لنتذكر المرحوم المطرب و الملحن الأسطورة المغربي وراد بومدين أحد الرواد الكبار للأغنية المغربية والجزائرية
عزوز الحوري الإدريسي
الملحن وراد بومدين موهبة هذا المبدع جمعت بين التجديد و التطريب مما جعل أغانيه محبوبة لدى القطرين المغربي والجزائري. فنان قليل ما يجود الزمان بمثله والشاهد في قولي ما تركه رغم قصر المدة التي عاشها بيننا. فنان مهووس بالتشبث بالتراث المغاربي والعربي وستظل أعماله خالدة لتسجل إسمه بمداد الفخر على سطور تاريخ الموسيقى المغربية و الجزائرية وحتى العربية.
الفنان وراد بومدين[1] من مواليد 06 أكتوبر 1931م بقصبة وجدة بالمغرب وبالتحديد بحي الباشا. تلقى أصول الموسيقى الأولى على يد الشيخ محمد بن إسماعيل والفنان الجزائري الراي مالك[2] (1902 ـ 1983م) الذي كان يقيم بالمغرب. كان الفنان وراد بومدين يحسن العزف على آلتي العود[3] والكمان ما جعله ينضم إلى الجوق الجهوي بمدينة فاس بقيادة أحمد الشجعي الذي جعله خليفته في الجوق نظرا لمستواه الفني و لكونه عازف ماهر. لحن أيامها أغنية جميلة للمطرب عبد الحي الصقلي بعنوان القمرة لكن الأغنية الرمز في حياة وأعمال الملحن وراد بومدين كانت وما تزال أغنية (يا بن سيدي) التي كتب كلماتها شاعر الملحون مصطفى بن إبراهيم (1800 ـ 1867م). وراد بومدين يعد من أساطين الموسيقى بالمغرب والجزائر بحيث أن نشأته بمدينة وجدة المغربية ومعاشرته لأهم شيوخها جعلته يصبح فنانا كبيرا رغم صغر سنه كان رئيسا فنيا لجوق السلام الذي أسس سنة 1951م على يد الشيخ إبراهيم الكرزازي معية بعض الأصدقاء منهم الأستاذ أحمد الزموري و الفنانون : اقويدر مهدي و شكيب بلقاسم و عبد الكريم الزرهوني بحيث أن جوق السلام سوف يصبح الجوق الجهوي لإذاعة وجدة في سنة 1962م و سوف يهتم بالطرب الغرناطي و كذا الطرب العصري و له تسجيلات تحتفظ بها الإذاعة الجهوية لمدينة وجدة إلى يومنا هذا و هي عبارة عن شذرات من عدة نوبات للطرب الغرناطي و بعض القصائد أداها كل من وراد بومدين و إبراهيم الكرزازي و الأستاذ أحمد الزموري. ساهم وراد بومدين مساهمة كبيرة في تكوين جيل الموسيقى الجزائرية العصرية مما بجعله رائدا في هذا المجال نظرا لتكوينه الفني و الخزانة الوطنية الجزائرية تحتفظ له بالعديد من الأغاني الوطنية و العاطفية رغم قصر المدة التي عاش بيننا. كما تحتفظ له إذاعة وجدة و الخزانة المغربية بمجموعة من أعماله التي ستظل شاهدة على نبوغ مطرب القطرين المطرب و الملحن وراد بومدين الذي توفي على إثر حادث سير يوم عيد الأضحى سنة 1965م.
بقلم الباحث و الملحن الستاذ عزوز الحوري الإدريسي
مؤلف صناع الطرب المغربي ص 108.
[1] الفنان وراد بومدين أول من أدخل آلة العود الشرقي في الجوق العصري لبلاده الجزائر.
[2] هو شيخ الغناء الأندلسي محمد بن أحمد الجودي. و يعرف بالراي مالك وهو لقب أطلقه عليه السلطان محمد ابن يوسف (محمد الخامس) ملك المغرب. تتلمذ الراي مالك بالمغرب على يد شيوخ الغناء الأندلسي مثل الشيخ الغالي الأطرش ـ عبد السلام الجن ـ عبد السلام الخياطي الرفاعي والد الفنانين عباس و الغالي الخياطي.
[3] الفنان وراد بومدين أول من أدخل آلة العود الشرقي في الجوق العصري.
Aucun commentaire