ورشة تكوينية حول معالجة إشكالية الهجرة السرية الإفريقية إلى أوروبا
» تهدف هذه الورشة التي تجمع عددا من الصحافيين من المغرب والجزائر وإسبانيا وفرنسا ومن بعض دول جنوب إفريقيا إلى العمل معا وتقديم نظرة نقدية ومهنية حول المعالجة الإعلامية لإشكالية الهجرة. كما ستمكنهم هذه الورشة بالخروج من المقاربة السطحية وسبر جميع الجوانب التي تتعلق بهذه الظاهرة على المستويات السياسي والاقتصادي والاجتماعي والجيو سياسي. » يوضح باسكال بيركي مدير المشاريع التي ينظمها معهد « بانوس باريس » ومنها ورشة الرباط التي تحققت بتنسيق مع مؤسسة شرق غرب بالرباط،ما بين 15 و20 أكتوبر الجاري والتي شارك فيها حوالي 20 صحفيا من 7 دول لها علاقة بالهجرة السرية من دول جنوب إفريقيا والمغرب العربي بالإضافة إلى إسبانيا وفرنسا.
شارك في تنشيط هذه الورشة عدد من المسؤولين من مختلف البلدان المعنية وممثلين بالسفارة الاسبانية وجمعيات تهتم بالهجرة الإفريقية والمغربية وممثلين عن المفوضية السامية للاجئين بالمغرب وأساتذة جامعيين وصحافيين وكتَّاب لهم مؤلفات حول الهجرة انطلاقا من الميدان وشبان أفارقة أدلوا بشهاداتهم حول أوضاعهم ومعاناتهم ومأساتهم مع الهجرة…وتوزعت الفترة التكوينية على مرحلتين تتعلق الأولى الممتدة على ثلاثة أيام بالمداخلات فيما همت المرحلة الثانية العمل الميداني وذلك بتشكيل ثلاثة مجموعات من الصحافيين توجهوا إلى ثلاثة محطات بكل من حي التقدم بمدينة الرباط أين يقطن الأفارقة المهاجرين ، ومدينة فاس المعبر الأساسي والملجأ للأفارقة المنحدرين من دول جنوب الصحراء ثم مدنتي خريبكة وبني ملال حيث مثلث الموت خريبكة/الفقيه بنصالح/بني ملال بالنسبة للمهاجرين والمرشحين للهجرة السرية المغاربة وعائلاتهم وذويهم حيث جمعية أصدقاء وعائلات ضحايا الهجرة السرية.
وتمحورت مداخلات الجلسات الثلاثة أيام الأولى حول عدة مواضيع منها « فهم الفوارق بين واقع الهجرة والصورة المقدمة عنه » و »مائدة مستديرة حول دراسة الرهانات التي تتعلق بالمعالجة الإعلامية لأسئلة الهجروية » و »تحسين المعلومات العامة للصحافيين حول الهجرة » و »التخلص من الأفكار المسبقة والكليشيهات » و »التعرف الأحسن على مصادر الخبر » و » لمعرفة أحسن لمختلف الفاعلين… » تمت مناقشتها بعد عروض المتدخلين.
وأجمع المتدخلون والمشاركون على ضرورة العمل من أجل تغيير صورة الإفريقي المرشح للهجرة السرية وذلك بتقديم الواقع الحقيقي المعاش لهؤلاء النازحين أو الراغبين في العبور إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط ونقله عبر وسائل الإعلام بكل موضوعية ونزاهة وربط أوضاعهم بحقوق الإنسان وواجب احترامها. كما أجمعوا على ضرورة الانكباب على ظاهرة الهجرة السرية من طرف مسؤولي البلدان المعنية ودراستها وإيجاد حلول لها في إطار شمولي وتشاركي يأخذ بعين الاعتبار أوضاعهم الاجتماعية والإنسانية وإشراكهم في تنمية البلدان المعنية بالهجرة.
للإشارة ،يسهر معهد « بانوس باريس » الذي هو مؤسسة غير حكومية منذ 20 سنة على تعددية وسائل الإعلام بفرنسا ووسط إفريقيا والمغرب العربي والشرق الوسط عبر طرق مختلفة منها توفير أطر قانونية تضمن هذه التعددية، وتقوية تنظيمات مهنيين الإعلام، ومصاحبة العمل المهني للصحافيين عبر تكوينات حول مواضيع إقليمية، وإنتاج دراسات حول وسائل الإعلام ثم تحقيق التفاعل بين وسائل الإعلام والجمهور القارئ والمجتمع المدني.
1 Comment
asalam