطيّب به لعبق أريجه ، وقد زاد وروده في عنوان هذا المؤلف الجميل عبقا نسبته إلى نبي الله يوسف عليه السلام الذي وجد أبوه يعقوب عليه السلام عبقه على بعد أميال ، والذي لم يفق مسافة عبقه في الدنيا عبق من قبل ، وكان نفحة من ريح جنة النعيم الذي يشم من مسيرة كذا وكذا .
وأما عبارة » تأملات في سورة يوسف « التي رافقت عبارة » العطر اليوسفي » فإن لفظة » تأملات » فيها قد عكست مدى تهيّب المؤلفة من استعمال لفظة » تدبر » تواضعا منها شبيه بتواضع الشهيد سيد قطب الذي عدل في تفسيره للقرآن الكريم عن لفظة : » تفسير » إلى عبارة » في ظلال القرآن » .
والحقيقة أن المؤلفة كانت متدبرة في تأملاتها ، والتأمل صنو التدبر إلا أن مسحة التأمل أدبية ، بينما مسحة التدبر دينية ، وقد جمعت كاتبتنا بين المسحتين فأجادت.
والذي يستوقف بعد العنوان في هذا المؤلف كلمتا التقديم لكل من الأستاذين الدكتور عبد الرحمان يوسف الجمل ، والدكتور خالد يونس الخالدي .
أما كلمة الأستاذ الجمل، فقد شملت التذكير بعجائب القرآن الكريم التي لا تنقضي ، وقد أمر الله تعالى بتلاوته، وتدبره ،والعمل به ثم أثنى على صاحبة المؤلف التي بثت فيه تأملاتها في سورة يوسف ، وركز في ثنائه على إيضاحها بعض معاني السورة ، و على استنباطها دلالات وهدايات تفيد حفظة كتاب الله عز وجل .
وأما الأستاذ الخالدي، فركز على حلاوة تلاوة كتاب الله عز وجل، وما تبثه في القلوب من محبة له سبحانه وتعالى ، ومن سعادة غامرة ، وعزة نفس، ويقين راسخ يهون مصائب الدنيا ، وكل هذا إنما يدرك بالتدبر الذي يمكن من التقاط درر الذكر الحكيم . وأثنى بعد ذلك على صاحبة المؤلف ووصفها بالحافظة المهتمة بمعاني كتاب الله تعالى وعلومه ، وشبه مؤلفها بباقة من ورود ورياحين، التقطت من جنة سورة يوسف ، وقد طبعها حسن التنظيم والتنسيق ، فأضفى عليها جمالا وبهاء .وذكر أنه وضع هذا المؤلف بين أيدي طلابه كي يهتدوا بأسلوبه في التدبر ،و يتمرسوا عليه ، ويهتدوا بهدي كتاب الله عز وجل ، ويتخلقوا بأخلاقه .
وأما مقدمة صاحبة المؤلف، فقد تضمنت الإشارة إلى الغاية من إنزال الله عز وجل القرآن الكريم ،وهي هداية الناس الذين تتوزعهم مختلف المشاعر الجياشة والمتضادة . وذكرت أن من يذوق مرارة الحسد ، ولوعة البعد عن الأهل والوطن قسرا ، يجد العزاء في قلبه الموصول بالله تعالى عن طريق تدبر كلامه ، وتغمره السعادة والطمأنينة . وأشارت إلى أن مؤلفها عبارة عن خليط من خواطرها وخواطر علماء ، وأنها ألفته ليكون عطرا للذ ين يذوبون شوقا عند تدبر كلام الله عز وجل، حروفه، وكلماته، وآياته، وسوره ، راجية القبول من الله تعالى وحسن الثواب .
وتضمن المؤلف بعد ذلك إهداء إلى شخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم ، وإلى والديها، وإلى أختها وإخوتها ، وإلى صديقتها الشاعرة الأستاذة عفاف الحساسنة ، وإلى الأستاذين يوسف الجمل ، وخالد الخالدي مثنية عليهما .
أما تمهيد المؤلف فتضمن ما يلي :
ـ تقديم سورة يوسف المكية ذات المائة والإحدى عشرة آية ، والمختلفة عما في القرآن المكي من إنذار بسبب ورود قصة نبي الله يوسف عليه السلام التي يطبعها الأنس والرحمة ، وقد صيغت برقة، وسلاسة، ومتعة . وشبهتها بعقد الدر المنضود، حباته متناسقة . وأشارت إلى أنها قصة دينية، تعالج قضايا أسرية واجتماعية ، وإدارية بأسلوب سلس منمق يطبعه الجمال .
وأشارت بعد ذلك إلى إيقاع فواصل هذه السورة التي تنتهي بحرف النون ،وقد وصفته بأنه أغنى حروف اللسان العربي إيقاعا، وموسيقى يتجليان في ترتيل وتجويد هذه السورة المشوقة بأحسن القصص.
وأشارت إلى أن أسلوب السورة يعتمد ضمير الغائب الذي يُمكّن من التغلغل في أعماق كل الشخصيات المتعددة والمختلفة الواردة في القصة القرآنية .
وأشارت بعد ذلك إلى الحروف التي افتتحت بها هذه السورة ، مذكرة ببعض اجتهادات السلف في تأويلها ،والتي استأثر بعلمها الله عز وجل ، واعتبرت اجتهاداتهم فتوحات من الله تعالى .
والملاحظ أنها لم تفصل بين خوضها في تأملاتها وبين التقديم حيث ربطت بينهما بدخولها مباشرة في التأملات .
أما الشكل الذي قدمت به مؤلفها فهو كالآتي :
ـ قسمته طباعيا إلى أجزاء عبارة عن صفحات متقاربة العدد في الغالب، تقدم لكل قسم منا بما يمكن تسميته انطباعات شخصية أونصائح ومواعظ ،جعلتها في صفحات مستقلة داخل إطار مزخرف بباقات ورد ، وبخط بارز، وعددها أربع عشرة صفحة .
ـ خصصت كل جزء من المؤلف للتأمل ،والتدبر في بعض آيات السورة من بدايتها إلى نهايتها حسب ترتيبها في المصحف مع كتابة الآيات بحروف بارزة مضبوطة بالشكل التام دون ذكر أرقامها .
وتجدر الإشارة إلى أنها سارت في تأملاتها وفق ما جاء في مقدمتها حيث جمعت بين ما سمته خواطرها أو تأملاتها، وبين تأملات وخواطر وتفسيرعلماء قدامى ومحدثين أشارت إليهم في الهوامش ، وفي فهرس المصادر والمراجع ، نذكر منهم على سبيل التمثيل لا الحصر :
ـ أبو زيد الثعالبي صاحب الجواهر الحسان في تفسير القرآن.
ـ ابن عطية الأندلسي صاحب المحرر الوجيز في تفسير.
ـ ابن الفراء البغوي صاحب التنزيل في تفسير القرآن .
ـ القشيري صاحب لطائف الإشارات .
ـ القرطبي صاحب الجامع لأحكام القرآن .
ـ ابن الجوزي صاحب زاد المسير في علم التفسير .
ـ أبو البركات النسفي صاحب مدارك التنزيل وحقائق التأويل .
ـ أبو الحسن الطبري صاحب أحكام القرآن .
ـ ابن جزي صاحب التسهيل لعلوم التنزيل .
ـ أبو جعفر الطبري صاحب جامع البيان في تأويل القرآن .
ـ أبو بكر الرازي صاحب أحكام القرآن .
ـ أبو إسحاق الزجاج صاحب معاني القرآن وإعرابه .
ـ ابن فارس صاحب معجم مقاييس اللغة .
ـ برهان الدين البقاعي صاحب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور .
ـ متولي الشعراوي خواطره في تفاسيره للقرآن الكريم .
ـ سيد قطب ( في ظلال القرآن) .
ـ لجنة من علماء الأزهر ( المنتخب في تفسير القرآن الكريم ) .
ـ وهبة الزحيلي ( التفسير المنير ) .
ـ أحمد نوفل ( سورة يوسف دراسة تحليلية ).
والملاحظ أنها اقتبست كثيرا من خواطر الشيخ متولي الشعراوي في تفسيره ، ويمكن القول أنها شعراوية المنزع في تأملاتها ، كما أحالت غير ما مرة على مؤلف أحمد نوفل ،ومؤلف وهبة الزحيلي ، وتفسير سيد قطب …
طريقة وأسلوب المؤلفة في تأملاتها اليوسفية :
تسوق آيات سورة يوسف تباعا ، فتقف عند كل واحدة منها من خلال تأملاتها الممزوجة ببعض ما جاء في كتب التفاسير، وتسوق خلال تأملاتها نصائح ومواعظ للقراء بأسلوب كاف الخطاب المفرد .
أما أسلوب كتابتها، فتغلب عليه سمة التأنق التي اقتضتها طبيعة تأملاتها مقتدية بأسلوب الشيخ الشعراوي ، وسيد قطب، وكلاهما أديبان بليغان. والمؤلفة أديبة جيد السبك، أنيقة العبارة ، مجنحة الخيال ، تفيض عباراتها عاطفة جياشة تتمثل العاطفة الرقيقة المهيمنة في قصة يوسف، والمؤثرة في الوجدان، وهي تصور مشاعر الأبوة والبنوة.
ومقابل آيات السورة تعيد المؤلفة سرد أحداث قصة نبي الله يوسف كما وردت في كتاب الله عز وجل، لكن مع التركيز على الوقوف عند العبر والدروس المستخلصة منها ، وكذا القيم الأخلاقية ، والتأملات العاطفية المستفادة منها . ولا تخلو تأملاتها من وقفات لغوية، صرفية ،ونحوية ، ومعجمية تسلط الضوء على النسق الأسلوبي للسورة ، وذلك على طريقة الشيخ متولي الشعراوي، بعضها تنسبها إليه مباشرة في متن التأملات، فضلا عن الإحالة عليها في هوامش المؤلف .
أما عصارة المؤلف فتتجلى في تأملات صاحبته التي جاءت تحت عنوان » درر وعبر من سورة يوسف الأغر » في نهاية المؤلف بعدما بثتها في ثناياه عقب كل آية من آيات هذه السورة ، وهي كما يلي :
ـ على أكتاف المخلصين تبنى الأمم .
ـ بعض الأوقات ثقيلة على النفس ، لما يصدقها الإحساس .
ـ مرارة الصبر لمّا تتوج بالرضى ، تسكن الروح وتطمئن .
ـ وإن صغّروا من مقامك ، وقلّلوا من شأنك ، فلا يضير ، فعند الله تختلف الموازين.
ـ الحدس شيء لا يُكّذب، فهو إلهام من رب رحيم .
ـ لو بذلوا جل جهدهم في تزييف الحقيقة ضدك ، لا بد أن تطل الحقيقة برأسها يوما .
ـ وإن روادك الظلم ، وأمسك بتلابيب الغموض ، لا تيأس ، واثبت ، فإن الثبات أفعال الرجال .
ـ كثير من الظالمين تحميهم قوة المظاهر ، لكن من الداخل خاوية عروشهم .
ـ دائما … اجعل مخافة الله أمام عينيك ، واجعل ضميرك متيقظ .
ـ لا تكن أسير حزنك وخوفك ، فإن الله يأتيك بالفرج من حيث لا تحتسب.
ـ المروءة من أخلاق الرجال ، وأشباه الرجال كثير .
ـ إياك أن يخرسك جبروت الظالمين ، كن شجاعا ، ودافع عن نفسك .
ـ الإشاعات هي التي تهزم الصف الداخلي ، فلا تكن من مروجيها .
ـ حكّم مشاعرك ، واتّزن ، والتعلق بالله سبيل النجاة .
ـ لمّا تغض بصرك عما حرم ربك ، فاعلم أن حلاوة في الإيمان تنتظرك .
ـ للملوك عيون …وظيفتهم نقل الصور من الخارج إلى الداخل ، بألفاظ منمقة ، ونفوس ماكرة .
ـ بعض المُرّ طعمه حلوٌ في سبيل الله .
ـ الذين يتقوا الله في السر والعلن ، تحوطهم هالة من نور ، تميزهم عن غيرهم ، وتأسر قلوب ناظريهم .
ـ إن صفّق الباطل لك ، فلا تغتنم تلك الفرصة وتبرر جرائمك ومعاصيك .
ـ ناج الله ،وادع بقلب اليقين ، فإن الله سميع الدعاء .
ـ حسن الخلق غير مرتبط بفترة معينة ، بل التزم به طوال عمرك .
ـ كل نعمة تحظى بها ، فأرجعها إلى الله ، فالله صاحب الفضل والمنة.
ـ لو تراءت أمامك فرص النجاة ، فلا تركن إلى أحد ، وابتهل إلى الله ، واطلب من الرحمن وحده .
ـ إذا جاءك أحد يحمل أمنيات وحلم ، فلا تطعن فيما يحمل ، وكن داعي خير .
ـ لا تُفتِ وأنت لا تعلم ، ووكِّل الأمر إلى أهله .
ـ كل شدة يتبعها فرج ، ووراء كل محنة منحة ، فاصبر والعاقبة للتقوى .
ـ الظلم وإن طال ، لا بد له من زوال ، فالله عظيم شديد المحال .
ـ أن يَصْحُو الضمير بعد حقبة من الضياع ، خير من ألا يصحو .
ـ بعض المواطن تكفيها الإشارة ، واللبيب بالإشارة يفهم .
ـ إن وجدت في نفسك العلم ، والكفاءة ، والخبرة ، وحسن الخلق ، فقدّم نفسك ابتغاء وجه ربك ، ومن ثم من أجل مصلحة مجتمعك ووطنك .
ـ إن فعلت خيرا ، إياك أن تظن أن الله ينسى ، فقط هي الأقدار تنتظر لتهديك الأجمل ، في الوقت المناسب ، والمكان المناسب .
ـ اعرف نقاط ضعفك ، وحاول جاهدا أن تسد الخلل ، كي لا يؤتى من قِبَلك .
ـ كن قويا في اتخاذ القرارات ، ولا تثنيك العواطف .
ـ اتخذ بطانة صالحة ، ورفقة مخلصة ، تعينك على الطاعة ، فالخليل يعرف بخليله .
ـ المفاجآت تكسونا جمالا ، فتخرج المشاعر تدفقا ، والتفاصيل ترتبها الحروف.
ـ توكل على الله ، وخذ بالأسباب ، وارض بقضائه .
ـ كلمة من أخيك كفيلة أن تعدل من مزاجك ، فما بالك بحديث الروح .
ـ انتبه إياك أن تحكم على نفسك بالهلاك ، كن يقظا ، وتريث في القرار.
ـ إذا ألقيت إليك تهمة ، فلا تلفق للآخرين تهما ، لتدفع عن نفسك السوء.
ـ لا تقطع أملك بالله ، ولا تيأس ، فاليأس من أفعال الكافرين .
ـ عندما يثقلك الحزن ، ولِّ قلبك لله ، واسجد في محاريب الروح ، وتمتم بالتسابيح ، وستنعم بالأفراح قريبا .
ـ الحنين شعور مدفون في الذاكرة ، تستفزه الذكريات .
ـ أغلق على نفسك ، تمتم مع قلبك ، خذ عبقا من ياسمين ، ثم قُمْ ، ومن ثم سجود يخر قلبك فيه باكيا ، ثم افرح ، وفي ذلك فليفرح المؤمنون .
ـ ولرب في هذا الصباح بشاشة تفوق أصناف السرور سرورا .
ـ وتحسب نفسك في الظلام ، نعم ظلام ، لكن يشق من بعده النور في صدرك ، وترى ويرى الناس من خلالك النور ، وأي نور ، نور اليقين .
ـ قاع الروح يحتاجك ، حيث الدّر هناك ، والأمن ، والسكينة ، فانعم بمفردك ، ثم الصادقون يشاركونك .
ـ بساط القلب مفتوح لمن صدّق وآمن ، والباقون تحت جناح الود ما لم يعتدوا .
ـ اخرج من قيود الروح ، وارتشف روح الحياة ، تمتم بتسابيح ، فالكون يسبح ، والشجر يسبح ، والحجر يسبح ، وكل في فلك يسبحون .
ـ إنما الأفراح تأتي بغتة ، تنسي الفؤاد همه المسدول .
ـ عندما تكون صادقا ، لا يلزم أن تأتي بكل شواهد الأرض كي تُصدّق ، حرّر كلامك واكتفي .
ـ الشكاية لله في حدها متعة ، فاستمتع بشكواك .
ـ المخطئون لا يشعرون أنفسهم بكامل الخطأ ، بل تراهم بين اعتراف وبين سلوى لأنفسهم .
ـ العفو ليس بالأمر البسيط ، إنه احتراق للمشاعر ، وكبح للنفس ، واحتجاز دموع لله ، ولأجل الله .
ـ الوجه رسول الروح ، يحمل المحاسن ، لو حملته الروح ، وإن بدت حزينة، فالوجه حزين ، والدموع فداء .
ـ في وقت السحر لا يرد الله دعاء ، فسهام الليل لا تخطىء.
ـ حدس الآباء صائب ، فاجعل من كلامهم نصا مقدسا .
ـ بعض البشائر على هيئة بشر .
ـ لقيا الأحبة نعمة ، والمنى تمام النعم .
ـ طلب العفو والسماح وجها لوجه ، أدعى للسماح والعفو .
ـ الإيواء اختصار المسافات ، ودُفَقُ حبّ.
ـ محافل الفرح أجمل من أن تُغطّى بأثواب العتاب .
ـ النَّزغ وارد بين الإخوة ، لكن الشجاع من نزع الشرور بينهم .
ـ بعض الاعتراف موجع .
ـ حيثما كان الترف ، كان التخلخل ، والتميع ، والفجور الناعم ، الذي يرتدي أثواب الأرستقراطية . ( أحمد نوفل ).
ـ إن التوازن العاطفي مطلوب ، فلا إفراط في الحب والكره ، ولا تفريط ، فالهون يا صاح مفيد للصحة ، ولدوام العلاقات ,
ـ لا تغتر بكثرة المحبين ، فبعض الجماعات تبطن السوء .
ـ بعض الأجسام حاضرة ،لكن القلب في غياب .
ـ الوضوح والتحديد من عوامل النجاح .
ـ من عبد الله وأخلص في عبادته ، صار حكيما ، والحكمة رزق
ـ عباد الرحمن عباد مصطفون ، يحبون الله ورسوله ، ويجاهدون أنفسهم ، نعم يتعثرون ، لكنهم كثيرو التوبة والإنابة .
ـ القرآن منهج ، وحياة الدارين .
هذه إحدى وسبعون حكمة استلهمتها المؤلفة إيمان صائب عز الدين من تأملاتها في سورة يوسف عليه السلام ، وحق أن نسميها على غرار الحكم العطائية الحكم الإيمانية الفواحة بالعطر اليوسفي . وإنها لجديرة بالتأمل، والتدبر، والاعتبار ، وخير معتبر من نظمها دررا في قلادة وطوق بها الجيد ، وتزين بها في حياته ، لتكون له نور في الآخرة .
هذا تقديم مختصر لمؤلف العطر اليوسفي، لكنه لا يغني عن تنسمه في مصدره .
فهنيئا للمؤلفة بمؤلفها الممتع مضمونا وشكلا ، ولها الأجر والثواب عند الباري جل في علاه .
Aucun commentaire