ذ محمود بودور

اكيد أن كل من سيقرأ سؤالي هذا سينفي بالقطع المغلظ
تكفيك جولة خفيفة بالمدينة وخاصة بوسطها أين يصب سكان المدينة صبا لقضاء حوائجهم أو لقضاء صبحية أو عشية فارغة رفقة أبنائهم أو أصدقائهم لترى بأم عينيك أين يمشي الراجلون . إنهم في غالبية الشوارع الضيقة أصلا يلجؤون في كثير من الأماكن الى المشي في طريق السيارات لأن الأرصفة الضيقة محتلة من طرف التجار أو المقاهي. أما ممرات الراجلين فممسوحة في أغلبيتها ولا يمكن للسائقين رأيتها. وأما إذا أردت أن تعبر الطريق فحدث ولا حرج. قد يسعفك الضوء الخاص بالراجلين لتقطع الطريق لكن لنصفه فقط لتجد سربا آخر من السيارات آتيا من الضفة الأخرى لان لديهم الضوء الاخضر فتجد نفسك محاصرا في وسط الطريق.
في الدول التي تحترم راجليها وشعبها وتقدرهم يخصصون قناطر أو أنفاق لعبور الشوارع. بل ويمنعون السيارات والعربات كلها في بعض الشوارع حتى يتسنى للناس أخذ راحتهم والاستمتاع بمدنهم بدون ضوضاء ولا تلوث بل إنهم يخصصون مضامير لتشجيع الناس على رياضة المشي. يكفي أن نذكر هنا أن مدينة الرياض بالمملكة السعودية يوجد بها وحدها أزيد من 1800 مضمار لتشجيع الناس على المشي ومحاربة الامراض المزمنة الناتجة عن الخمول ونمط العيش القليل الحركة. ويمكنك في مدينة كبرلين أن تقطعها مشيا على قدميك من أقصاها الى أقصاها في أماكن خاصة بالمشاة.
وأما المرافق الصحية العمومية فلا تجدها الا في المراكز التجارية الجديدة لكن قبل ان تدخل ضع كمامتك وشيئا من العطر لكي لا تختنق.
وأما الحفر والارصفة المحدودبة بفعل فاعلين أو بسبب الأشجار التي تتسبب في اعوجاجها فحدث.
وعلى ذكر الأشجار دائما أتساءل لماذا يختارون أشجار النخيل. فهناك أنواع أخرى من الأشجار سريعة النمو دائمة الاخضرار ووافرة الظل خاصة وأن منطقتنا تعرف موجات من الحر الشديد والجفاف المتزايد. فشجرة النخيل لا توفر الظل الا لنفسها.
ولست ألوم المسؤولين فقط. بل اننا ايضا مسؤولون عن مدينتنا. مسؤولون عن نظافتها واحترام قوانين المرور بها. مسؤولون عن جماليتها. ماذا لو أن كل صاحب منزل غرس شجرتين أمام منزله. سيصبح عدد الأشجار يضاعف عدد المنازل مما سينعكس ايجابا على جمالية المدينة ونظافة هوائها.