قصيدة :  »  ومولدك الشريف له معان « 

شعر : محمد شركي

نظمت هذه القصيدة بمناسبة مولد رسول الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام، وعلى آله وصحابته الكرام

دهاني الشيب كاسحه كسانــــــــي        فأنساني مغازلة الغوانــــــــــــــي

وقد كنت المتيّم في شبــــــــــابي         يهيم بكل غانية جنـــــانــــــــــــي

فصرت أحاذر التّهيام خــــــوفــا        من العّذّال  لومهمو بــــــــــرانــي

أصرّح بالبراءة من هيـــــــامـــي       فتفضحني الملامح إن عــرانــــــي

ومن أهوى تجرّعني زعـــــافـــا       وتأسرني وتمسك بالعنـــــــــــــــان

أهيم بها فتفتنني بسحـــــــــــــــر      ولحظ في محيّاها سبـــــــــــــــــاني

ويعذرني لبيب في هـــــواهـــــا       ويشمت بي الأريعين إن رآنــــــــي

وما ذكري نسيبا في قصيـــــدي      سوى جريا على دأب البيـــــــــــــان

إذا مدح النوابغ من يحبّـــــــــوا      نسيب والمديح تحـــــــــاســــــــــدان

وما مدح النوابغ مثل طـــــــــه       رسول ما لـــه في الناس ثـــــــــــان

إمام الرسل سيّدهم وهــــــــــاد       مدائحـــه يطيب بها لســـــــــــــــاني

يطاوعني قريضي في نبــــــيّ        بأمداح يطرّزها بنــــــــــــــــــــاني

ومولده يزان به قصيـــــــــدي       يساوق لفظه شــرف المعــــــــــاني

هو المبعوث في الآنام طــــرا       وفي الثقلين من إنس وجـــــــــــــان

سراج الله أرسله منيــــــــــرا        مخلّصنا ومعجزة الزمــــــــــــــــان

فمن كمحمّد للخلق يهــــــدي        أتاه الله وحيا من مثــــــــــــــــــــــان؟

به تنجو الخلائق من جحيــم        وتنعم بالنعيم وبالأمـــــــــــــــــــــــان

وتسعد بالسعادة في حيـــــاة         وفي أخرى تنعّم في الجنــــــــــــــــان

وهدي محمّد دستور عـــــزّ         ومجد لا يضاهى في زمــــــــــــــــان

يصون العرض يحرسه بحدّ        وينقم من زنـــــــــــــــــــاة أو زوان

يبيح الطيّبات لنا هنيـــــــــئا        ويمنع مــا تنجّس في الدنـــــــــــــــان

وذو غشش يعاقبه وغــــــالّ        وينقم من مراب بالهــــــــــــــــــــوان

وهدي محمّد وحـي ونـــــور       هو التّرياق يشفي من إهــــــــــــــــان

ومن يلزم كتاب الله يهــــدى        إلى فوز يحقق بالتفـــــــــــــــــــــاني

رسول الله أدركنا بغــــــوث        فإن زماننا زمـــن الهــــــــــــــــــدان

فلا أدى صلاة أو صيــــاما        وأوغل في القمار وفي الرهــــــــــان

كؤوس الخمريحسوها ويزني      ويفسد بالفعـــــــال وباللســـــــــــــــان

يشيد بكل سافرة ويزهـــــو        ويسخـــــر من محجّبـــــــــــــة رزان

مثالبه فواحش قوم لــــــوط        فيأتيها ويخزى في هــــــــــــــــــوان

وبيرقه له ألـــوان طيــــف         تشبّه بالعواهـــر والزوانــــــــــــــي

له قرط وخلخال وطـــــوق        وصدرية ومكحلة القيـــــــــــــــــــان

يؤيده شرار الخلق جهـــرا        ومنطقهم سموم الأفعـــــــــــــــــــوان

رسول الله أدركنا بنصـــــر       يغلّبنا على حمــــــر الحــــــــــــــران

فمن يرجى سواك لسوء حال      فأنت ملاذنا وفــــكاك عـــــــــــــــان

تخيّرك الإله لنا شفـــــــــاء        وترياقا يرجّــــى ذا الزمــــــــــــــان

وهديك يا رسول الله ينجي         ومولدك الشريف له معــــــــــــــــان

يعانقها خيار الناس حبــــا         ويجهلها الجواهل بالبيــــــــــــــــــان

فحمدا للإله على رســـول        كنبراس ينوّر في الدّجـــــــــــــــــــان

صلاة ثم يعقبها ســـــــلام        على الهـــادي كحبات الجمــــــــــــان

لآل محمّــد أهدي سلامي         وأصحاب كرام  في الجنــــــــــــــان