Home»National»العُمْدَةُ في تاريخ أَعْلام مدينَة وَجْدَة: الحسن بَنْميرَة و مَنْقَبَةُ البَذْلِ في سبيلِ الله – الحلقة 12 –

العُمْدَةُ في تاريخ أَعْلام مدينَة وَجْدَة: الحسن بَنْميرَة و مَنْقَبَةُ البَذْلِ في سبيلِ الله – الحلقة 12 –

0
Shares
PinterestGoogle+

بدر المقري
-12-

من الدروس والعِبَرِ التي تُلَقِّنُنا إِيَّاها فاجعة الزلزال في إقليم الحَوْزِ وما يَليهِ، اسْتِرْشاد المغاربة بالفطرة والبذل في سبيل الله. فَأَجْدِرْ أَنْ تكون مُسارعَتُهُمْ إلى الخيرات تَجْسيداً لِلْإِنسان في خروجِهِ من ضيقِ قِيَمِ العادةِ، إلى سَعَةِ قِيَمِ العِبادَةِ. أَلاَ إِنَّ في تِلْكُمُ المَناقِب تُرْجُماناً لِخِطابِ الوَحْيِ:
1- قال الله تعالى:
-« وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَاتِ بِكُمُ اَللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اَللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ » (سورة البقرة\147)
-« وَجَعَلْنَاهُمُ أَيِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ » (سورة الأنبياء\72)
-« يا أيها الذين آمنوا ارْكَعوا واسْجُدوا واعْبُدوا رَبكمْ وافْعَلوا الخَيْرَ لَعَلكُمْ تُفْلِحون » (سورة الحج\75)
2- قال النبي صلى الله عليه وسلم:
–  « مَنْ نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كربة من كرب الدنيا نَفَّسَ الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يَسَّرَ على مُعَسر يَسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة… والله في عَوْنِ العبد ما كان العبدُ في عَوْنِ أَخيه ».
– « من سَرَّهُ أن يُنَجيه اللهُ من كرب يوم القيامة، فَلْيُنَفِّسْ عن مُعَسر، أو يضع عنه ».
-« أَحَبُّ الناسِ إلى اللهِ أنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ، و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يُدْخِلُهُ على مُسْلمٍ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً… ».
وقد لا نُزَ كِّي على الله أَحَداً، ولكن مِمَّا شاعَ بِالتَّواتُرِ في أنواعِ مُسارَعَةِ سيدي الحسن بَنْميرَة يرحمه الله إلى الخَيْراتِ والمُسابَقَةِ إليها، أنهُ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ العادة اليومية الآتية في وجدة:
كان حريصاً على أداءِ صلاة العصر في الجامع الكبير، وكان يُدْرِكُ بِالفِراسَةِ الصادقين من الفقراء والمساكين وأَبْناءِ السبيل. وبعد الانتهاء من الصلاة، كان يرحمه الله يتأخر في الخروج من الجامع لِيَتَصَدَّق بِصَدَقاتٍ يُخْفيها، حتى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمينُهُ.
ومما تجب إليه الإشارة أن أَصْلَ سيدي الحسن بَنْميرَة من زاوية الميرَة في بلاد (لَمْسيرْدَة)، من نواحي (الْغَزَواتْ)، في أقصى شمال غرب الجزائر.
وقد جَمَعَ لِعُقودٍ بين أمانَةِ الجَزَّارين بِمَدينَةِ وَجْدَةَ والتجارة مع أهل الدباغة بِمَدينة فاس.
وقد توفي سيدي الحسن بَنْميرَة يرحمه الله يوم الأربعاء 19 صفر 1397 هجرية \09 فبراير 1977، ودُفِنَ في مقبرة سيدي المختار.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *