Home»National»المخطط الاستعجالي ….مستعجل في كل شيء….

المخطط الاستعجالي ….مستعجل في كل شيء….

0
Shares
PinterestGoogle+

كما سبقت الإشارة في مقال سابق أعدت وزارتنا للتربية الوطنية مخططا استعجاليا ,ابتدأته بتكوين عاجل للمديرين خلال الصيف الماضي لكن عجلته فاقت عقارب الساعة، فانقلبت السيارة، ونقل الراكبون الى المستشفى ,وعوقب السائق بنزع رخصة السياقة لعدم اللياقة والسرعة في السياقة.

فعلا وزاراتنا تحاول إحداث بعض التغيير بإعداد مخطط والبحث عن موارد ومساعدات وإقحام الوزارات والجماعات والفعاليات في هذه السياسات ,لكن لا نتمنى أن تكون مجرد سياسات للسياسات ،أو يتخذها البعض ذريعة فيصول في المؤسسات لا لخدمة التعليم بل لخدمة عملية من العمليات.زار الكثير من الوزراء مؤسسات تعليمية وقيل أنهم هذه المرة زاروا تلك التي تعانى من كل شيء ,لكنهم لن يقدموا أي شيء ….فقد يكون أحدهم يبحث عن جملة والآخر عن حملة والثالث عن لقمة ولا أحد يحس بضراوة الأزمة …لكن التتبع يبقى مبادرة جيدة .وأتمنى أن يكونوا قد رصدوا بعض المعطيات ومنها على سبيل المثال:

– مؤسسات عبارة عن براريك تعود لأزيد من عشرين سنة…

– مؤسسات بالبوادي مفتقرة الى الماء والكهرباء وتصريف المياه والسور والحارس …وكل شيء…
– مؤسسات يرأسها مدير يجمع بين المدير والناظر والحارس والمقتصد والبواب ….

– مؤسسات أحدثت في الأوراق لكنها بقيت رواقا من الرواق….

– مؤسسة أحدثت في غياب كل شيء …

– دراسة متعثرة في جل المؤسسات خاصة الإعدادية والثانوية…وتجهيزات مهترية وأقسام متآكلة …

– أقسام مكتظة على الأقل تفوق ما اعتبروه اكتضاضا وهو فوق الخمسة والأربعين تلميذا….
– غياب أي أثر للمخطط الاستعجالي اللهم بعض الإصلاحات الصورية والتي سأعود لها في مقالات لاحقة.
الحقيقة وأتمنى الا تكون هي الحقيقة ،أن المخطط قد يكون مغردا خارج السرب وقد يكوم ما تخطط له الوزارة لا يعالج المعضلة التعليمية بعمق بقدر ما يدر الرماد على العيون، أو أن تخطيطه لا يداوي العيون ،يذكرني بالطبيب الذي حضره مريض سقط وجرحت رجله لكنه قدم له تقطيرة للعين معتبرا عدم انتباهه هو سبب سقوطه ,فكذلك وزارتنا رغم مجهودها فقد تكون غير صائبة في اختيار الدواء ,أو أنه لا يحمل من المضادات الحيوية الكمينة بمقاومة المرض،أو أننا لا نعلم ما تخطط له . أتمنى أن يكون كذلك وفي صالح منظومتنا.
وبالعودة الى المخطط الذي أعد لتكوين مديري المؤسسات التعليمية ،نجده ينص على ما يلي :
ـ تحسيس المكونين عبر المراسلات الموجهة إليهم بأهمية البرنامج الاستعجالي الرامي إلى تسريع وتيرة إصلاح منظومة التربية والتكوين وأهمية الانخراط في أوراشه.
تحسيسهم بالمكانة الهامة التي يحتلها مديرو ومديرات المؤسسات التعليمية في صيرورة الإصلاح وبمضمون محاور التكوين التي يــراد منها تعبئة هذه الفئة من المدبرين لقيادة التغييرات المتوخاة إحداثها في المنظومة التربوية ابتداء من الدخول المدرسي المقبل.
متى تم استشعار المكونين بفتح الواو لا بالمحاور ولا بمضمونها ؟
ـ تقديم المكونين لتصورهم حول انطلاق التكوين.
كيف يقدم المكونون تصورهم وقد اختيروا وفق توجهات معينة الغرض منها شرح المخطط الاستعجالي حرفيا ونصيا دون نقاش ودون رأي ودون إعلام سابق؟
ـ إعدادهم لمشروع مصوغة تكوينية في المجال الذي عهد إليهم تأطيره.
مصوغات شكلية تحمل معطيات وهمية وحقائق ظرفية ,بعضها يرجع لسنوات مرت وبعضها يحمل معلومات تقادمت ،وبعضها ….وبعضها…موضوع سأعود له لاحقا إن شاء الله تعالى.
أوفدت الأكاديميات مكونين للاستفادة من التكوين الذي احتضنته المدرسة العليا لأساتذة التعليم يوم 21 مايو 2008 والذي أشرف عليه فريق التأطير المركزي.
تم انتقاء عينة المديرين المستهدفين بالتكوين بناء على العناصر التالية :
ـ العنصر المجالي : مؤسسات ممثلة للوسطين الحضري والقروي
ـ الهدر المدرسي: مؤسسات ممثلة لنسب مرتفعة من الهدر المدرسي
ـ الغــياب: مؤسسات ممثلة لنسب مرتفعة من الهدر المدرسي لغياب التلاميذ والأساتذة
ـ الاكتظاظ: مؤسسات ممثلة لنسب مرتفعة للاكتظاظ
ـ النوع: مؤسسات ممثلة للعنصر النسوي ضمن العينة المستهدفة بالتكوين.

استغرق التكوين مدة 4 أيام بغلاف زمني بلغ 24 ساعة بمعدل 6 ساعات في اليوم.

أشارت تقارير تلك الأكاديميات المعنية بالتجربة الى المراحل التي اعتمدتها وهي كالتالي:

تجميع الأكاديمية للمصوغات الجاهزة والوثائق المتداولة في ملف تم توزيعه على المشاركين خلال اليوم الأول من التكوين.
تم تنويع أساليب وتقنيات التنشيط المستعملة بهدف ربح الوقت وتجاوز عامل الزمن.

– اعتماد التطبيقات على مستوى ورشات التكوين بشكل ممنهج سمح بتقاطع مع خبرات وآراء وتجارب المشاركين والمنشطين.

– تم التطرق إلى العناصر الكبرى لمحاور التكوين في شكل محطات متنوعة ( تطبيقات على وثائق ؛ دراسة حالات ميدانية؛ مناقشات مفتوحة؛ عصف ذهني، مقاربات ورشية ..)
اقتراحات لتحسين الدورة التكوينية
اختيار الوقت المناسب وضبط وقت التكوين

ـ تزويد المستفيدين بالوثائق قبل انطلاق الدورة التكوينية

ـ توزيع المستهدفين بالتكوين في المعلوميات إلى فئات: مبتدئين

ـ متوسطين ـ متمكنين

ـ إضافة مصوغات أخرى داعمة

ـ تخصيص وقت كاف للمناقشة ومدة أطول للدورة التكوينية

ـ تخفيض عدد المشاركين في كل ورشة

ـ توفير الظروف المادية والمعنوية
ـ إعطاء مزيد من الأهمية لمحوري المعلوميات والتدبير المالي
الإجراءات التنظيمية المعتمدة
تكوين فريق جهوي للإشراف العام
اختيار فريق المؤطر ين.
إعداد الوسائل اللوجيستيكية.

توفير العدة البيداغوجية.
التنسيق مع الوحدة المركزية.
التنسيق مع النيابات لاستدعاء المستهدفين.
هذه العمليات أوردتها وفق البرنامج المسطر دون الدخول في الكثير من التعاليق ,لكوني لم أحضرها ولم تجر في الأكاديمية التي أعمل بها ,ولم نعلم بحقيقة تنظيمها ومراحل تنفيذها وطرق تعميمها.الا أنني وعندما سأتناول بعض المحاور التي أعدتها هذه الأكاديميات سأحاول الإحاطة ببعض الجوانب لتوضيح معالم هذه المصوغات ما لها وما عليها.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. م.م جرادة
    07/10/2008 at 17:44

    شكرا لك الأخ محمد المقدم على إثارة هدا الموضوع لكن السؤال المطروح
    هل فعلا هناك تكوين حقيقي ام هناك هدرا للوقت و المال فلنفرض أن هناك فعلا تكوين ما الهدف منه ومن يقوم بهدا التكوين و هل المؤطر مكون حتى تسند إليه هده المهمة هل هناك برنامجاو خطة عمل ام هناك عمل مرتجل و هل هناك تتبع بعد مرحلة التكوين أسئلة كثيرة يجب طرحها قبل أية عملية تكوين رجال التعليم بصفة عامة و السلام على من اتبع الهدى

    م.م من جرادة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *