ملك المغرب يطلق مشاريع بالمنطقة المحاذية للجزائر بموازنة قدرها 300 مليون دولار
الرباط: حاتم البطيوي
بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة للمنطقة الشرقية المغربية تدوم اسبوعا، يشرف خلالها على اعطاء انطلاقة مشاريع اقتصادية واجتماعية وتنموية بموازنة قدرها 300 مليون دولار، وهي مشاريع تدخل ضمن برنامج المبادرة الملكية التي تم الإعلان عنها قبل ثلاث سنوات في وجدة، واطلق عليها اسم «المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية»، على امل ان تصبح المنطقة قطبا حقيقيا للتنمية الاقتصادية مندمجا مع المخطط الشامل للتنمية الوطنية، ومنفتحا على الفضاء المتوسطي خاصة على مستوى قطاعي السياحة والتجارة.
وتأتي الزيارة الحالية للعاهل المغربي الى المنطقة المحاذية للجزائر امتدادا للعديد من الزيارات التي قام بها منذ توليه حكم البلاد صيف 1999، منها زيارة عام 2003 التي اعلن خلالها عن خطة عمل بدعم مالي مهم من أجل النهوض بالمنطقة وتنميتها وتمكينها من البنيات التحتية الأساسية وخلق فرص الشغل ودعم الإقلاع الاقتصادي.
وتشمل الخطة التنموية انجاز الطريق السيار بين فاس ووجدة عبر تازة في أفق 2010، الذي يعد آخر شطر في المخطط الطرقي شرق ـ غرب، وربط خط السكة الحديدية تاوريرت ـ الناظور بميناء بني انصار (الناظور)، وإحداث كلية للطب ذات مركز استشفائي، وفتح منطقة حرة بالناظور، وتهيئة المحطة الترفيهية بشاطئ السعيدية.
وترمي الخطة أيضا إلى فك العزلة عن الجهة الشرقية وايجاد تناسق بين مختلف أقطاب التنمية بها، من خلال إدماج منطقة جنوب وجدة في هذا المسلسل، لا سيما أنها منطقة رعوية تحتاج بالخصوص إلى الماء والتأطير في المجال الفلاحي.
الى ذلك تتوخى الخطة ايضا تغيير الصورة النمطية التي ارتبطت بوجدة والمنطقة الشرقية عموما، باعتبارها منطقة تهريب، بحكم قربها من الحدود الجزائرية، وذلك بجعلها قطبا للتنمية يتكامل مع باقي مناطق البلاد الاخرى.
ورغم ان الحدود المغربية ـ الجزائرية مغلقة منذ عام 1994 بسبب تداعيات الهجوم الارهابي الذي تعرض له فندق «اطلس اسني» في مراكش، فانها ظلت مفتوحة امام المهاجرين السريين الذين يتسللون الى المغرب قادمين من دول الساحل الافريقي، عبر الاراضي الجزائرية.
وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد الغى في يوليو (تموز) 2004، من جانب واحد، فرض تأشيرة الدخول على المواطنين الجزائريين، قبل ان تقوم الجزائر بعد شهور من ذلك بالمثل، بيد انها لم تفتح الحدود البرية بحجة ان المغرب هو المستفيد الاول اقتصاديا وسياحيا من ذلك.
وتحمل مبادرة ملك المغرب، بشأن تنمية المنطقة الشرقية، في طياتها رسالة واضحة، هي ان الرباط ستمضي قدما في النهوض بالمنطقة، وانها لن تنتظر فتح الحدود البرية، الذي يبدو انه دخل ضمن دائرة الانتظار الطويل الى حين ايجاد حل لمشكلة الصحراء لتنفك عقدة العلاقات المغربية ـ الجزائرية المتوترة.
عن جريدة الشرق الأوسط
Aucun commentaire