Home»National»ويل لمجتمع احتقر مربيه

ويل لمجتمع احتقر مربيه

0
Shares
PinterestGoogle+

نشرت جريدة الصباح يوم الأربعاء25 أكتوبر2008 خبرا تحت عنوان » قائد بالبيضاء يصفع مديرا داخل إعداديته »
وحتى قبل قراءة تفاصيل الخبر جعلني الألم أقول « ألا يمكن أن تكون من هنا بداية الخطة الاستعجالية لإصلاح المنظومة التربوية؟ » ، فقلت لنفسي هل يمكن فعلا أن يرقى مستوى المردودية في مجتمع لا يحترم مربيه؟ ثم قلت هل تردت أوضاع من كان يشبه بالرسول حتى صار يتلقى الصفعات أمام الملإ؟

ولأنني رجل تعليم شعرت بغبن كبير وإساءة لا يمحوها إلا رد اعتبار يكون مرضيا لأسرة التعليم أينما وجدت. ولذلك أرى أن على وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي….إن هي فعلا ترنو للإصلاح أن تكون كرامة رجل التعليم منطلقها لأن إهانة ذلك المدير من طرف رجل السلطة ما كانت لتقع لولا أن رجل السلطة ذلك كان متأكدا أن رجل التعليم لا أحد يهتم بكرامته، بل إنه.يرى ويسمع يوميا عما يعانيه ويكابده حتى من ظلم وزارته. ولعل الاستطلاع الذي قدمته القناة الثانية في الأسبوع الماضي أكبر دليل على ذلك.لأن الجودة لا يمكن أن تحصل مع قسم يضم ستة مستويات يدرسها معلم واحد في حصة واحدة، ويتولى مهمة إخراج كلب يتردد عليه كل حين، كما أن الجودة لا تكون مع معلمة تتخذ القسم مكان عمل وحجرة متعددة الاختصاصات من أكل ونوم وغيرها.وتؤدي عملها خوف ورعب من أن تكون ضحية اعتداء في أي وقت.
والجودة أيضا لاتكون بأجر زهيد تقتسمه مع المعلم أسرة يقطن بعيدا عنها.
وليس حال رجل التعليم في الثانوية الإعدادية أو الثانوية بأفضل ولا ظروف عمله بأنسب، فالأقسام غير نظيفة ، والأبواب كأنها أطلال وبقايا ديار، فهي إضافة إلى أنها لاتقي من زمهرير البرد في الشتاء فهي تزعج من بالقسم . وتتسبب للكل في نزلات البرد والزكام المزمن وآلام الرأس وغيرها من الأمراض التي تعيق الدراسة. والسبورات متلاشية، والكراسي حطام من الخشب، أما مكاتب الأساتذة فلا تسأل عنها.
وكل ذلك لا يساوي شيئا أمام أقسام مكتظة، ومقررات لا يكاد الأستاذ يستأنس معها حتى تقدم الوزارة على تغييرها بحجة الجودة ومسايرة المستجدات التربوية، والاطلاع على المناهج الغربية حتى لانتهم بالتخلف والرجعية.
فهل هناك تخلف أكبر من أن نجعل أبناءنا و رافعي مشعل مستقبلنا فأران تجارب لكل ما ظهر من مناهج وبرامج في جهة أخرى الناجح منها وحتى الفاشل. ناسين أو متناسين أن لكل بلد خصوصياته، وأن ما قد ينجح في بلد معين ويعطي أكله قد يكون وبال على بلد آخر وخير دليل على ما أقول فشل منظومة التوجيه التربوي ببلادنا والتي استوردناها من فرنسا . وأن تغيير البرامج كل سنة أو سنتين لا يعني البتة الجدة والتطوير ومسايرة العصر. وإثقال كاهل الآباء بأثمان باهضة لكتب رديئة ليس هو السبيل للرفع من الجودة. وحشو أذهان التلاميذ بمقررات هزيلة المنفعة يرمي بها في عرض البحار عند أول زيارة للشاطئ بعد انتهاء الامتحانات لن يحل قطعا مشكل الرداءة في منظومتنا التربوية.
فإذا كانت الوزارة جادة في دعوتها الإصلاحية عليها أولا أن تمتلك الشجاعة للاعتراف بالفشل، وتسمي الأشياء بمسمياتها. وتتخلى عن سياسة تحميل الآخر المسئولية.

فالرداءة لم يتسبب فيها أبدا المعلم أو الأستاذ أو الموجه لأنه لم يستشر أبدا في ما تقدم عليه الوزارة من قرارات مصيرية. فالخصاص الذي تعاني منه المؤسسات التربية لا يتحمله رجل التعليم، وإنما من تعمد الإساءة للمنظومة التربوية بتسريح الآلاف من خيرة الكفاءات المغربية في شتى التخصصات.
والهدر المدرسي المتمثل في الغياب والرسوب والانقطاع عن الدراسة لا يتحمل رجل التعليم قط أوزاره، وإنما تقع تبعاته على من سن قانون النجاح بمعدلات متدنية تصل حتى 2 من 10 وهي تعلم أن التلميذ الذي لم يستطع أن يساير في مستوى دراسيا معينا لا يمكنه أبدا أن يتابع في المستوى الأعلى منه. وبذلك سينفر من الدراسة ويكثر غيابه وشغبه ، ويأتي الانقطاع نتيجة طبيعية للعوامل السابقة. كما أن من أسباب العزوف عن الدراسة الأفق المسدود بخاصة في عصر أصبحت فيه الدراسة والشغل حكرا على الأغنياء وبالتالي تصعب المنافسة في غمارها
لهذا وغيره أرى أن الاهتمام برجل التعليم وصون كرامته والذود عن حقوقه هي أولى الخطوات الصائبة في تحقيق الإصلاح الحقيقي للمنظومة التربوية. والوزارة عليها أن تعلم أن الصفعة التي تلقاها المدير هي صفعة لوزارة التربية الوطنية بالدرجة الأولى، ولذلك عليها أن تنصب ذاتها صاحب الحق المدني، وعليها أن تطالب برد اعتبار موظفها يتناسب مع شخصه ومهامه.أضعفه اعتذاررسمي من الوزارة التي ينتمي إليها رجل السلطة الذي أساء لمن علمه وكونه وكان وراء وصوله لمكانته المرموقة. ونتمنى ألا نتلقى إحباطا يشل عزيمتنا يتمثل في حل المشكل حبيا، والقضاء على نخوة رجل المبادئ بأن تتدخل جهات معينة « وتعوض للمدير النظارة المكسورة، أو ربما يطلب منه هو التنازل عن الدعوة وحتى طلب الاعتذار لأنه عطل عمل السلطة. وتحية خالصة لمن يتفانى في خدمة أبناء ومستقبل هذا الوطن العزيز.

والسلام
زروقي إبراهيم
مفتش التوجيه التربوي بوجدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

10 Comments

  1. مدرس غيور
    21/10/2008 at 12:35

    صحيح أن رجل التربية بغض النظر عن مهمته يجب أن يحظى بالاحترام من طرف المجتمع على اختلاف طبقاته ولكنه يجب أن يكون في مستوى المهمة التي أنيطت به لينال الاحترام المناسب. فبعض رجال التربية يستحقون كل تقدير لأنهم يحترمون رسالتهم الرسولية والبعض الآخر يخجل الصادق من رجال التربية الانتساب إليه نظرا لسلوكات مشينة تجعل المجتمع ينظر نظرة ازدراء لكل رجال ونساء التربية
    أتمنى أن يكون رجال ونساء التربية في مستوى الأمانة التي قلدهم الله عز وجل أما من حاول إهانة الصدقين منهم فقد أهان نفسه أولا ، ومن كان سببا في إهانتهم وهو منهم بسبب سوء تصرف فلا يهين إلا نفسه

  2. prof
    21/10/2008 at 12:38

    ان ما وقع هو نتيجة حتمية لما نعانيه من تخلف تسييري و اختصاصاتي وضعف دريع تشريعي فالاستاد لا توفر له الدولة والوزارة المعنية ادنى حماية تشريعية وقانونية وهو يمارس عمله والدليل وفاة استاد على يد طالبه وهو يمارس عمله طعنا بالسكين بالجارة الجزائر انه لعار على دولة تدير ظهرها لمن يقود سفينة العلم في بلدها انه لاجحاف مع سبق الاسرار والترصد بالاستاد والمربي والمعلم كما وصف رسولنا الحبيب فهل نحن في جاهلة القرن الواحد والعشرين اما نصيحتي لهدا المدير اطلب منه ان يتابع هدا الموضف متابعة قانونية لا تراجع فيها ولا سماحة واقول لهدا القائد ان عصر البصري قد ولى اننا نعيش الدمقراطية والاصلاح وادا لم تستوعب قدم استقالتك

  3. tarek
    21/10/2008 at 12:39

    waylon li mo3alimin i7ta9ara nafsaho fa 7ta9araho nasss
    a mon avis c’est les enseignants qui sont le responsable numéro 1 de la dégradation de leurs images
    dans les yeux de leurs elèves et de leurs parents, ça fait même pas 2 ans j été etudiant , y avais plusieurs
    profs que je respectais pas , tout simplement parcequ’ils etaient des laches dans le vrai sens du terme
    y avais qui cherchaient que de l argent, il y avait des uns qui ne fesaient pas du tout leurs boulot
    il y avait qui etaiit trop sensibles pour les filles ….. MAIS il y avait des hommes des professeurs qu seront et resteront graver dans nos memoires moi et mes collègues
    malheureusement ils sont trop rares dans nos jours, il etait respecter au sein de l ecole et personne ne plaignait d eux et dans leurs séances , il y avait tt le monde present ….
    enfin je veux dire que l’image du prof depend de lui même et non pas du statut !!!
    kon rajel ye7tarmok nas !

  4. أستاذ التعليم الابتدائي
    21/10/2008 at 23:54

    ومازاد الطين بلة -يا أستاذنا الفاضل – هو أن الصفعة تمت أمام مرأى فاعل جمعوي من جنسية ألمانية ،وبهذا نكون قد أعطينا فكرة عن الجودة داخليا وخارجيا (جودة الصفعات طبعا )ر

  5. محمد منصور / جرادة
    21/10/2008 at 23:55

    أن يتعرص رجل تعليم للضرب أو الاهانة أو أي شكل من أشكال الاحتقار في بلادنا أصبح أمرا عاديا,والصحف الوطنية و المحلية وردهات المحاكم شاهدة على ذلك … ان الأمة التي تبتكر النكت حول  » المعلم » لا يرجى منها أي خير ,أما ما سمي بالخطة الاستعجالية لاصلاح التعليم,فما ذاك الا حلقة من حلقات مسلسل عنوانه البارز: ذر الرماد على العيون ,بطبيعة الحال عيون المتحكمين في منظومتنا التعليمية , وعلى رأسهم صندوق النقد الدولي, والا ما معنى ظهور الخطة المعلومة الا بعد صدورالتقرير الدولي الذي صنف قطاع غزة في مرتبة
    أحسن بكثير من من بلادنا؟؟ ثم لماذا لم يخضع المسئولون عن فشل منظومتنا التعليمية للمحاسبة كما هو معمول به في الدول الديموقراطية؟
    كان المفروض اطلاق تسمية »الخطة البطيئة » على هذا المسلسل الاصلاحي ,وخير شاهد على ذلك الدخول المجرسي الحالي والذي عرف ثغرات لا مثيل لها:تأخر واضح في انطلاق الدراسة الفعلية/كتب ومقررات غير متوفرة/بنيات مهترئة/أقسام مكتظة/تلاميذ بدون مدرسين /مدرسون رحل/حركات جهوية واستثنائية مشبوهة/ قطاعات تعليمية بدون تأطير…والقائمة طويلة طول المعلقات؟؟؟
    أكيد أن الخطة  » الاستعجالية » لن يكتب لها النجاح , وعلينا أن ننتظر_ للأسف الشديد_ تقريرا دوليا آخر حتى يستفيق القائمون على شئوننا التربوية من سباتهم الذي تجاوز سبات أهل الكهف ,وهو رقم قياسي يحسب لوزارتنا الموقرة

  6. السنتوري علال
    21/10/2008 at 23:55

    كون راجل يحتارموك الناس بغيت تكون أستاذ ولا اللي كان.اللي راجل راجل . واللي راجل دايمن يتربصوا بيه الشمايت ولمبهدلات لحقاش ما يقدولهش والعزة بالله يا السي الزرقي وشكرا على المقال الذي يعبر عن الغيرة المهنية

  7. prof
    22/10/2008 at 13:44

    الحمدلله يوجد في بلدنا من يغار على هده المهنة معليهش وخ نكل لعص فنحن صامدون صمود اهل غزة لاننا اصحاب حق وتاريخيا كل من حمل مشعل التغيير والاصلا ح واجه المر من قومه والسلام
    تحياتي لكل رجال ونساء التعليم

  8. ROUTIER.
    26/10/2008 at 20:02

    J’ai lu l’article et celà m’a fait beaucoup de peine.une chose est certaine:je suis sur que ce directeur ne fait pas son poids c’est pourquoi ce petit conard de caid l’a gifflé.le respect s’impose mesieurs les enseignants.voilà ce qui arrive quand on donne ce poste de directeur ou de surveillant…à n’importe qui.comme dirait grand-mére(khallat rassek m3a noukhala ynoqbak djaj!!)

  9. ROUTIER.
    26/10/2008 at 20:03

    Drole de monde et drole de vie.l »autre fois un prof a puni un éléve à TANGER,une équipe de télévision a accouru et est allée jusqu à l’école ,aprés quelques 5heures de route;ils ont filmé et pris tous les détails et c’est vite devenu un fait divers présenté à la dite télévision deux jours de suite.on a méme invité ces gens de l’association « laisse mon enfant faire ce qui’il veut »,bref c’etait un drame national.un peu plus tard,un millitaire agrésse un prof qui n’a pas laissé sa fille copier lors de l »éxamen du bac à marrakech,aujourd’hui le caid giffle le directeur et personne n’a pris sa paetite cam pour aller filmer et en parler!!ils ont peut étre peur ces gens de la télé!!peur de recevoir le méme chatiment!!

  10. d M
    26/10/2008 at 20:04

    JE SUIS ENSEIGNANT EN FRANCE.J AVAIS LES LARMES AUX YEUX SACHANT Q UN IGNOBLE KAID OSE GIFLER UN ENSEIGNANTET QUE TOUT LE MONDE RESTE IMMOBILE.NOS SOMMES PRET NOUS ENSEIG EN FRANCE A LE DEFENDRE .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *