Home»National»هل صار المواطن عندنا يحاكي الحكومة في رفع أسعار كل ما يسوق بما في ذلك الجهد العضلي ؟؟؟

هل صار المواطن عندنا يحاكي الحكومة في رفع أسعار كل ما يسوق بما في ذلك الجهد العضلي ؟؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

هل صار المواطن عندنا  يحاكي الحكومة في رفع أسعار كل ما يسوق بما في ذلك الجهد العضلي ؟؟؟

محمد شركي

إن الذي حملني على طرق هذا الموضوع، هو خبر تداولته وسائل التواصل الاجتماعي عندنا ، والذي مفاده أن من يمتهنون نحر وسلخ الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك قد رقعوا من سعر جهدهم العضلي بنسبة مائة في المائة حيث انتقل من مائتي درهم إلى أربع مائة ، الشيء أثار سخط  كثير من الناس على حد قول من نقلوا الخبر .

 وقبل التعليق على هذا الخبر ، لا بد من الإشارة إلى أن المواقع على الشبكة العنكبوتية قد تحولت إلى مواقع للأراجيف بامتياز  إلى درجة أن  بعضها انبرى إلى مهمة تكذيب  هذه الأراجيف  المتناسلة يوميا ، والتي ترفق  أحيانا بصور أو بمشاهد للفيديو ملفقة، وقد مضى عليه زمن طويل ، وبعضها سجل في بيئات غير بيئتنا المغربية ، وصارت  الأكاذيب كالظلمات بعضها فوق بعض إذ عرضت على النقد الحصيف، لا يصح منها شيء ، ومع ذلك  هي تفعل أفاعيلها في الناس ، فيبادرون إلى تسوقيها  دون تحر أو تريث على نطاق واسع ، وربما علقوا عليها، وكانت تعاليقهم من سنخ الأراجيف المسوقة  ، وهو ما يؤكد مدى استعداد الناس للتعامل مع كل ما ينشر أو يذاع دون تبيّن أو تثبت ، مع أننا أمة  يلزمها تبيّن الأنباء بنص القرآن الكريم ، وبنصوص الحديث الشريف .

نعود إلى نبأ الزيادة في ثمن جهد ذبح وسلخ الأضاحي  بشرط صحته، لنقول إنها زيادة  إنما أغرت بها الزيادة في أثمان الأضاحي المبالغ فيها بشكل غير مسبوق  هذه السنة ، ولهذا ربما  قال أصحاب جهد  الذبح والسلخ : لماذا  لا نحذو حذو أصحاب  تجارة الأضاحي بمن فيهم مربو الماشية ، أوالمعرفون  بالشناقة أو الوسطاء، وهم نوع من البشر الانتهازي الذي يستغل الفرص ليسكب ما لا يحق له شرعا أو قانونا  في غياب  الرقابة التي تحمي الأسعار، ومن ثم تحمي المستهلك . ولقد حذا غلاء الأضاحي ببعض الجهات  المتربصة بالدين التي تتحين كل فرصة تعن لها  للشويش على تدين المغاربة للمطالبة بإلغاء القيام بنسك النحر. ومن أغرب ما نسب لأحد المجاهرين بالتشكيك في الأحاديث النبوية أنه دعا الشباب إلى السفر خلال عطلة عيد الأضحى من أجل التمتع بمناظر خلابة في البلاد عوض إنفاق المال في شراء الأضاحي .

وليس ثمن جهد النحر والسلخ وحده  الذي تم رفعه بنسبة مائة في المائة بل كل جهد ، وكل السلع خصوصا ما يستهلك منها من مواد غذائية ، نذكر منها على سبيل المثال الفواكه التي عرفت أثمانها ارتفاعا غير مقبول في غياب الرقابة دائما.

ولا شك أن المواطنين قد حاكوا الدولة في الرفع من أثمان كل شيء ، وهي التي تبرر الزيادة في  كل الأسعار بالزيادة في أسعار الوقود التي هي في ارتفاع دائم فوق  ما كانت عليه لسنوات خلت ، وهي لا تنخفض إلا نادرا لكن ببعض السنتيمات فقط ، حتى حين ينخفض سعر الوقود عالميا ، وهكذا أصبحت أسعار كل السلع الاستهلاكية رهينة بأسعار الوقود ، ووجد كل من يرفع من سعر ما يسوقه بما في ذلك أصحاب الجهد العضلي في غلاء الوقود ذريعة لتبرير ما يقررونه من زيادات في الأسعار ضاربين عرض الحائط كل القوانين المحددة أو المقننة للأسعار في غياب تام للرقابة  التي ربما تغض الطرف عن ذلك وعمدا ، وكان حريا بالمسؤولين عن مراقبتها أن يصدروا نشرات  بانتظام تتضمن أسعار السلع  .

ومن أشد الآثار سلبا في حياة الناس بسبب  استفحال ظاهرة الغلاء الذي طال كل شيء انحرافهم عن تعاليم دينهم التي تمنع كل سلوك من شأن أصحابه الحصول على ما لا يحق لهم من كسب فوق قيمة ما يبذل من جهد أو ما يساوي قيمة المنتوج، وذلك  مما يدخل تحت  طائلة الحرام شرعا، وذلك بالتماس الذرائع الواهية لجعله أمرا طبيعيا وعاديا ،مع أنه مما يفسد التدين الذي بفساده تفسد كل القيم والأخلاق .

ولقد كان ذبح وسلخ الأضاحي في عيد الأضحى  لمّا كان للدين تأثير في الناس عبارة عن عمل تكافلي وتطوعي،  يقوم به الناس رغبة في الأجر والثواب عند الله عز وجل ، فصار اليوم عملا يؤدى عنه، ولكن فوق ما يستحقه الجهد . وإذا ما ربح أصحاب هذا العمل بعض الدراهم ، فإنهم يفسدوا تدينهم ، وأخلاقهم ، وهم يستبدلون  الذي هو أدنى بالذي هو خير ، ويهبطون من عز الفضيلة والمحمدة إلى درك الدنية  والمعرة .

 وإذا قال قائل إن من يمارسون الذبح والسلخ بمناسبة عيد الأضحى  باستثناء من يحترفون الجزارة ، معظمهم من المحاويج البطّالين الذي يجب مساعدتهم ، قلنا له أهلا وسهلا ،لا اعتراض  عندنا على الإحسان إليهم خصوصا في يوم عيد ، ولكن هل من حقهم أن يجعلوا لهذا الإحسان سعرا ، ويبررون ارتفاعه  بشيوع ظاهرة الغلاء ؟

وأخيرا نختم بالقول  إنه قد صار شائعا  بين كثير من الناس  الحنين إلى ما بات يسمى زمنا جميلا، كان يزينه صدق التدين ، وسيادة الأخلاق الحسنة ، والقيم الراقية ، ولا شك أننا قد غيبنا هذا الزمن بأنفسنا، لأن الله عز وجل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم . اللهم الطلف بنا لطفا خفيا يغير أحوالنا من سيء إلى أحسن ، اللهم إنا نسألك رخاء وسخاء بعد غلاء وعنت وضنك عيش لا نشكوه إلا إليك سبحانك .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *