خارجية إسبانيا تُؤدِّب الجزائر وتُكذِّب مزابلها الإعلامية حول تراجعها عن موقفها بخصوص الصحراء المغربية
عبدالقادر كتــرة
وجه وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ضربة موجعة وصفعة قوية لمزابل الإعلام الجزائري وقنوات صرفه الصحي وجرائده الورقية المراحيضية الخاضعة لجنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون والمؤتمرة بأوامره، حول موضوع الموقف الرسمي والثابت لدولة إسبانيا بدعمها لمقترح الحكم الذاتي للمغرب واعترافها بمغربية الصحراء.
وبمجرد انتهاء رئيس الحكومة الإسبانية « بيدرو سانشيز » من إلقاء خطابه في هيئة الأمم المتحدة أطلق نظام الجنرالات الجزائري العنان لكلابه وخلع عنهم الكمامات وأمرهم بالنباح والعواء والنهيق والزعيق، وتأويل الأحلام وتهويل الأوهام، وتحميل الخطاب الاسباني ما لا يحمله بالافتراء على المسؤول الأول في الحكومة الاسبانية بتراجع إسبانيا عن موقفها من الصحراء المغربية.
وادعى النّهّاقون النّبّاحون أن خطاب رئيس الحكومة الإسبانية « بيدرو سانشيز » الذي ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يتطرق لمقترح الحُكم الذاتي وأنه « خلا أي تلميح على تأييد مدريد لما يسمى بمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الغربية »، مهللين على أن « هذا الأمر يُعتبر تراجعا صريحا لإسبانيا عن موقفها الجديد من قضية الصحراء الغربية. »
وعنونت جريدة الشروق العسكرية الجزائري مقالا لها ب » تجاهل الحكم الذاتي ودعا إلى حل مقبول من الطرفين.. هل تراجع سانشيز؟ » واستنتجت جريدة النهار الجزائرية في عنوان لمقال لها » تصريحات جديدة لسانشيز عن القضية الصحراوية.. هل ستتراجع إسبانيا عن دعم المغرب؟ » أما جريدة الخبر فجاءت في مقال لها » هل شرع سانشيز في التراجع عن موقفه؟ » وعنون موقع « أوراس » مقالا له ب » سانشيز يصدم المغرب.. هل غيرت إسبانيا موقفها بشأن الصحراء الغربية؟. »…
لم تمُرَّ على هذه الأوهام والأحلام والهرطقات أقل من 24 ساعة حتى خرج الثور الاسباني ليثور ويخور في وجه الثُّعيْلبات العسكرية وأذنابهم أشباه الصحافيين المتخصصين في « إعدام الحقائق »، ويبدد في تصريح ناري تأديبي وتكذيبي حيث نفى وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، تراجع مدريد عن موقفها المتمثل في دعم الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقال ألباريس، في تصريحات نقلها موقع « لارازون »، في ردّه على سؤال بخصوص تجنّب سانشيز الحديث عن موقف مدريد الجديد من قضية الصحراء الغربية، إن موقف إسبانيا واضح جدا وقد تكرّر في مناسبات عدّة.
وأضاف ألباريس: « موقفنا يتمثّل في البحث عن حلّ سياسي مقبول للطرفين في إطار الأمم المتحدة »، موضحا أن موقف إسبانيا تمّ التعبير عنه بوضوح خلال الإعلان الإسباني المغربي المشترك الصادر في 07 أبريل 2022، وهو الذي يُعبّر على موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية.
وسبق أن أعلنت الحكومة الإسبانية، خلال مارس الماضي، علنا وللمرة الأولى دعمها موقف المغرب في قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن « مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع.
وجاء في بيان للحكومة الإسبانية: « ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم ».
وقال وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة: « تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع » بين الرباط وجبهة البوليساريو.
وأعلن المغرب وإسبانيا، الخميس 7 أبريل 2022، الاتفاق على تفعيل أنشطة ملموسة في إطار خارطة طريق تغطي جميع قطاعات الشراكة، تشمل كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك في بيان للديوان الملكي المغربي عقب استقبال الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بالرباط، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، الذي يجري زيارة للبلاد بدعوة من الملك.
وأفاد البيان أن الزيارة تأتي في إطار مرحلة جديدة من الشراكة بين المملكتين المغربية والإسبانية.
وجدد العاهل المغربي ورئيس الحكومة الإسبانية تأكيد « الإرادة في فتح مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين، قائمة على الاحترام المتبادل، والثقة المتبادلة، والتشاور الدائم والتعاون الصريح والصادق ».
وجدد سانشيز، حسب البيان المغربي، التأكيد على موقف إسبانيا بخصوص ملف الصحراء، معتبرا المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة « الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف ».
وتابع أن الاستقبال شكل مناسبة لـ »استعراض مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك في جوانبها السياسية، والاقتصادية، والأمنية والثقافية، كما تطرقت المباحثات للقضايا « الإقليمية والدولية »، دون تفاصيل بشأنها.
وتابع البيان أن « الاستقبال يأتي امتدادا للمحادثات الهاتفية التي جرت في 31 مارس الماضي، بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، وتجسيدا للرسالة التي وجهها سانشيز إلى الملك في 14 مارس، والتي التزمت فيها مدريد بتدشين مرحلة جديدة في العلاقات، قائمة على الشفافية والاحترام المتبادل ».
واندلعت أزمة بين البلدين، حين استقبلت مدريد في أبريل 2021 زعيم عصابة « البوليساريو » إبراهيم غالي بـ »هوية مزيفة » تحت اسم « محمد بن بطوش » بجواز سفر جزائري ودون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة « طعنة في الظهر ».
وفي مارس الماضي، عاد الدفء للعلاقات، بعد إعلان إسبانيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لتسوية النزاع في إقليم الصحراء.
واعتبر رئيس وزراء إسبانيا، في رسالة وجهها إلى الملك محمد السادس في 14 مارس، أن مبادرة الرباط للحكم الذاتي هي « الأكثر جدية » لتسوية النزاع بإقليم الصحراء
Aucun commentaire