الغرض من وراء النيل من رجال التعليم العاملين في حقل الدعوة إلى الله
من الشرائح التي استهدفها مقال المدعو عبد الرحمن الهبري في جريدة الأحداث المغربية فئة رجال التعليم العاملين في حقل الدعوة إلى الله عز وجل. وهذه الفئة تشمل رجال التعليم من كل الأسلاك وكل التخصصات ففيهم الأساتذة الجامعيون والأساتذة في التعليم الثانوي بسلكيه ، والأساتذة في التعليم الابتدائي ، ورجال المراقبة التربوية ،ورجال الإدارة وغيرهم …. كل هؤلاء لم يستنكف عبد الرخمن الهبري بوصفهم بعبارة وقحة وهي : « أنهم رجال التعليم التائبون توبة الخبز الوفير » وهذه العبارة تتضمن الاتهام الصريح للنوايا التي لا يطلع عليها إلا علام الغيوب الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ويعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين لأن موطن التوبة هو القلوب ، وهي مناطق محرمة لا يعلمها إلا الله إلا أن » سيادة الباحث » نزل نفسه منزلة الذي تألى على الله ألا يغفر لتائب أو مستغفر ، وهو لا يعرف لجهله المكعب حكم الشرع في ذلك إذ يغفر الله للتائب والمستغفر ويدخل الذي تألى عليه النار لأنه استكثر على رب العزة الغفور الرحيم مغفرة الذنب. والعبارة الوقحة أيضا تتضمن اتهام رجال التعليم العاملين في حقل الدعوة بالطمع والجشع إذ الذي يربطهم بالدعوة في نظر السفيه مجرد الخبز الوفير على حد تعبير من لا يجاوز فهمه وعلمه بطنه.
ومن المعلوم أن الذي حمل صاحب البهتان على بهتانه هو أن السيد رئيس المجلس العلمي المحلي العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة رجل تعليم وهو المستهدف الأول بمقال جريدة الأحداث المغرض المشبوه. و
الدكتور مصطفى بن حمزة نموذج رجل التعليم العصامي الذي بدأ مشوار حياته التربوية والتعليمية بالتدريس في التعليم الابتدائي ولكنه لم يخلد للراحة ولعب الورق في المقاهي وتصفح الجرائد اليومية للعبث بالكلمات المتقاطعة وإنما عكف على الدرس والتحصيل بنهم شديد وحاز الشهادات العلمية بامتياز وشهد له العلماء بطول الباع وهو عالم لا يشق له غبار وقل من يجاريه في حفظه وفهمه ذاكرته ، وهو فارس في المنطق والنحو وعلوم الدين وقد جلس يوما بين يدي الدكتور عبد الله الطيب المجذوب العالم السوداني الذي يعد مفخرة السودان الشقيق فأجازه قائلا : » هذا عالم » وحسبه هذه الشهادة ممن شهد له عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين في مقدمة كتابه المرشد بالنبوغ . وهو عالم جلس مجلسا مشرفا في الدروس الحسنية التي يحضرها علماء العالم الإسلامي فأجاد وأحسن وجلس في المحافل العلمية العالمية فارسا مهيبا . ولا يتناول كلمة في محفل من المحافل إلا وكان شافيا كافيا ، ولا يسأل عن شاردة في علم إلا ودل السائل على مصدرها وأورده موردها وهو بحق وبكل تجرد وموضوعية مفخرة رجا ل التعليم في الجهة الشرقية والوطن والعالم الإسلامي إذ لو سلك كل رجل التعليم مسلكه لكان للأمة الإسلامية لواء من العلماء الأجلاء.
ومن فضل العلامة على رجال التعليم في المدينة والجهة أنه نفض عن بعضهم غبار الخمول وحفزهم للعلم والاستزادة منه وحبسهم للعلم في دور للخواص وعلمهم جزاه الله كل خير مما علمه الله ، وجلب لهم من يعلمهم حتى صار لهم شأن وكانوا من قبل في حكم المغمورين لا يجاوز علمهم الكتاب المدرسي اقرأ للمرحوم بوكماخ. وظل ـ حفظه الله ـ يدعو الجميع للنهل من حياض العلم فلا يزور مسجدا ولا معهدا ولا مدرسة ولا مؤسسة ولا جامعة إلا حث على طلب العلم بكثرة وبلا هوادة. ولولا هذا الرجل الفاضل لما فكر الكثير من رجال التعليم في ولوج حقل الدعوة إلى الله، وإن كان اشتغال رجال التعليم بالدعوة إلى الله عادة مغربية أصيلة.
ولو تأمل متأمل اليوم المشتغلين بالدعوة إلى الله لوجد على رأسها رجال التعليم بكل أصنافهم فهم فرسان المنابر وهو الخطباء والوعاظ ، وهم الذين يأخذون بأيدي الناس بالوعظ والإرشاد محتسبين أجورهم على الله وبعضهم لا يتقاضى أجرا على عمله والبعض الآخر يصله أجر زهيد لأن أبخس الأجور في بلادنا أجور الخطباء والأئمة ، ومنهم من يجعل ما يصله من أجر زهيد صدقة على فقراء الفقهاء وحفظة كتاب الله عز وجل. ولو كان الخبز الوفير همهم كما زعم السفيه ……..، ولكنهم يضحون بوقتهم ومالهم في سبيل الله وابتغاء مرضاته ويلقون الأذى الكثير ممن لا يقدر جهدهم ولا يرعى لهم قدرا ولا يراعي فيهم إلا ولا ذمة فمنهم من يحاسبهم على وقت الخطب وكأنه أوتي الإذن من الله ورسوله بتقنين وقت الخطب لمجرد الرغبة في استعجال سماعها و استعجال الصلاة من أجل الهرولة إلى إصابة صحون الكسكس والتفرج على الشاشات . ومنهم من يحاسبهم على معالجة نقيصة من النقائص ، فما إن يتناول الخطباء نقيصة من النقائص أو آفة من الآفات بالنقد والتحليل حتى يقفز أصحاب الفز ويخيل إليهم أنها تستهدفهم فيتخذون من الخطباء أعداء ولا يتورعون عن البهتان عليهم وقد يصل الأمر إلى حد توجيه المراسلات في شأنهم إلى المسؤولين الأمنيين قبل المسؤولين عن الشأن الديني رغبة في توريطهم في تهم باطلة من أجل إقصائهم من المنابر، أو توجيه المراسلات غير الموقعة إليهم لشتمهم والاستنقاص من شأنهم والتشكيك في علمهم ومعرفتهم لمجرد أنهم لا يغردون حسب الأهواء.
ولقد تم التشهير الشنيع في موقع يوتوب العنكبوتي بأحد الخطباء المشهورين بغيرتهم وحماسهم لما أخذ منه الانفعال وهو يعالج آفة محزنة مبكية ………………………..فجعل منها المتندرون موضوعا للتندر سخرية به وتناقلتها هواتفهم المحمولة ولم يرع أحد فيه إلا ولا ذمة وحشر مع مهرجي موقع يوتوب الذين تتأذى أسماع الناس بفحشهم وقالة السوء. ولو كان للمنبر حرمة عند الساخرين لشفع ذلك للخطيب المنفعل وهو معذور في انفعاله فطالما كسر عصا المنبر غيرة وكان الله في عونه.
إن الغرض من استهداف رجال التعليم العاملين في حقل الدعوة هو التمكين للجهل بالتعشيش في المجتمع لأن رجال التعليم هم المربون وهم حراس العقيدة ، وهم صمام الأمان الذي يعول عليه المجتمع فسكوتهم أو غيابهم معناه إفساح المجال للمفسدين أصحاب مشاريع الفساد والإفساد في الأرض الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، فهيهات أن تهز الرياح الراسيات ، وهيهات أن ينعم الفساد بالانتشار في أمة قائدها العظيم محمد صلى الله عليه وسلم الذي حطم مشاريع الفساد التي لم يحلق مثلها في البلاد . اللهم إنك أعلم بما قال هذا الهبري اللهم اهدي قلبه فإن أبى وأصر فاللهم ….
3 Comments
MERCI MONSIEUR CHRQUI
جزاك الله خيرا على ماقلته وخاصة عن العلامة مصطفى بنحمزة أطال الله عمره رغم كيد الكائدين.
أحبك في الله ياأخي بنحمزة أنت ومن كتب هذا الماقال و الاستاذ عبد الله انهاري حفظكم الله و جعلكم عزا للبلاد و العباد و نصر الله أمتناالاسلاميةوخاصة الفلسطينية
الفئران السامة لا ترهبنا.